المشهد كان رهيبا أول أمس بالقاعة الرياضية الرائد البجاوي بصفاقس حيث التحمت الأعلام التونسية بالأعلام الفلسطينية واتّحدت الأصوات في صوت واحد منادية بتحرير فلسطين ، ورفع الحصار عن قطاع غزة. في هذا المشهد المربك وفي خضمّ هدير هذه الجماهير الثّائرة التي تعدّ بالآلاف وقف إسماعيل هنية رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية بغزّة خطيبا في اجتماع عامّ نظّمه حزب حركة النهضة بصفاقس فقال في جوّ حماسي للغاية: «إنّ ثورة تونس هي امتداد لثورة فلسطين ضد الظلم والاحتلال» وأضاف: «إنّ هذه الثورة التي صنعت مجدا عظيما للأجيال التونسية والعربية بعد سنوات من الغربة والتغريب تحمل آمالا عريضة لتحرير فلسطين». وأكد هنية قائلا : «لا مستقبل لإسرائيل على أرض فلسطين وإنّ أياما حالكات تنتظرها بعد ربيع الثورات العربية التي ساهمت في تغيير الأوضاع الاستراتيجية للمنطقة. «وأضاف: «لن نعترف ، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل ، ونعاهد الشعب التونسي على أن لا نفرّط في أرضنا وفي القدس وفي جميع حقوقنا» وردّد قائلا: «الأرض لنا والقدس لنا والله بقوّته معنا، ولن نخون دماء الثّورة في تونس، هي دماء لتحرير القدس ومطاردة المحتلّين». ونادى هنيّة بالزحف نحو فلسطين، وذكر أنّ حماس لم تقبل يوما أموالا من دولة من دول العالم ولا يمكن أن تقبل ذلك مقابل التنازل عن القدس، وذكر أنّها لم تقبل يوما أموالا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنّ حكومته في غزّة قد وجدت ديونا متخلّدة بذمتها تناهز ملياري دولار، أمّا اليوم فليس لها دين يناهز دولارا واحدا. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أيضا: «إن غزة التي قتل أبناؤها وشردوا وهجروا وحوصرت اقتصاديا وعزلت سياسيا في ظل تواطؤ عديد الأنظمة العربية مع السياسة الإسرائيلية القمعية هي اليوم وبعد سقوط هذه الأنظمة على أيدي شعوبها المساندة لفلسطين تحاصر من حاصرها..» لقاء هنية بمواطني مدينة صفاقس كان لقاء تاريخيا لن ينساه الجميع وسيحفظه التاريخ على مرّ الأجيال لما للرّجل من سحر في الخطابة وما لمتساكني هذه المدينة الصامدة من حبّ لفلسطين وشعبها المناضل .