مازال عديد الآباء التونسيين يذرفون الدموع و"تعتصر" قلوبهم بسبب حرمانهم من فلذات اكبادهم في سيناريوهات حزينة وأليمة لم يتصوروا يوما ان يجدوا انفسهم في ثنايا مآسيها بعد ان اختلفت حالات "اختطاف" و"افتكاك" أبنائهم من طرف زوجاتهم الأجنبيات وحتى التونسيات اللاتي ارتبطوا بهن.. وأمام القهر الذي شعروا به وبقاء "دار لقمان على حالها" في ظل تجاهل مطالبهم بمساعدتهم على لقاء أطفالهم قرر عدد منهم تنظيم وقفة احتجاجية صباح اليوم بساحة القصبة بالعاصمة لإبلاغ أصواتهم للمسؤولين. فالأب رمزي قداس اختطفت زوجته الألمانية طفليه ليندة وآدم يوم 6 سبتمبر 2010 بتواطؤ مع مسؤولين أمنيين ومواطنين سهلوا لها عمليات "الحرقان" إلى ليبيا أما رمزي بلحسن فقد "اختطفت" زوجته الروسية ابنه عبد الله (5 سنوات و4 أشهر) يوم 15 ماي 2010 أثناء زيارته بجهة دوز، ورغم صدور أحكام بالسجن ضد الأم ومناشير تفتيش ضدّها فإنها مازالت مختفية وتخطط ل"الحرقان" عبر الصحراء إلى ليبيا للسفر إلى بلدها، وحمّل رمزي مسؤولية مأساته ل"حماية الطفولة" التي وقفت حجر عثرة في طريقه. الأب نبيل الزكراوي بدوره يعيش نفس المعاناة بعد أن اختطفت زوجته التونسية/الإيطالية طفلتيه سعيدة (من مواليد 2004) وأميرة (من مواليد 2007) وتهريبهما إلى إيطاليا حين كان في السجن بعد اتهامه بقتل الطفلتين، ولكن بظهور سعيدة وأميرة اللتين أخفاهما حتى لا يحرم منهما قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في حقه. أما الأب حاتم الجديدي فقد تعتبر قصته "الأفظع" بعد ان اتهمته زوجته بالاعتداء على ابنه (عمره ثلاث سنوات ونصف) بفعل الفاحشة وهربت بالطفل منذ عدة أشهر، غير أن تقرير الطبيب الشرعي برّأه من التهمة الخطيرة ولكنه لم يتمكن إلى اليوم من احتضان طفله مجددا. محمد همندي يمر بدوره منذ يوم 10 فيفري 2010 بنفس المعاناة بعد أن هربت زوجته بطفلته "ل" (8 سنوات) إثر إدانته في قضية فرار بمحضون، وقال في اتصال ب"الصباح" أن حماية الطفولة وقضاء الأسرة وبعض المحامين والخبراء العدليين تسببوا في مأساته ولذلك قرر مقاضاتهم من أجل جريمة ارتهان قاصر باستعمال الحيلة والفساد القضائي، غير أن شكايته ظلت إلى اليوم في الأرشيف ولم يتم فتحها رغم المؤيدات التي تضمنتها. وأمام هذه الوضعيات وتجاهل مطالبهم أطلق عدد من الآباء التونسيين صيحة فزع من خلال تنظيم حملة للتعريف بقضاياهم ووقفة احتجاجية لإيصال صوتهم للحكومة علها تتحرك لربط الصلة مجددا بين الآباء وأطفالهم "المختطفين".