ينفر بعض الآباء والأمهات من متابعة دروس أبنائهم في البيت بدافع مشاغل الحياة والتزاماتهم المهنية والتي تخلق لهم ضغطا نفسيا... ولكن مثل هذه التبريرات تبدو غير مقنعة خاصة وأن الاسرة تبقى المدرسة الاولى وأن دور الأم والأب فيها أكثر أهمية وفاعلية من دور المعلم أحيانا. لكن ما الذي يجعل تدريس التلميذ في البيت معضلة بالنسبة لبعض الاولياء؟ تكمن المعضلة في صعوبة التعامل مع الطفل وتبليغه محتوى الدرس في وقت يكون فيه الأب مرهقا من العمل وفي حاجة ماسة الى الراحة، نحن ندرك تقول السيدة رجاء مدى أهمية المتابعة والمراقبة داخل الاسرة لكن المشكل أن الأب أو الأم يشتغلان على مدى كامل اليوم يعيشان تحت تأثير ضغط الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي، لذلك فإنهما عندما يقدمان على مراجعة دروس أطفالهما تجدهما متوترين وأمام هذه الحالة لا أعتقد أن الولي بإمكانه تبليغ المعلومة للطفل». وإضافة الى ضغوط الحياة التي تسبب عدم التواصل بين الولي والطفل يرى السيد نجيب (وليّ) أن تغير مناهج التعليم تطور ووسائل التبليغ هما السبب في الصعوبة التي يلقاها الاولياء في التواصل مع أبنائهم: «طريقة التعليم بالمدارس تختلف تماما عن الطرق التي درسنا بها في السابق وفي ظل الافتقاد الى البيداغوجية المثلى للتبليغ (تبليغ المعلومة للطفل) نجد أنفسنا في معضلة وحيرة. والخطأ الذي يقع فيه الاولياء أنهم يبدون حرصا مبالغا فيه لتلقين الطفل وهو حرص قد لا يتماشى وانتظاراته فينتج عنه نتائج عكسية. لذلك فإنني أكتفي بتلقينه بعض المبادئ الاساسية وقواعد التعليم وتوفير ظروف تدريس ملائمة له وذلك هو الأهم». ** قلة تركيز وتبدو تغيّر أساليب التعليم وضغوطات الحياة ليست الاسباب الوحيدة التي تسبب صداع رأس بعض الاولياء عند إقدامهم على تدريس أطفالهم فالسيدة مفيدة وهي مسؤولة عن أحد المكاتب المتجوّلة تعتبران تعلق أطفال اليوم باللعب ومشاهدة برامج التلفزة بصفة محيرة يقلل من تركيزهم أثناء المراجعة... مما يزيد الطين بلة كما يقال أن جهاز الحاسوب وتطوره السريع وفر ألعابا مختلفة اختطفته وأبعدته عن أمه وعن أبيه. وتضيف السيدة مفيدة أنه رغم كل هذه الاسباب لا مناص من مراقبة الطفل لتقف على مستواه الحقيقي وللعمل على تطوير هذا الستوى. السيدة لطيفة لا تقلل بدورها من أهمية دور الاسرة وتقترح إعطاء المهمة للأخ أو للأخت أو لأحد أفراد العائلة (إن وجد) أو الاستعانة بالدروس الخصوصية لان الساعات القليلة التي يقضيها الطفل في القاعة لا تكفي للرقي بمستوى التلميذ. على أن المراقبة والمتابعة والمراجعة يجب أن تتم كما يؤكد ذلك السيد عبد المجيد الطرابلسي (ولي) بعيدا عن التشدد أو الضرب أو التوبيخ يقول: «شؤون الحياة ومشاكلها لا يجب أن تلهينا عن دورنا كآباء وواجبنا إزاء أطفالنا ومتى أدركنا أنه واجب سنقوم به استنادا على ما تمليه علينا ضمائرنا دون توتر وعصبية». * رضا