علمت "الصباح" من مصادر سياسية مطلعة أن الحكومة تستعد بعد تشكيلها لطرح برنامجها قريبا امام المجلس الوطني التاسيسي للمصادقة عليه. وقد اكد عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية محمد عبو أن البرنامج الحكومي جاهز غير أن صياغته النهائية لم تكتمل بعد. ومن المتوقع أن يعلن حمادي الجبالي خلال ايام حكومته بشكل رسمي على أن تنطلق في اشغالها بمجرد الاعلان عنها لينهي بذلك مسلسل التشويق الذي امتد زهاء الشهر. ووفقا لبعض المصادر السياسية القريبة من الائتلاف الحاكم " النهضة.. المؤتمر والتكتل" فان الوزارات ستضم عددا من المستقلين مع محافظة وزيرين حاليين على حقائبهما الوزارية دون أن يضيف مصدرنا اي تفاصيل اخرى. ويأتي الاعلان عن تشكيل الحكومة والاعلان عن تركيبتها ليضع حدا "لنزيف" الاسماء التي تداولتها مختلف وسائل الاعلام.
انتظارات...
وبالرغم من "سرية" البرنامج الحكومي إلى حد الان فقد اعلنت بعض من احزاب المعارضة من خارج المجلس التاسيسي عن دعمها له ونقده كلما كان هناك داع دون أن يكون لها دور في تعطيل سير الحكومة. ووصف عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي عصام الشابي التحولات السياسية الراهنة بالايجابية سيما وان ملامح المؤسسات الحكومية بدأت تتشكل بوضوح. وبين الشابي أنه على الحكومة أن تنطلق من برنامج عملي وملموس لمعالجة القضايا العالقة كالبطالة والتنمية الجهوية." واكد الشابي أن "التقدمي" سيعمل على دعم اي مجهود وبرنامج يلبي طموح الناس والحد من ارتفاع الاسعار بالاضافة إلى " اننا نتمنى أن تكون حكومة انجاز وليست حكومة وعود" مضيفا "أن الحكومة مطالبة بان تجيب على انتظارات المواطنين."
دور المعارضة
وحول دور المعارضة خلال فترة عمل الحكومة قال الشابي " أن للمعارضة قوة تعديل واقتراح ومراقبة دون أن ننسى دورنا في الدعم في كل ما يستجيب لمتطلبات المرحلة وعلى الحكومة أن لا تأخذنا على اساس مفاده اننا نعمل على عرقلتها في حال توجهنا لها بنقد "واضاف " أن همنا الوحيد هو انجاح المرحلة الإنتقالية." ومن جهته قال الامين العام لحزب الاصلاح والتنمية محمد القوماني أن المرحلة تتطلب "استعدادا لانجاح المسار الانتقالي بغض النظر عن حكام المرحلة القادمة." واوضح القوماني "أن الانتظارات تتعلق بالتعرف عن تركيبة الحكومة وبرنامجها." وبخصوص موقفه من الحكومة اوضح " سنتعامل مع الحكومة اذا ما لمسنا فيها انسجاما مع برنامجنا المتعلق بتحقيق أهداف الثورة وتحقيق آمال التونسيين ولن ندخر اي جهد في نقدها إذا ما حادت عن الاهداف الاساسية من تشغيل وتنمية جهوية" غير أن السؤال المحوري الذي يمكن أن يطرح في هذه المرحلة هوكم من الوقت الذي تحتاجه حكومة الجبالي من أجل تحقيق أهدافها؟