الجيش والحرس الوطني يكتفيان بفتح الطريق دون تسجيل ايقافات ما ان تهدأ الأوضاع في القصرين لبعض الوقت حتى تنطلق حالات التوتر من جديد وهو أمر يثير عديد التساؤلات ويدعو الى بحث امكانية ارسال تعزيزات أمنية من الفرق الخاصة للتصدي للذين يسعون الى بث الفوضى وتعطيل مصالح المواطنين... فبعد ثلاثة أيام من قطع الطريق الرئيسية للمدينة من طرف أصدقاء السجين الهارب الذي توفي في مستشفى صفاقس (اثر سقوطه اثناء مطاردته) وحرق منزل عائلة ضابط أمن قاد عملية مطاردته توترت الأجواء في القصرين من جديد مساء وليلة أول أمس عندما أقدمت مجموعات من العملة يشتغلون لدى أحد المهربين الكبار و البعض من اقاربه على غلق المدخل الجنوبي لمدينة القصرين في اتجاه قفصة وايقاف حركة المرور لمدة ساعات طويلة تواصلت الى فجر أ مس الخميس ومنع كل وسائل النقل من المرور بل وتهديد سائقيها وركابها بالغاز المشل للحركة والعبوات الحارقة في صورة عدم رجوعهم من حيث أتوا وقد تحولت "الصباح " مساء الاربعاء على عين المكان ( قرب مقر المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين ) وعاينا تواجد هذه المجموعات وطوابير طويلة من السيارات والشاحنات من جهتي الطريق افراد هذه المجموعات يفرضون على سائقيها العودة فلم يجد أغلبهم أي حل في ظل البرد الشديد والرياح القوية التي كانت تهب على القصرين الا الرجوع للمدينة والاتجاه نحو طريق سبيطلة ومنها الى سيدي بوزيد من أجل التحول الى قفصةوفريانة وماجل بالعباس وذكر لنا البعض منهم أنهم أجبروا على قطع 200 كلم اضافية للوصول الى فريانة التي لا تبعد عن القصرين غير 30 كلم أما بالنسبة للقادمين من قفصة فقد اضطروا للعودة الى هذه المدينة ومنها اتجهوا الى سيدي بوزيد ودخلوا القصرين من مدخلها الشرقي حيث طريق سبيطلة في رحلة تجاوزت 350 كلم بعد أن كانوا على بعد أمتار من دخول القصرين ومنهم ثلاثة حكام كرة قدم هم وليد البناني ومساعداه الياس المحمدي ورياض البناني تحدثت اليهم " الصباح " فذكروا أنهم كانوا قد أداروا أول أمس الاربعاء مباراة متأخرة بملعب المظيلة بين نادي المكان وضيفه شبيبة وذرف وعادوا الى القصرين حيث قالوا لنا:" لقد قطعنا المسافة بين المظيلةوالقصرين التي تقارب 150 كلم لكن وعند وصولنا الى مشارف القصرين وجدنا الطريق مقطوعة فمنعنا صحبة العشرات من وسائل النقل من المرور وتم تهديدنا بحرق سياراتنا بعبوات البنزين في صورة عدم الرجوع على اعقابنا فاتصلنا بشرطة النجدة التي أعلمتنا بسلك طريق بوصفة القصرين لكنها اشارت على امكانية تعرضنا لعمليات " براكاج " وكان ذلك حوالي الساعة الثامنة ليلا فاضطررنا الى العودة الى قفصة ومنها اتجهنا الى سيدي بوزيدوسبيطلة وصولا الى القصرين التي بلغناها في الساعات الأولى من يوم أمس الخميس وقطعنا اكثر من 350 كلم اضافية". هذا وحسب أفراد من العصابات التي قامت باغلاق الطريق فانهم أقدموا على فعلتهم احتجاجا على ايقاف سيارات تابعة لأحد المهربين كانت محملة بالسجائر المهربة من الجزائر من طرف الديوانة وقالوا أنهم لن يفتحوا الطريق الا بعد الافراج عن السيارات وحمولتها. وحسب شهود عيان تحدثت اليهم " الصباح " فان مجموعة أخرى من أتباع المهرب المذكور قطعت في نفس الوقت الطريق الرابطة بين مدينتي فريانة وتلابت على طريق القصرينقفصة لكنها سرعان ما انسحبت بعد حوالي ساعتين فيما تولت أخرى وفق شهود عيان أيضا قطع الطريق الرابطة بين القصرين و مدينة فوسانة الحدودية لفترة من الوقت لنفس الأسباب أي أن مدينة القصرين عزلت من جهتيها الغربية والجنوبية وبقيت تحت رحمة أنصار المهرب لعدة ساعات الى ان تدخلت وحدات من الجيش والحرس الوطنيين وتولت فتح الطريق وفرضت على العصابات التي قطعتها الانسحاب.