علمت «الصباح» من مصادر قريبة من المجلس الانتقالي الليبي أن العقيد سالم جحا رئيس المجلس العسكري في مدينة مصراتة الليبية سيعين في منصب رئيس أركان الجيش الليبي. وكان هذا المنصب شهد في الأيام الأخيرة شهد الكثير من اللغط بين الثوار والطبقة السياسية الليبية... وهو ما كان سيتسبب في اغتيال رئيس الأركان المتخلي خليفة حفتر في العاشر من ديسمبر الماضي مما أشر إلى رفض بعض القوى الثورية لحفتر في هذا المنصب. وكان الثوار قد قرروا تشكيل لجنة من 25 ضابطا من الجيش السابق لاختيار قيادة جديدة. وستجتمع هذه اللجنة في الأول من جانفي في مصراتة. يشار إلى أن خليفة حفتر كان قد أطلق عديد التصريحات الخطيرة التي أثارت حفيظة العديد من التونسيين والجزائريين المقيمين في تونس، حيث أكد المعني في تصريح تلفزيوني أن الدول المجاورة لليبيا على غرار مصر وتونس والجزائر دول معادية، لأنها فقيرة وتطمع في ما عند ليبيا. حيث قال أنه يتوجب إيجاد قوة ضد من ينظر لليبيا بالعين الدونية، والدول المجاورة ننظر إليها بأنها معادية على غرار تونس ومصر ومالي والجزائر وتشاد، لأنها دول فقيرة وتطمع في ما ليبيا من خيرات وثروات، والجيش الوطني الليبي هو الرادع الوحيد لكل الأعداء، وقال «علينا أن نعتبر مصر وتونس والجزائر ومالي وتشاد أعداء لنا، لأنهم فقراء ومحتاجون لثروتنا وطامعون في نفطنا وغازنا» وقال «علينا أن نبني جيش لنحمي ليبيا من أعدائها». والعقيد سالم جحا هو من الشخصيات المركزية في مصراتة، وأحد قائدة غرفة عمليات الجبهة الأخيرة التي شهدتها سرت قبل الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي في شهر أكتوب الماضي. إنتمى إلى الجيش الليبي منذ أيام العقيد، وتدرج ليصبح ضابط مكلف بالخدمة العسكرية بعد أن أبيد الجيش الليبي في عقد الثمانينات في الحرب ضد التشاد، ومن ثم خرج إلى الخدمة المدنية وكان أحد رؤساء نادي السويحلي الرياضي في مدينة مصراتة، وكان من المؤسسين الأول لخلايا الثوار التي أخرجت كتائب العقيد معمر القذافي، وقاومت حصار مصراتة حوالي 6 أشهر، كان فيه للعقيد سالم الفضل الأكبر في إدارة وتخطيط المقاومة على محاور الهجوم الكتائبية ومحاور الدفاع الثورية، قبل الإتجاه إلى مرحلة الهجوم لتحرير طرابلس، وقيادة غرفة عمليات تحرير مدينة سرت «آخر قلاع الطاغية». وتأتي هذه الأنباء في وقت حدد المجلس الانتقالي بدايةَ جانفي المقبل كآخر مهلةْ لتسليم إقرارات الذمة المالية لأعضائه. وأكد الانتقالي الذي عقد اجتماعه في بنغازي أمس ضرورة تقديم كل عضو سيرته الذاتيةَ، والتوقيع على الإقرار بعدم الترشح للمؤتمر الوطني والتعهد بعدم الترشح للحكومة المقبلة. وجاءت قرارات المجلس بعد مظاهرات واعتصامات في بنغازي وطرابلس طالبت بتطبيق الشفافية والنزاهة، وضبط تولي المناصب العامة، وإبعاد المسؤولين الذين شاركوا في نظام معمر القذافي. ونقل مراسلون صحافيون في بنغازي أن المعتصمين أصروا على مواصلة الاعتصام عقب الاجتماع، قائلين إن المجلس غير جاد في معالجة الأزمة وما سموه «تصحيح مسار الثورة». ووفق إعلان دستوري تبناه المجلس، من المقرر أن يحل الانتقالي بعد انتخاب مجلس تأسيسي في جوان المقبل ليتولى وضع دستور جديد للبلاد.