حسنا فعلت وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية بإعداد تلك الومضة التحسيسية بالاشتراك مع اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية والشروع في بثها في اطار المساعي والجهود المبذولة للتصدي ل"غول" العنف. وبقدر ما أسعدتني المرامي الهادفة للومضة وما سيترتّب عنها من توعية وتحسيس وايقاظ للهمم، بقدر ما احزنتني المشاهد المرعبة والرهيبة التي تضمنها شريط الومضة. ... ولكن رغم ان الصور المعروضة كانت كلها مضرّجة بالدماء وتحمل في طياتها رسالة تؤكد بالدليل والبرهان على تحول الملاعب الى مجازر وساحات الوغى، فقد حققت النتيجة المأمولة منها ،ألا وهي لفت الانتباه الى خطورة ما يحدث في الملاعب. فتلك الصور من شأنها ان تؤدي نفس المفعول الذي تخلّفه لدى السواق عملية عرض سيارات مهشمة تهشيما كاملا على حافتي الطريق للتنبيه الى مخلفات حوادث المرور وخاصة عند وقوعها في الطريق السيارة. فالومضة التحسيسية جديرة بالإشادة والتنويه ويتحتم بالتالي بثها باستمرار ،لكنها في حقيقة الامر غير كافية لكي تقضي بمفردها على ظاهرة العنف وفواجع الملاعب. نعم فالمطلوب ان تتلو هذه الومضة خطوات أهم.. خطوات عملية في ميادين اللعب وفي اوساط الجماهير. فالعمل الميداني لا يضاهي جدواه اي عمل، مهما كانت قيمته ومهما كان مضمونه. وهذا ما ينبغي ان يدركه الجميع حتى يشمروا على السواعد للمرور الى الخطوة الموالية. أليس كذلك.