ظاهرة بدأت تستفحل كثيرا خصوصا في العاصمة وضواحيها،ألا وهي "براكاجات" سيارات التاكسي حيث سجلت أعلى النسب في الفترة المسائية مما دفع بالعديد منهم إلى تجنب العمل بعد غروب الشمس.. في هذا الصدد أشار مبروك ضوّ، الرئيس السابق لغرفة سيارات الأجرة بتونس، أن عدد «البراكاجات» التي وقعت منذ اندلاع الثورة على مستوى تونس الكبرى بلغ قرابة 65 «براكاجا» في عام، مضيفا أنه كان من بين المتضررين حيث فقد سيارته منذ شهر أفريل 2011 والى اليوم لم يتمكن من العثور عليها خصوصا أن هناك معلومات تفيد أنه تم تهريبها للجزائر. لذا طالب بهذه المناسبة بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية والمراقبة خصوصا في الليل وذلك للحدّ من هذه الظاهرة بما أن العديد من سائقي سيارات التاكسي أصبحوا يرفضون العمل ليلا رغم حاجتهم الماسة للمال. في جانب آخر بين محمد س (سائق تاكسي) أنه يعمل في هذا القطاع منذ ما يقارب 20 سنة ولاحظ أن أغلب عمليات الاعتداء والسرقة تقع في الليل حيث يعمد مرتكبوها الى استغلال الظلام الحالك و غياب المارة للسطو على اصحاب التاكسيات، مضيفا ان أغلب المناطق التي تقام فيها مثل هذه العمليات هي تلك التي تكون خالية وتشهد غيابا للعنصر الأمني على غرارالسيجومي والجيارة والمرناقية وفوشانة والمغيرة. عدم وجود هيكل منظم مصدر مسؤول من ادارة شرطة المرور التابع لفرقة سيارات الأجرة «التاكسي» -حبذ عدم الكشف عن هويته- أكد لنا أن الإشكال الحقيقي الذي يعاني منه هذا القطاع هو عدم وجود هيكل نقابي منظم خلافا لما كان عليه في السابق، حيث كانت النقابة التي ينضوون تحت لوائها لها نفوذ. في نفس الإطار بين أن هذه الظاهرة قديمة لكنّها استفحلت بعد الثورة لغياب دور رجال الأمن ، مضيفا أن مقترفي هذه العمليات أشخاص بما أن أغلبهم لهم سوابق عدلية يصعب الإيقاع بهم إذ يعمدون إلى نقل الضحية الى مقر سكناهم لدرايتهم الكافية بالأمكنة التي يستطيعون الهروب إليها بعد إتمام عملياتهم. وعن الأسباب الكامنة لاقترافهم لمثل هذه الاشياء أكد مصدرنا أن هؤلاء هم شبان لهم سلوك اجرامي نتيجة غياب الإحاطة والعناية العائلية. وعن السيارات التي يتم سرقتها بين نفس المصدر أن العديد منها لا يوجد لها أثر رغم برقيات التفتيش التي يتم اصدارها طوال اشهر عديدة مما يؤكد أن هناك شبكات تقوم بالتنسيق في ما بينها كي يتم تفكيكها ثم التفريط فيها بالبيع ليمحى الأثر تماما. وقد أرجع تفاقم هذه الظاهرة في تونس الكبرى لسببين اثنين أولها هو العدد الكبير لسيارات الأجرة التي تجوب شوارع العاصمة اضافة الى ارتفاع نسب بطالة الشباب، وقد اقترح محدثنا عديد الإجراءات للحد من هذه الظاهرة على غرار السعي لتنظيم القطاع عن طريق وضع هيكل نقابي يسعى لتنظيم القطاع مع وضع رقم أخضر مجاني للنداء. من جهته أكد معز السالمي مدير الغرفة الوطنية لسيارات الأجرة أنه أشرف على مهام الغرفة منذ فترة وجيزة لم تتجاوز بضعة أشهر، مضيفا أن مثل هذه الاعتداءات ليست جديدة بما أنها وقعت في السابق في جهات أخرى. 11 «براكاجا» بالمرناقية في نفس السياق أكد لنا مصدر من مركز الشرطة بالمرناقية أن «البراكاجات» التي سجلت مؤخرا في المنطقة بلغت 11 حالة في ظرف وجيز، وقد تم القبض على البعض من المتسبّبين في هذه الاعتداءات وهم منحرفون من ذوي السوابق العدلية وتتراوح أعمارهم بين 20 و28 سنة.