على اثر التصريحات المشينة والعبارات الدنيئة التي تفوه بها رئيس النادي الصفاقسي تجاه الحكم سمير الهمامي في أعقاب مباراة النادي الصفاقسي والترجي الرياضي التونسي الأخيرة، والتي فاجأت متتبعي برنامج «سويعة سبور» داخل الوطن وخارجه والذي بثته قناة حنبعل الفضائية بتاريخ 31 ديسمبر 2007، بما يسيء للحكم في شخصه ولكل الحكام في كرامتهم ومصداقيتهم تستنكر الودادية الوطنية لحكام كرة القدم بشدة هذا التحامل المجاني وتشجب التعدي الصارخ على هيبة التحكيم، الذي تجسد من خلال العبارة السوقية الصادرة عن هذا «المسؤول» والتي تنفث حقدا وتفيض كرها وتزرع بذور الفتنة والعداء بين جميع اطراف لعبة كرة القدم من لاعبين ورسميين وجماهير واعلاميين. كما تدين الودادية التصرف الارعن واللامسؤول للكاتب العام للنادي الصفاقسي و«الناطق الرسمي» الذي لم ينطق الا بما يسيء اليه والى جمعيته العريقة وهو يتباهى، في تصريحات حبلى بالتناقضات، بتحمل مسؤولية ما حدث بل ولقي بعباءة فشله ومحدودية معرفته بالقوانين على حكم المباراة. وتذكر الودادية، في هذا السياق، ان مثل هذه العبارات الوضيعة التي قد تتسبب في إثارة الشغب والفتنة في كل المباريات، يعاقب عليها القانون المدني لما فيها من مسّ بكرامة الحكم رياضيا واجتماعيا وتتجاوزه لتصل الى سلك باكمله، كان ولا يزال رافدا من روافد رياضة كرة القدم في بلادنا. فلقد صعق اغلب المنتمين للعائلة الرياضية بل ومن خارجها للكلمة «الملوثة» التي أساءت، في حقيقة الأمر الى مرسلها لا الى متلقيها، والتي دخلت عنوة الى كل البيوت فاشماز منها الصغير والكبير على حد السواء واليوم اصبحت مقولة الشارع الرياضي ان ما خفي كان أعظم» في اشارة لما فضحته الصورة والصوت وكشفت ما كان مخفيا من اهانات وتجريح للحكام، أفإلى هذا الحد أصبحت الرياضة وسيلة تنافر وتباغض وعداء؟؟. ولقد ضاقت الودادية ذرعا نومن ورائها كل الحكام باولئك الذين لانت في أفواههم عبارات الشتم والقدح واصبح انتهاك اعراض الأشخاص والبذيء من القول في حناجرهم، بين شهيق وزفير ونسوا او تناسوا في دولة القانون والمؤسسات وانه لا مكان للحسابات الضيقة والمصالح الأنانية وتلفيق التهم والتجرد من المسؤولية. وسيظل تنديد الودادية قائما ما دام في الحقل الرياضي من لا يدرك ان الخطأ وارد وان الحكم بشر يصيب ويخطىء، وان للحكام هيكلا يشرف عليهم وهو المؤهل وحده لمحاسبتهم وتقييم أدائهم دون إملاءات من أي كان. وإن الودادية تناشد سلطة الاشراف ومن ورائها الجامعة التونسية لكرة القدم بالتدخل لاعادة ما فقد من هيبة قطاع التحكيم ازاء ما حصل وردع كل من تطاول على هذا السلك وتحديد جميع المسؤوليات ووضع حد للتصريحات الفورية التي تقدح في الحكام دون رقيب لتبرير الهزائم حتى لا يبقى التحكيم شماعة تعلق عليها أخطاء الاخرين او منديلا يمسح فيه البعض فشله ومحدودية امكانياته. وبقدر ما تحترم ودادية حكام كرة القدم كل الجمعيات الرياضية ورؤساءها ومسؤوليها لعملهم الدؤوب والمضني خدمة لكرة القدم في بلادنا ودفعا لها، ولاسيما النادي الصفاسي هذا النادي الذي ارتوت من ينابيعه كرة القدم التونسية وارتفع عاليا بارتفاع من ساهموا في مجده، فإنها تتألم لما أصاب لاعبيه في المدة الأخيرة من سوء طالع وتتمنى لهم الشفاء العاجل والعودة الى الملاعب، وتوصي في الوقت ذاته جميع أطراف اللعبة بمزيد ضبط النفس والاتزان، مشددة في الان نفسه على ان الحكام حريصون على سلامة اللاعبين حرصهم على انجاح المباراة ولكن كما يقال «لا ينفع حذر من قدر». ختاما يجدر التذكير بان دور المسؤول تربوي وأخلاقي بالأساس وان الرياضة وسيلة للتقارب والتآزر، ولتكن سنة 2008 سنة نبذ التعصب الأعمى وسنة تجذير قيم التسامح والتآخي بين الرياضيين. وما توفيقنا الا بالله الهيئة المديرة للودادية الوطنية لحكام كرة القدم