صرح المخرج الإيراني الشاب جواد توري أن عمله المسرحي "بيري" ويعني الملاك باللغة العربية يمثل المشاركة الإيرانية الوحيدة ضمن برمجة أيام قرطاج المسرحية وبين أن "بيري" ينخرط ضمن المشهد العام للمسرح الايراني اليوم المحتفي بهويته وتقاليده الحضارية والذي تطغى عليه فنون الشارع والكوميديا الشعبية القريبة من مشاغل متابعيه كما وصف محدثنا الإنتاج المسرحي في بلاده بالكثيف والمتنوع باعتبار تعدّد الفاعلين في القطاع والفرق المسرحية التي تتجاوز500 مجموعة مشيرا إلى الشعبية التي يتمتع بها مهرجان فجر للمسرح الايراني وتفتحه على مختلف الأعمال العالمية المتفاعلة مع توجهاته الفنية. وعن تفاصيل عمله قال جواد توري أن المسرحية تطرح في قالب كوميدي مرحلة هامة من تاريخ البلاد، وهي فترة حكم ملوك فارس - المعروفين بلقب "الشاه" في إيران- والفنون التّي كانت منتشرة خلال تلك الفترة حيث استوحى الكاتب خير الله تقياني أفكاره من هذا الموروث في أحداث تروي قدوم فرقة مسرحية إلى بلاط الشاه كي تعرض آخر أعمالها غير أن تجسيد أحد ممثليها من الرجال لدور إمرأة كان المنطلق في الصراع الدرامي لهذا العمل. وتكشف اللوحات المصمّمة ضمن إطار تقليدي اللعب السياسية والخدع المحاكة في بلاط الشاه كما توحي بدور المرأة في هذا المجتمع فرغم غيابها عن الأضواء تؤثر قراراتها على سير البلاد ومن بين هذه الشخصيات الأم الملكة التي تطلب من "يبوز" الرجل المتنكر في شكل امرأة في المسرحية الزواج من الشاه لإعجابها بها غير أن البطل يقع في فخ خدعته ويضطر لفضح سرّه إلى خادم الملك "كريم" الذي يشترط عليه التمثيل في مسرحية "التوبة النصوحة" وفي ختام أحداثها يتجرع "يبوز" السم منتحرا على الركح. على صعيد آخر أعرب جواد توري عن سعادته بالمشاركة في عرس الفن الرابع ببلادنا باعتباره يوفر فرصة للتلاقي بين مختلف المدارس المسرحية مؤكدا حماسه لحضور هذه التظاهرة التونسية المحتفية بثورة شعبها أملا في تواصل التبادل الثقافي بين البلدين وإتاحة الفرصة للجمهور التونسي لمزيد التعرف على مسرح بلاده بعد أن اكتشف في السابق أعمالها السينمائية والدرامية.