قضت أمس دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة بتسليم البغدادي المحمودي، رئيس حكومة القذافي، الى السلطات الليبية الجديدة.. وستعقد اليوم هيئة الدفاع ندوة صحفية بدار المحامي بالعاصمة لتناول تداعيات هذا الحكم وتأثيراته على المحمودي، وعلى حقوق الانسان بصفة عامة.. وأكد فريق الدفاع عن المحمودي ان حكم التسليم يعتبر خطيرا، وانتهاكا لحقوق الانسان، مناشدا، أعضاء المجلس التأسيسي انقاذ هذا الرجل من التنكيل به وربما اعدامه.. كما اكدت هيئة الدفاع ان المجلس التأسيسي هو السلطة الشرعية الآن، بعد انتخابه في 23 اكتوبر الماضي، وهو الوحيد المخول له تسليم البغدادي من عدمه..
انسحاب
وقد حضر خلال جلسة أمس، فريق الدفاع عن البغدادي المحمودي وطلب التأخير، حتى يتسنى له تقديم مؤيدات سيحضرها محامون من ليبيا، من شأنها تبرئة منوبهم من التهم الموجهة اليه، ولكن دائرة الاتهام رفضت مطلب التأخير، طالبة من هيئة الدفاع المرافعة.. وهنا عبر المحامون عن استيائهم من رفض مطلبهم، وقرروا الانسحاب من الجلسة، معتبرين ان ما قامت به الدائرة هتك لحقوق الدفاع ونيل من حقوق الانسان، وان هذه الممارسات عادت بالقضاء التونسي الى ما كان عليه قبل الثورة حسب تعبير الاستاذ بشير الصيد أحد أعضاء هيئة الدفاع عن البغدادي المحموي.. وأكدت هيئة الدفاع عن رئيس الحكومة الليبي السابق «ان الفصل 17 من الدستور التونسي يمنع تسليم السياسيين، والمحمودي سياسي بالدرجة الاولى.. كما ان الفصل 313 من مجلة الاجراءات الجزائية يمنع تسليم أي متهم، اذا كان الهدف من التسليم سياسيا». وشدّد فريق الدفاع على «ان مطلب تسليم البغدادي المحمودي، يدخل في اطار المطالب السياسية، مشيرا الى ان مجلة الاجراءات الجزائية تقول: اذا وافقت دائرة الاتهام على التسليم، يبقى للحكومة أمر قبول هذا التسليم او رفضه، ويصدر في ذلك أمر رئاسي..
نداء...
ونبه فريق الدفاع عن البغدادي المحمودي، الرئيس المؤقت، فؤاد المبزع، من اصدار أمر في التسليم، لان الرئيس المؤقت لا صفة له في هذا الشأن باعتبار ان صفته تلك انتهت يوم 23 اكتوبر بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي. واكد الاستاذ البشير الصيد «اذا امضى فؤاد المبزع على أمر تسليم البغدادي المحمودي الى السلطات الليبية، فانه سيكون مسؤولا عن ذلك، وسيتعرض للتتبع القانوني، اذ لاحق له في هذه الفترة في اصدار المراسيم والأوامر، والسلطة الشرعية في هذا الأمر، تتمثل الآن في المجلس التأسيسي الذي تم انتخابه في 23 اكتوبر الماضي.. ومن هنا يتوجه فريق الدفاع عن البغدادي المحمودي بنداء الى كافة اعضاء المجلس الوطني التأسيسي حتى يقوموا بمنع التسليم، واذا ما سلم وأعدم، فان اعضاء المجلس التأسيسي، حسب فريق الدفاع يتحملون المسؤولية باعتبار انهم على بينة من ان كل المواثيق الدولية تمنع تسليم أي متهم، اذا كانت حياة المطلوب تسليمه مهددة..