عام إلا يومين مر على هروب الرئيس السابق وعلى ثورة تونس أولى الثورات العربية التي كللت بالنجاح وغيرت أوضاع الشعب وبدأت اليوم تروي أسرارها وتفاصيلها وتحكي و"الثورة إن حكت" هو شعار اختارته اللجنة الثقافية الوطنية لتظاهرة تنتظم تحت إشراف وزارة الثقافة احتفالا بانتصار الثورة التونسية وتنطلق صباح السبت بدار الثقافة ابن رشيق. أول مظاهر الاحتفال سيكون من خلال رسومات حينية تروي مراحل الثورة بريشة الفنان إبراهيم بهلول الذي عرف بعمله الفني المرتكز على التقنيات الحديثة والإيقاعات التي تشكل الوجه الإنساني والحضاري لشعوب شمال القارة الإفريقية بصفة عامة والذي تحاكي أعماله العصر دون الذوبان فيه. وإبراهيم البهلول الذي عرف بولعه بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو والتسجيل الصوتي والتدوين إلى جانب اهتماماته بالفن التشكيلي هو في الأصل مهووس بالعمل على الآلات الموسيقية وخاصة منها التي هي في طريقها إلى الاندثار وقد حاول دمج موسيقى السود في تونس والموسيقى ذات الخصوصية البربريّة واظهر في بعض عروضه الموسيقية السابقة نقاط التكامل والتواصل بين هذين النمطين من الموسيقى. وهو أيضا الفنان الذي طرح فكرة الكتابة الموسيقية من خلال البحث في الموروث المحلّي التونسي وعمل على مسح المخزون الغنائي الموسيقي والإيقاعي في تونس ها أن جمهوره سيكتشف اليوم تعامله مع الريشة. وعلى الساعة الثالثة من ظهر السبت وفي نفس هذه التظاهرة سيعرض فيلم"الشرارة" للفنان المنجي الفرحاني وهو شريط وثائقي فيه صور حية التقطت خلال أيام الثورة. والمنتج والمخرج السينمائي التونسي المهاجر المنجي الفرحاني درس الأدب العربي في الجامعة التونسية قبل أن يهاجر سنة 1989 إلى أوروبا انطلاقا من إيطاليا وصولا إلى هولاندا أين عمل في المجال الثقافي والإعلامي ودرس السينما واكتسب المعارف وصقل مواهبه المتعدّدة كالمسرح والفن التشكيلي والشعر. وقد عاد إلى تونس بعد الثورة وفي جرابه فيلمه "رسالة إلى أبي" الذي فاز بجائزة الصحفيين والنقاد في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولاندا- وغايته المساهمة في تأسيس ثقافة جديدة تليق بثورة تونس وتوظيف تجربته التي اكتسبها في مجال الثقافة الملتزمة التي تراعي هوية تونس العربية والإسلامية وتلت هذا الشريط مباشرة قراءات من قصائد الثورة للشعراء " المنصف الوهايبي" وألفة العبيدي وعبد الجبار العش. والمنصف الوهايبي هو صاحب أجمل قصائد الثورة ومن بينها نذكر قوله يوم 25 ماي من العام الماضي في قصيد "تمرين على كتابة يوم الجمعة 14 جانفي2011" ليِصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ هنا هذه الجُمعَهْ رفيفُ العصافيرِ في فجرِ تونس خضراءَ. أجراسُها القُزحيّة ُ..// أشجارُها إذْ تغنّي..// لِيَصْمُتْ إذنْ كلُّ شيءٍ رنينُ الهواتفِ في كلّ يذْ..//ورنينُ المعاولِ في كلّ يدْ .... وقفوا مثلما يقفُ التونسيّونَ والتونسيّاتُ في هذه الجمُعَهْ رتّلوا:الحمدُ للشعبِ سيّدِنا أجمعينْ..//رتّلوا:الحمدُ للشمس وَهْوَ يكوّرُها في يَدَيْهْ نحنُ مِنْهُ ونحنُ لهُ إذ نكونُ عليْهْ..// رتّلوا صامتينْ رتّلوا:الحمدُ للأرضِ وَهْوَ يدورُ بها..// ويُدوّرُها في يَدَيْهْ وإذا كان لا بدّ من توْبةٍ أو صلاة..//فتوبوا إليهِ.. وصلّوا عليهْ. وإذ كان لا بد لهذه التظاهرة من موسيقى فقد برمجت اللجنة الثقافية الوطنية لذات اليوم فقرات غنائية لكل من أولاد المناجم والزين الصافي ومجموعة الحمائم البيض للأغنية البديلة ولعلها تكون قد أعدت للمناسبة أغاني أخرى تثري بها رصيدها وفيه علاء الدين والحلم، لذة الحلم، صرخة العطش، الشيخ الصغير، العركة، عبور، هل تعرفون القتلى جميعا، حكاية البيضة ، نجم الحرية، السيرك، كلمات.