تشهد مدينة قبلي اليوم افتتاح الدورة الرابعة للمسرح الجديد بقبلي التي يديرها الفنان والمخرج حافظ خليفة بجديد تمثل في امتدادها طيلة أسبوع عوضا عن ثلاثة أيام فقط وبتوزّع عروضها على الفوّار ودوز بعد أن كانت تقتصر على مدينة قبلي وحدها. وهذا عنصر ايجابي يحسب للهيئة المعدة للبرنامج التي اقتنعت بان الثقافة هي التي يجب أن تذهب للمواطن وتغزوه في عقر داره وتتأقلم مع ظروفه واحتياجاته لترفه عنه لتحفظ له ذاكرته ولا اعتقد أن هنالك منطقة في تونس بلا ذاكرة وبلا رموز ترغب في أن تكرمهم وتزيح الستار أو التعتيم عن نضالهم في سبيل تحرير الوطن من المستعمر الفرنسي ومشاركتهم في الحياة السياسية والأدبية.
الهداوي ضيف شرف
ضيف شرف هذه الدّورة الرابعة للمسرح الجديد بقبلي سيكون الممثل فتحي الهداوي الذي سيعقد لقاء مع جمهوره في دار الثقافة بقبلي وفي قبول فتحي الهداوي للدعوة أكثر من رسالة أهمها أن الفنان بصفة عامة لا بد له مستقبلا من أن يتواصل مع جمهوره بعد أن أصبحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لا تعد ولا تحصى ولا قدرة للجمهور على الاطلاع عليها كلها ليتعرف على الفنان. على أن فتحي الهداوي يبقى علامة فارقة في المسرح والدراما التونسية واستضافته في أي مهرجان تضيف له وتثريه وخاصة إذا اشرف على ورشات التكوين في التمثيل الديكور والسنوغرافيا والأقنعة وتحدث عن تجربته التي عاشها في سوريا واستفادته من العمل مع كبار المخرجين العرب. في برنامج الدورة الرابعة للمسرح الجديد أيضا تدشين لمعرض عمر الفرشيشي وعرض مونودرامي بعنوان "حلمة وكلام" لرمزي ساسي وعرض أول لمسرحية "طوافين" للمخرج حافظ خليفة التي سبق أن عرضت في مهرجان المسرح بالجزائر وتوجت بالتاج الذهبي وقد تناول فيها الموروث الإنساني وقدم فيها خليفة قراءة معاصرة في الغرض.
ممنوع الفشل
إن فشل هذه الدورة ممنوع لا فقط لأنها تنتظم في فترة حرية تعبير غير مسبوقة في تونس وفي فترة يتعطش فيها التونسي للإبداع في كل الفنون فقط وإنما لان القائمين على هذه الدورة يسعون لان يكون المهرجان ذا توجه دولي منفتحا على العالم الخارجي وعلى التجارب المسرحية العربية والدولية التي تحتم تخصيص ميزانية تخول استضافة النجوم والمسرحيات الناجحة والحاصلة على الجوائز العالمية والأساتذة الذين يشرفون على الورشات ويحاضرون في ما يمكن أن ينهض بالمسرح في تونس.