قبل افتتاح ايام قرطاج المسرحية بأيام قليلة تحدثنا مع الممثل فتحي الهداوي الذي عهدت له مهمة الادارة الفنية لحفل الافتتاح حول محتواه ورمزيته من خلال المصافحة التالية: عهدت اليك الادارة الفنية لحفل افتتاح المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية هل يمكن أن تقدم لنا روح هذا العرض؟ هو ليس بالعرض المسرحي، بل فكرت أن أجعل منه مشهدا احتفاليا يقوم على عدة مقومات أولها الجمع بين رؤى ثقافية متنوعة استقيت مقوماتها من محطات ثورية عربية تونسية ليبية سورية ومصرية تقدم كلها في كساء مبتكر يعتمد بعض الرسميات ليس بمعناها السياسي ولكن وفق ثوابت فنية. تحدثت عن تشكل رباعي موسيقى: تونس ليبيا سوريا ومصر كيف تمكنت من المزج بين كل ذلك؟ أنا أرى أن الفن عامة والموسيقى خاصة لا تعترف بما يسمى الحدود صحيح هناك جمل موسيقية مختلفة ومتنوعة ولكل واحدة خصوصياتها ولكنني مقتنع قناعة راسخة بأن التعايش الفني حتمي ولا يعترف بلغة المناطق اذ لا يمكن أن نقسمه. اذن كل هذا يحتاج الى مجهود تنسيقي كبير؟ لقد بدأت المجموعات الأمنية بمختلف مكوناتها تتمرن منذ فترة، ثم احتضنت احدى القاعات في العاصمة التمارين النهائية والتي تقوم بالأساس على التنسيق بين كل مكونات العرض. انطلاق المشهد الاحتفالي سيكون من ساحة حقوق الانسان وصولا الى المسرح البلدي بالعاصمة هل هناك رمزيّة خاصة؟ لا أريد الركوب على الأحداث وتقديم بعد فلسفي أو رمزي، بكل بساطة هذا هو المكان الوحيد القادر على استيعاب أكثر من 100 عنصر بين خيّالة ومجسّدين، ولِمَ لا القراءة الرمزية تأتي بعد ذلك، صحيح ساحة حقوق الانسان لها علاقة بالخط العام للعرض. لو يعطي فتحي الهداوي عنوانا لعرضه؟ هو عرض كل التونسيين عنوانه تحيّة الى الثورات العربية. لو نتحدث عن موضوع آخر سوريا كيف ينظر اليها الهداوي في هذه الفترة؟ يحزّ في نفسي أن أقول ان سوريا مشروع ذاهب الى الانهيار ولكنك ستعقد فضاء عمل؟ لا، أنا لست مرتبطا بالسوريين بل في علاقة مع المنتجين فتمويل الأعمال يأتي من أطراف عديدة المهم أن فتحي الهداوي في مسار المواصلة والامتداد فالمبدع مشروع سائر الى الأمام لا يمكن أن تؤثر فيه الأحداث. ما هي خطّة العمل التي تنتهجها في أعمالك؟ أنا بطبعي مقلّ، أختار بشدة مشاركاتي، ولا أحب الأعمال التي تستغرق مني وقتا طويلا. آخر أعمالك؟ هو مسلسل تاريخي يحتوي على 33 حلقة بعنوان عمر بن الخطاب ويعدّ هذا العمل الأغلى في الدراما العربية اذ تبلغ تكلفته 15 مليون دولار، وقد تعاملت مع فريق عالمي في كل المستويات. فتحي الهداوي والمركز الدولي بالحمامات ومهرجان الحمامات كثيرا ما يقع انتاج أعمال ضخمة ثم تقبر الا تفكر في ايجاد حل لهذه المعضلة؟ لكي لا تلغى هذه العروض يجب أن تكون وراءها أطراف انتاج قادرة على رصد أموال لها وتعهدها حتى يتجاوز العمل عرضه الأول.