يسعى اتحاد الفنانين التشكيليين ونقابة مهن الفنون التشكيلية ورابطة الفنانين التشكيليين خاصة بعد ثورة 14 جانفي إلى تقويم ماهو سائد على الساحة الفنية من خلال تكثيف الندوات التي غالبا ما كان محورها يرتكز على ايجاد حلول لتسوية الوضعية الراهنة للفنانين التشكيليين سيما أن أعمالهم تعتبر المصدر الوحيد لكسب المال.. ومن جانب آخر وقعت الدعوة لإحداث متحف للفنون التشكيلية قادر على صيانة مقتنيات الدولة من اللوحات على غرار أعمال الهادي الخياشي وعبدول ويحيى التركي وعلي بن سالم وعبد العزيز بالرايس وحاتم المكي وعمار فرحات..إضافة الى صون حقوق التشكيلي وإعادة الاعتبار لكرامته مقابل سياسة الاقصاء والتجاهل التي تعرض لها سابقا ولا يزال.. الإشكالية هنا -حسب ما جاء في أغلب الندوات المنتظمة في هذا الشأن- هي سياسة لجنة الشراءات في التعامل مع الأعمال الفنية المتميزة التي من شأنها أن تدعم الفنان وتكون مكسبا عظيما سواء للمتاحف أو للقطاع السياحي. «الصباح» اتصلت بكاتب عام رابطة الفنانين التشكيليين سمير الفيتوري وصاحب المجلة الثقافية فنون وحرف نظرا لمواكبته جل الأحداث وخبرته الواسعة في هذا الميدان قصد إعطائنا فكرة واضحة عما يدور في الساحة الفنية التشكيلية. تواصل الإقصاء والتهميش
استهل سمير الفيتوري حديثه مع الصباح باستياء كبير إزاء ظاهرة الاقصاء والتهميش التي لا يزال يعاني منها الفنان التشكيلي بتونس ذلك أن لجنة الشراءات حسب رأيه- هي السبب الرئيسي في اقتناء أعمال فنية دون أخرى وغياب المقاييس المعتمدة في دعم الفنان. ليضيف محدثنا أن هذه السياسة تدعو الى الحيرة والتساؤل خاصة في ظل تجاهل العديد من الأعمال القيمة سواء منها المتعلقة بالفنانين المعروفين أو خريجي المعهد العالي للفنون الجميلة والأمثلة لا تحصى ولا تعد.. وعن ردة فعل وزارة الثقافة إزاء هذا السلوك غير المرغوب فيه بين لنا الكاتب العام لرابطة الفنانين التشكيليين أنها لم تحرص على تغيير ماهو سائد بالصرامة المطلوبة «إذ ليس من باب العدل أن يحظى العديد من التشكيليين بالدعم ويتم اقتناء أعمالهم بأثمان باهظة على حساب أعمال قيمة أخرى صرفت أموالا طائلة لإتمامها وعرضها بالأروقة..هذا بالإضافة الى كراء المعارض والعراقيل المادية التي تحول دون تقديم لوحات فنية أخرى» . من جهة أخرى أشار لنا سمير الفيتوري إلى أنّ أطرافا في نقابة مهن الفنون التشكيلية عوض أن يساهموا في تقويم الوضع العام تراهم يدعمون بعض الفنانين دون آخرين والسعي للعب دور الوساطة لشراء أعمالهم. عملية تترجم مصالح ضيقة تشد قطاع الفن التشكيلي الى الوراء ليس إلا.