سجل حزب الإصلاح والتنمية عدم ارتياحه للمسار والتجاذب السياسي الحاصل في البلاد والتكريس الخاطئ لمفهوم الأغلبية لدى الائتلاف الحاكم. ودعا الحزب في مجلسه الوطني المنعقد بمقره المركزي أول أمس الأحد إلى مراعاة خصوصيات الوضع الانتقالي وفتح مجال المشاركة السياسية في ادارة المرحلة والانفتاح على أوسع نطاق من الفعاليات السياسية. وأكد محمد القوماني الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية ل«الشروق» أن المجلس الوطني للحزب المنعقد بحضور مؤسسي الحزب وممثلي جامعاته وفروعه، أوصى بالتفاعل الايجابي مع الائتلاف الحاكم مساهمة في تأمين نجاح المرحلة وحرصا على تحقيق أهداف الثورة «دون اسقاط حق من اختار المعارضة ودون الوقوع في الموالاة للائتلاف الحاكم الجديد» حسب تعبيره مضيفا «نحن نتفاعل ايجابيا ولا نتوانى في القيام بدورنا في النقد والتصحيح إن وجب ذلك». المشهد وتناول المجلس الوطني « الائتلاف الحاكم»كنقطة طرحها على طاولة النقاش وعبر عن ارتياحه لانعقاد المجلس الوطني التأسيسي، وما رافقه من طابع ايجابي مقارنة بالثورات العربية الأخرى. وبخصوص المشهد الحزبي أكد القوماني أن «الانتخابات كشفت انخراما في المشهد الحزبي وأعطت أغلبية لقوة سياسية واحدة، وفي المقابل أفرزت تشتتا للأحزاب الأخرى الممثلة بالمجلس الوطني التأسيسي وخارجه، وهو ما من شأنه أن لا يخدم التعددية والديمقراطية»، مضيفا: «الأحزاب الضعيفة ستكون مضطرة الى الموالاة أو الاحتجاج السلبي غير المؤثر، وهذا يرجعنا إلى وضع ما قبل الثورة». وقد فوض المجلس الوطني للحزب قيادة الحزب من أجل اتخاذ مبادرة ستعمل من أجل اعادة تشكل المشهد الحزبي وذلك من خلال تكوين قوة سياسية وسطية يكون حزب الإصلاح والتنمية وبعض الأحزاب الأخرى القريبة توجهاته من هذه النواة الأساسية. مؤتمر من ناحية أخرى قرر المجلس الوطني عقد المؤتمر الأول للحزب في منتصف شهر مارس 2012، وذلك من خلال تكليف لجنة تتشكل من أجل البحث في آليات الإعداد للمؤتمر في مختلف جوانبه. وهذا القرار يأتي على خلفية« اتفاق الممثلين بالمجلس الوطني على أن الحزب يجب أن يخرج من الهياكل المؤقتة الى الشرعية» حسب تعبير القوماني. وينتظر أن تنطلق اللجنة المنبثقة عن المجلس الوطني للتحضير للمؤتمر عبر هيكلة الجامعات والفروع ضمن مقاييس موحدة. وللتذكير فان حزب الإصلاح والتنمية، تأسس بعد 14 جانفي، ويضم عددا من المؤسسين والكوادر الذين كانوا فاعلين قبل الثورة ضمن صف المعارضة. وساهم هذا الحزب بعد 14 جانفي في عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وفي المشهد السياسي العام كما خاض انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في عدد من الدوائر دون أن يتحصل على أي مقعد.