مثل أمس الشاب الذي نعت بأنه "الابن الروحي" لمعمر القذافي المدعو ميلاد عبد السلام بوزتاية أمام المكتب التاسع لدائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس وقضت بعد ساعات من المفاوضة بتسليمه إلى السلطات الليبية. وكانت السلطات الأمنية التونسية اعتقلته أواخر شهر ديسمبر الماضي إثر دخوله الأراضي التونسية فتبين لها أنه مطلوب للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول" بناء على الاشتباه بتورطه في بعض الجرائم خلال الثورة الليبية فأحيل على إحدى الفرق الأمنية المختصة.وعرف هذا الأخير بعلاقته الوطيدة بالقذافي واعتبر "الابن الروحي" للعقيد الراحل وكانت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس قد أصدرت بطاقة إيداع بالسجن ضده إثر إتمام التحقيقات معه.وقد أفادنا الأستاذ البشير الصيد المكلف بهيئة الدفاع عن ميلاد بوزتاية أن "التهم التي وجهت لموكله وهي الاستيلاء على أموال عمومية ليست صحيحة مؤكدا على أنه ليس موظفا عموميا على الإطلاق وإنما هو رجل أعمال ينشط في مجال المقاولات مضيفا أن ملف طلب التسليم الموجه من قبل المجلس الانتقالي انبنى على معطيات باطلة ملاحظا أن القانون التونسي يمنع التسليم في صورة معينة وأن وضعية موكله تدخل ضمنها وأضاف أن القوانين الدولية أيضا تمنع التسليم في صور عديدة مؤكدا أن القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة إثر الحرب في ليبيا في حق اللاجئين والهاربين من المذابح والمهددين بالقتل تمنع تسليمهم ملاحظا أن ميلاد بوزتاية تربطه قرابة دموية بالقذافي وهو من قبيلة القذاذفة وهذا ما جعله مطاردا من المجلس الانتقالي الليبي لانه قريب القذافي ومن قبيلته ليس إلا، مشيرا إلى أن الحكام الجدد يريدون تصفية كل من كانت له صلة بالقذافي سواء سياسيا او عائليا او قبليا مؤكدا على أن كل المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية ترفض التسليم في مثل هذه الحالة خاصة أن الوضع السياسي والقضائي في ليبيا مضطرب ومازالت الصراعات قائمة وكل يوم تنشب معركة أو معارك يتقاتل فيها الليبيون فيما بينهم مضيفا أن المجلس الانتفقالي أصبح اليوم غير مرغوب فيه من الليبيين أنفسهم وقد تمت مهاجمته والاعتداء على أعضائه. ولاحظ الأستاذ بشير الصيد أن تسليم أي شخص إلى السلطة الحالية الليبية تتهدده أخطار جسيمة كالانتقام والتعذيب والاغتيال ملاحظا أن هيئة الدفاع طلبت من دائرة الاتهام رفض تسليمه.