تشهد مدينة عين دراهم هذه الايام موجة برد قارس واعتبارا لخصوصية هذه المنطقة الجبلية من حيث الارتفاع (1000 متر على سطح البحر) فقد شهدت بداية من الساعات الأولي لفجر أمس السبت تساقط كميات هامة من الثلوج فاق ارتفاعها 25صم وهو ما تسبب في تعطل حركة المرور وانعزال المنطقة عن بعض المناطق الأخرى وانقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب على بعض الأماكن بين الحين والأخر. شتاء عين دراهم صعب ومقاومته أشد صعوبة وتوفير مستلزماته اليومية من وسائل تدفئة وأغطية وألبسة خاصة أمر لا بد منه لمجابهة هذا المناخ القاسي وذلك بتوفير كل المستلزمات الكفيلة بضان شتاء دافئ حتى لو كان ذلك على حساب لقمة العيش المقدمة لأبنائهم، فما من عائلة الا وتخصص جانبا كبيرا من مداخيلها المالية لوسائل التدفئة لتصبح بالنسة اليهم كالماء والهواء، وهل يستطيع الانسان العيش دونهما؟
مصاريف التدفئة
مع العلم ان مصاريف التدفئة غير مقدور عليها باستثناء ميسوري الحال وهم قلة حيث تبلغ تكاليف التدفئة بالنسبة للعائلة الواحدة 243 دينارا شهريا بالنسبة لمادة البترول اضافة الي مصاريف الغاز الطبيعي والحطب والنتيجة أن مصاريف التدفئة تتجاوز بالضرورة قدارات المواطن العادي الذاتية.
سقوط شجرة كاد يتسبب في كارثة
ونشير أن تساقط الثلوج تسبب في سقوط بعض الأشجار ولعل أخطرها تلك الشجرة المتاخمة للمدرسة الابتدائية ببطحاء المعتمدية وكان سقوطها يوم عطلة وإلا لحصلت كارثة. هكذا كانت استعدادات سكان عين دراهم لمجابهة هذه الجبهة الباردة في حين أن السلط المحلية والجهوية من حماية مدنية وتجهيز وبلدية استعدت هي الأخرى للتدخل السريع عند تراكم الثلوج حفاظا على سلامة المواطنين ومد يد المساعدة لمن يستحق ذلك، في حين أننا سجلنا غيابا كليا للجنة الكوارث التي كان من الفروض أن تكون حاضرة للتجول بين الاحياء وتفقد المواطنين ومد يد المساعدة اليهم.
استفاقت مدينة الكاف صباح امس السبت على غطاء من الثلج الناصع وانخفاض شديد في درجات الحرارة. كما سجلت باقي أنحاء الولاية سقوط الثلوج بكميات متفاوتة دون ان تتسبب في انقطاع حركة المرور على كامل شبكة طرقات الجهة فيما تتوقع مصادر الارصاد الجوية تواصل تساقط الثلوج الى غاية يوم الاربعاء القادم. وقد اتخذت السلط الجهوية والمتساكنون عدة اجراءات لتوفير المحروقات بكميات كافية خاصة بالنسبة لمادة البترول الازرق المعد للتسخين التى تم توفيره بكميات كافية باعتباره يمثل أول مصدر للتسخين في الجهة وللطبخ بالنسبة للعائلات محدودة الدخل.
تعيش جهة القصرين منذ اول امس موجة برد غير عادية نزلت فيها درجات الحرارة في بعض مناطق فوسانة وتالة ومدينة القصرين بين 7 و10 درجات تحت الصفر وعادت الثلوج للنزول منذ ليلة اول امس بكل من تالة وزلفان وفوسانة والعيون والقرى التابعة لها بكميات متوسطة فيما غطت الثلوج منذ فجر السبت كامل مرتفعات جبل الشعانبي والمناطق الغربية من الولاية كما سجلنا صباح امس نزول كميات محدودة بمدينة القصرين مصحوبة بأمطار خفيفة ونسمات باردة جدا فرضت على اغلب المتساكنين البقاء في منازلهم. ومع نزول درجات الحرارة الى مستويات قياسية لم تشهدها الجهة منذ عقود تواصلت معاناة العائلات الفقيرة التي عجزت عن مواجهتها في غياب اي مساعدات جديدة باستثناء بعض المجهودات المحدودة من جمعيات خيرية مثل التي قام بها بعض شباب مدينة سبيطلة لفائدة عائلات محرومة في ارياف معتمدية العيون. وفي المقابل نظمت امس جمعية "اليقين لدعم التنمية الشاملة بالقصرين رحلة (سافاري) الى قمة الشعانبي شارك فيها 80 سائحا تونسيا قدم اغلبهم من العاصمة للتمتع بالثلوج والمناظر البديعة لغاباته مثلت منطلقا لنشاط سياحي جديد من شأنه ان يحول الجبل الى منطقة جذب لتنمية السياحة الجبلية والبيئية وقد اتصلنا عند منتصف نهار امس برئيس الجمعية المذكورة لسعد البركاوي اثناء تواجده مع المشاركين في الرحلة بمرتفعات الجبل فقال لنا: «الشعانبي الآن تغطيه الثلوج بالكامل والجميع مستمتعون بالرحلة ونحن في طريقنا نحو أعلى قمة بالجمهورية التونسية التي تحتاج منا الى ثلاث ساعات مشيا على الاقدام للوصول اليها». يوسف أمين محمد الهادي العبيدي