تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«إسرائيل ليست جاهزة للسلام... وزيارة بوش لن تغيّر شيئا»
رئيس كتلة «فتح» في المجلس التشريعي الفلسطيني في حديث ل«الصّباح»
نشر في الصباح يوم 08 - 01 - 2008

الاستعدادات جارية لعقد المؤتمر السادس ل«فتح» وانتخاب قيادة جديدة للحركة
قال عزام الاحمد رئيس كتلة «فتح» في المجلس التشريعي الفلسطيني ان الاستعدادات جارية لعقد المؤتمر السادس لحركة «فتح» في اقرب وقت ممكن مضيفا ان زيارته الى تونس تهدف الى اجراء لقاءات ومشاورات مع كل من ابو اللطف وابو ماهر وابو المعتصم وقال الاحمد ان هناك جرحا عميقا في جسم السلطة الفلسطينية
وان البيت الفلسطيني يحتاج في هذه المرحلة الى اعادة ترتيب وتوحيد الوطن سياسيا وجغرافيا كما شكك المسؤول الفلسطيني في نتائج زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش الى المنطقة .. ورفض المسؤول الفلسطيني الانتقادات والاتهامات الموجهة للسلطة الفلسطينية بتوخي الصمت ازاء جرائم الاحتلال المستمرة في غزة ودعا الى هجمة سلام عربية تفضح السياسة الامريكية والاسرائيلية على حد السواء..
وفيما يلي نص الحديث الذي لم يخل من بعض الحدة والتشنج ازاء بعض الاسئلة التي ارتبطت بالصراع الداخلي والانشقاق الحاصل على الساحة الفلسطينية والتي اثارت غضب محدثنا في احيان كثيرة ولكنه كان يعود في كل مرة ليرد عليها بكثير من رحابة الصدر...
* بداية ماذا وراء هذه الزيارة وما الذي امكن تحقيقه خلالها؟
اساسا جئنا للالتقاء باعضاء قيادة «فتح» وبشكل خاص ابو اللطف (فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية) وابو ماهر (محمد غنيم عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مفوض عام التعبئة والتنظيم) وابو المعتصم (اللواء محمد عفانة رئيس اركان جيش التحرير الوطني الفلسطيني) وذلك للتشاور معهم حول الاوضاع التي تهم الساحة الفلسطينية وحركة «فتح» والخطوات التي تجري لاعادة التاطير وحصر العضوية في الحركة تمهيدا لعقد المؤتمر الى جانب اطلاعهم على ما تم انجازه حتى الان في غزة والضفة من ترتيبات تنظيمية في الاقاليم في الخارج وكان معي في هذه اللقاءات نصري يوسف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» وقد اكدنا انه لا بد في ضوء الاستعدادات التي تمت حتى الان من التسريع في الخطوات لعقد المؤتمر السادس في اقرب وقت ممكن وسيكون اول مؤتمر منذ مؤتمر تونس كما حرصنا على اطلاعهم على التطورات داخل الساحة الفلسطينية في ضوء استمرار «حماس» في انقلابها وسيطرتها على غزة مستغلة بذلك ظروف الاحتلال والانقسام الجغرافي والسياسي بما يحول قضية غزة الى ورقة بيد اسرائيل كما حدث في انابوليس ذلك ان اسرائيل حريصة على استمرار الانقسام الذي يعطيها الوقت ويمنحها الذريعة المطلوبة لفرض الحقائق في الضفة الغربية واستكمال بناء الجدار العازل وعزل القدس وتوسيع المستوطنات التي تشكل سوارا حول القدس الشرقية التي نتطلع لتكون العاصمة الفلسطينية واعطاء اسرائيل ذرائع وخطوات عملية تحول دون تحقيق الحلم الفلسطيني والبرنامج الوطني لاقامة الدولة الفلسطينية التي تحدثت عنها الشرعية الدولية وخارطة الطريق... وقد اطلعنا الاخوة في تونس على ما وصلت اليه الامور منذ انابوليس من جمود فعلي في عملية المفاوضات مع اسرائيل بسبب سياسة الاستيطان المستمرة وعدم الالتزام بعناصر المرحلة الاولى التي اقرتها خارطة الطريق والتي تطرق لها اجتماع انابوليس ومؤتمر باريس... كل هذه الامور وغيرها تم التعرض اليها تمهيدا لعقد اجتماع قريب للجنة المركزية للحركة في الداخل والخارج وتفعيل اللجنة التي يتراسها ابو ماهر في حركة «فتح»..
* ماذا سمعتم منهم وهل هناك خلافات في هذا الشان وهل من استعداد لدى هذه القيادات للمشاركة في هذه اللقاءات واين سيكون ذلك؟
في العادة كنا نجتمع في عمان ولكن حتى الان لم نحدد المكان بعد ولكننا نسعى ليكون الموعد في اقرب وقت ممكن سمعنا من الجميع مواقف منسجمة فالامر يتعلق بمستقبل حركة «فتح» وترتيب البيت الفتحاوي الفلسطيني وهذا المطلوب وقد امكن لنا قطع شوط بعيد في حصر العضوية في داخل فلسطين وتحديد اعضاء «فتح» واصدار البطاقات وتاطيرهم والبدء في عملية الانتخابات في المنظمات القاعدية للحركة وهذا مهم جدا. سجلنا خلال الاشهر الثلاث الاخيرة تقدما في الداخل والخارج ولكني مقتنع بان المهمة في الداخل اصعب بسبب قيود الاحتلال وتعقيداته.
* وماذا عن ورقة الاصلاحات الموعودة للحركة؟
فيما يتعلق بالاصلاح التنظيمي انتقلنا الى مرحلة اخرى من اعداد البرنامج السياسي للمرحلة القادمة في ضوء الواقع واعادة النظر في النظام الداخلي بما ينسجم مع التطورات التي تم انجازها فهذا المؤتمر السادس سيكون العمود الفقري لاعضاء المؤتمر لكل من ممثلي «فتح» في الوطن وفي الخارج وسيكون فرصة لانتخاب قيادة جديدة للحركة ولقيادة المجلس الثوري وأية اطر قيادية يتم استحداثها وهذه قمة الاصلاح الذي نتطلع اليه.
* ألا ترون ان هناك تناقضا صارخا بين المشهد الفلسطيني المتازم وبين كل هذه الاستعدادات مع حلول الذكرى الثالثة والاربعين لقيام الحركة؟
اولا الوضع الفلسطيني بشكل عام يحتاج لاعادة الترتيب واقصد بذلك بما يمكننا من استعادة توحيد الوطن سياسيا وجغرافيا وقطع الطريق امام كل المحاولات التي تتحدث عن حكومتين وشرعيتين ودولتين كما تحدث دنيس روس الذي كتب مقالا قبل انقلاب غزة بفترة وجيزة دعا فيه لتاسيس دولة "حماسستان" وتعزيز وضع السلطة في الضفة لتكون نموذج لغزة وهذه اطروحات مرفوضة ويجب ان تكون غزة والضفة وحدة واحدة بتقدير من الاغلبية السياسية الفلسطينية واغلبية الشعب الفلسطيني.. ولعل الاحداث التي تدور في غزة والنظام الجماهيري يعبر عن نفسه يوميا وعن التفافه حول قيادته الشرعية.
«حماس» معزولة عن بقية الفصائل ف«حماس» في جهة وكل الفصائل في جهة اخرى نحن موحدون سياسيا ولكننا غير موحدين جغرافيا وهناك جرح عميق في جسم السلطة الفلسطينية رغم ان السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس ابو مازن تقوم بدورها في غزة كما في الضفة باستثناء السلطة الامنية والسيطرة على المؤسسات وهذه اول التحديات التي علينا التصدي لها.
* هل يعني ذلك عزل «حماس»؟
لا نريد عزل «حماس» بل نعتبرها جزءا لا يتجزا من الحركة الوطنية ما يحدث الان مسالة مؤقتة ولابد ان تصحح وكما قال ابو مازن "يدنا ممدودة للحوار في اطار الشرعية" ولا بد ان تقوم «حماس» بالتراجع عن انقلابها وتسليم السلطة بكل مظاهرها وادواتها للرئيس ابومازن وهذا قرار عربي اقره وزراء الخارجية العرب مرتين والتراجع عن الانقلاب يعني اعادة الشرعية لاصحابها عندئذ نحن جاهزون للبدء بحوار وطني شامل تشارك فيه كل الفصائل دون استثناء واحياء اتفاق القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني التي تم التوقيع عليها قبل اتفاق مكة لتنظيم اوضاع منظمة التحرير والوصول الى برنامج واضح بدون غموض وبدون تاويلات خاصة ونعتقد ان هذا ما سيكون على طاولة الحوار اذا ما تم وتحققت المصالحة الوطنية فيجب ان ينتهي الحوار بانتخابات رئاسية فور الاتفاق حتى تزول من النفوس كل الاثار السلبية بين صفوف جميع قواعد الفصائل.
* بعد اكثر من شهر على انابوليس مالذي تغير بالنسبة للشعب الفلسطيني؟
لا شيء تغير حتى الان وقد حذرنا قبل انابوليس واثناءه وبعده من حقيقة الموقف الاسرائيلي وفي اعتقادي فان اسرائيل غير جاهزة حتى الان لعملية السلام ولكن تريد فرض اجندتها على طريقتها مستغلة الوضع الداخلي الفلسطيني ولا تريد ان ترى دولة فلسطينية مستقلة والقدس عاصمة لها ولا تريد لخارطة الطريق ان ترى النور ولا رؤية الرئيس بوش ولا مبادرة السلام ان تتحقق لذلك استمرت اسرائيل في سياسة الاستيطان غداة انابوليس وكان الاسرائيليين يريدون بذلك وضع العصي في دواليب المفاوضات التي اقرتها انابوليس.
كان المفترض ان يشكل يوم 12 ديسمبر الماضي انطلاقا للمفاوضات ولكن هذه الانطلاقة لم تتم اطلاقا وقد كان الوفد الفلسطيني المفاوض وكذلك ابو مازن خلال لقاءاته مع اولمرت مصرا على عدم مناقشة أي موضوع قبل حسم النشاط الاستيطاني الاسرائيلي.كنا امام خيارين اما ان نتحمل مسؤولية عدم انطلاق المفاوضات والمقاطعة او ان نذهب حسب ما قرره انابوليس ونرفض المنهج الاسرائيلي في المفاوضات ونصر على وقف عملية الاستيطان باعتبار ان ذلك احد عناصر المرحلة الاولى من خارطة الطريق التي على اسرائيل الالتزام بها وهذا ما اخترناه...واعتقد اننا قطعنا الطريق على اسرائيل امام العالم لتحميلنا المسؤولية بل عندما خرج بوش بالامس ليتحدث عن الاستيطان كعقبة امام المفاوضات فهذا بالتاكيد انتصار للتكتيك الفلسطيني.
* وماذا تاملون من زيارة الرئيس بوش الى منطقة في هذه السنة الاخيرة من ولايته؟
نامل ان تكون هناك نتائج لهذه الزيارة وهذا يتوقف على بوش اذا مارس ضغوطا على اسرائيل حسب خارطة الطريق وحسب انابوليس واجبر اسرائيل على الغاء سياسة الاستيطان والعدوان يكون قد نجح ونجحت زيارته واذا لم يمارس هذا الضغط واستمر في محاباة اسرائيل كما اعتدنا على ذلك طيلة السنوات السابقة فالزيارة ستكون فشلا ذريعا له اولا.
ما الذي يمكن ان يدفع الرئيس بوش في هذه السنة الاخيرة من ولايته لممارسة ضغوطات لم يقدم عليها خلال السنوات السبع الماضية؟
* شخصيا اعتقد ان بوش لو اراد ممارسة هذا الضغط لمارسه اثناء التحضير لقمة انابوليس واشك في ان يمارس هذا الدور في زيارته هذا الاسبوع وامل ان اكون مخطئا...
* لو نعود الى المشهد الفلسطيني وهو الاكثر اهمية في حديثنا «فتح» تحيي الذكرى الثالثة والاربعين لتاسيسها وحماس تحيي الذكرى العشرين والغالب على كل الاحتفالات في الحالتين الاتهامات المتبادلة بين اهم فصيلين في الساحة الفلسطينية الى حد نشر الغسيل فماذا بعد كل هذا وماذا بعد كل الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية؟
القضية ليست قضية اتهامات هناك حقائق على الارض انظروا ماذا يجري في غزة شعبنا لا تستطيع أية قوة ان تعيده الى الخلف هناك فئة ظلامية في «حماس» لا تريد الخير للشعب الفلسطيني مهما ادعت ومهما قالت الذي يريد الخير والتقدم والتحرك لا يقوم بانقلاب. في تاريخ الشعب الفلسطيني لم تسفك دماء بايد فلسطينية كما سفكت في ظل «حماس» وفكرها وبرنامجها المسيطر على الحركة حاليا...نحن نحيي عيد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وليس عيد تاسيس «فتح» فقط وهي الثورة التي اوجدت الكيان الفلسطيني على الخارطة الدولية والتي اعادت الى فلسطين حتى الان اكثر من 300 الف فلسطيني وجعلت من الدولة الفلسطينية شعارا ليس محليا فقط ولكن دوليا ايضا حتى اعداء الشعب الفلسطيني يتحدثون اليوم عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة ونحن نعمل الان لتحويل هذا الانجاز الى حقيقة جغرافية على الارض.نحن نقبل خيار شعبنا مهما كان لذلك نريد ان نكون مثل كل الشعوب المتحضرة وعندما توجد خلافات تحل عبر الحوار وصناديق الاقتراع حتى لو اجريت كل ستة اشهر... وانا نتسائل لماذا ترفض «حماس» العودة الى صندوق الانتخابات؟ وسوف ارد بان «حماس» تعرف ان الصدفة جعلتها تفوز بغالبية اعضاء المجلس التشريعي ولم تتمكن من استخدام هذه الورقة لانها غير ديموقراطية وانا دائما اقول «حماس» لم تفز في الانتخابات وانما «فتح» سقطت ولازلت على هذه القناعة...
* ولكن ما تنقله الفضائيات وما نسمعه يوميا من تصريحات قيادات «حماس» غير ذلك وهم يطلقون الدعوات من كل المنابر من اجل الحوار اللامشروط الا يجعل هذا موقف «فتح» اكثر احراجا في هذه المرحلة؟
أية دعوة للحوار في ظل الانقلاب هي دعوة كاذبة...الجميع يرفض اقتراحهم المجلس المركزي الفلسطيني الذي يضم كل الفصائل قال لا بد من انهاء الانقلاب وكذلك الشان بالنسبة للجامعة العربية في اجتماع وزراء خارجيتها اما الدعوة للحوار تحت الضغط والابتزاز بلغة السلاح والقوة فهذا ليس بالحوار. في اعتقادي انهم لا يؤمنون بالراي الاخر والا لماذا يريدون استمرار الانقلاب ولماذا يرفضون العودة الى صناديق الاقتراع؟لاننا في «فتح» صادقون بدعوتنا للحوار وملتزمون بالتراث الفلسطيني حول الديموقراطية التي كان يحلم القائد الرمز ابو عمار الذي كان دوما يردد "نحن نعيش في ظل ديموقراطية غابة البنادق"... فاي صدام داخل الساحة كان لا يدوم اكثر من ساعة او ساعات مهما كان الخلاف اما «حماس» ولان برنامجها غير فلسطيني وغير عربي فانها تريد فرض برنامجها بالقوة.
* ربما يكون الراي العام قد الف التجاهل الدولي والعربي للخروقات الاسرائيلية المستمرة ولكن اصواتا كثيرة اليوم تتهم السلطة الفلسطينية بالصمت على جرائم الاحتلال المستمرة في غزة وعدم تحرك القيادات الفلسطينية للمطالبة بوقف ما يحدث من اغتيالات منظمة واعتقالات وعدوان فكيف تفسرون ذلك؟
اولا انا اصر على ان تدوني هذا السؤال وتدوني اجابتي فهذا امر غير صحيح ومرفوض وقد استنكر الناطق باسم الرئاسة ما يحدث من اعتداءات والسلطة تواصل مطالبتها بوقف جرائم الاحتلال فالقتل ليس موجها الى غزة فقط القتل في نابلس وفي رام الله ايضا وقبل ايام تم اغتيال مرافق ابو علاء احمد قريع وهناك تصعيد اسرائيلي شامل في الضفة والقطاع واكرر ليس في غزة وحدها وهذه سياسة اسرائيل لقطع الطريق على استئناف عملية السلام وحماس بدورها تتحمل جزءا من المسؤولية وانا اتساءل عن تاثير صواريخ القسام ميدانيا...الان تكتيك «حماس» اطلاق بعض القذائف حتى تواصل اسرائيل عملياتها في محاولة لكسب التعاطف واظهار الصورة على غير حقيقتها. ونحن نقف ضد كل العمليات الاسرائيلية في جنين وفي غزة وفي أي شبر من الارض المحتلة وأي حديث عن عدوان اسرائيلي على غزة فقط وقوع في الشرك الاسرائيلي الذي يريد قلب الحقائق.
* في خضم كل هذه الاحداث والتناقضات كيف يبدو لكم مستقبل المقاومة؟
نحن لا نخدع شعبنا نتحدث اليوم عن مفاوضات وعملية سلمية ولا نتحدث عن مقاومة عسكرية للخداع وعندما نقرر العودة للمقاومة سنعود لها بنفس الزخم السابق..."فتح" لم تتعود خداع جماهيرها والرئيس ابومازن يحظى بثقة شعبنا وهو يسعى في خطابه السياسي وخياراته الى جمع صفوف شعبه وتوحيد خياراته...
* ليس هذا ما نراه او على الاقل ليس هذا ما تنقله للعالم الانباء القادمة من فلسطين فهل تعتقدون ان هناك تقصيرا اعلاميا؟
ليس هناك تقصير ولكن لا قدرة لنا على مواجهة الفضائيات الاسرائيلية والامريكية كما ان هناك فضائيات عربية مهمتها خلط الاوراق وتضليل الراي العام العربي وهذا يصب في صلب البرنامج الامني "الفوضى الخلاقة " ليس امامنا مجال ولا امكانيات لامتلاك فضائيات قوية ومن هنا نتطلع الى المساعدة العربية لا اقصد الحكومات فقط ولكن القوى والاحزاب والاشخاص بما فيهم الاعلاميين العرب الذين يتحملون مسؤولية نقل الحقيقة مهنيا...
* وما المطلوب في المرحلة القادمة؟
تعزيز الوضع الفلسطيني من خلال اعادة توحيد الصف الفلسطيني وازالة حالة الانقسام القائمة مهما كان حجم تاثيرها باعتبار ان ذلك يساعدنا في تعزيز الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال وتهربه من التزاماته وتعزيز الموقف العربي المنسجم مع الموقف الفلسطيني حتى يكون هناك هجوم سلام عربي لفضح السياسة الامريكية والاسرائيلية على حقيقتها ومطالبة المجتمع الدولي وخاصة اوروبا بتحمل مسؤولياتها الاخلاقية.
* وماذا عن قضية الاسرى؟
قضية الاسرى تسعملها اسرائيل للابتزاز ولن تحل الا بعملية السلام الكامل والعادل.
* واين وصلت قضية التفاوض بشان الجندي الاسرائيلي شاليت؟
ليس لدي معلومات في هذا الشان ولااريد التطرق الى هذه القضية...
* ماذا وراء زيارة ابومازن الى السعودية التي استبق بها وصول الرئيس الامريكي الى المنطقة؟
تاتي في اطار التشاور المستمر مع الدول العربية ولابد من المحافظة على وحدة الموقف العربي والرؤية العربية الموحدة التي ظهرت في انابوليس في التعامل مع عملية السلام والمفاوضات بشكل موحد وهذا اقوى سلاح حاليا بين ايدينا امام غياب الفعل العسكري...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.