أمضى رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الدكتور محمد البدوي ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين الأستاذ يوسف شقرة اتفاقية تعاون بين اتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الكتاب الجزائريين أول أمس الأربعاء 22 فيفري 2012بمقر الاتحاد كخطوة أولى في طريق بعث اتّحاد الأدباء وكتّاب المغرب العربي وربط جسور التواصل بين المبدعين في المغرب العربي الكبير ومزيد التعريف بإبداعات وتجارب الأدباء الجزائريين في تونس والتونسيين بالجزائر. هذه الاتفاقية الصالحة لمدّة ثلاث سنوات من تاريخ توقيعها والتي يمكن تمديدها تضمنت جملة من البنود من بينها وأهمها أن يعمل الاتحادان على نشر كتب ودواوين مبدعين يتم ترشيحها وتزكيتها و بعث ملتقى "ابن رشيق" وهي تظاهرة سنوية تقام بالتناوب بين البلدين وتشجيع النقاد والباحثين من الجامعيين خاصة على تنمية حركة نقد إبداعات أعضاء الاتحادين وتخصيص عدد سنوي من مجلة المسار في تونس ونظيرتها في الجزائر للتعريف بالأدب والأدباء في البلدين وتمكين أدباء البلدين من النشر فيهما.
انتصار لمبادئ حرية الإبداع والتفكير
كما نصت الاتفاقية على تشجيع المبادرات الفردية المهتمّة بالمدوّنة الإبداعية وعلى دعوة أدباء البلدين للمساهمة في الأنشطة التي تقام في تونسوالجزائر وعلى تبادل المنشورات والمطبوعات والكتب والوثائق والتشاور والتنسيق بين الطرفين في المحافل الإقليمية والدولية والتشجيع على إبرام اتفاقيات التوأمة بين فروع الاتحادين والعمل على تنشيطها.
وقد اصدر اتحاد الكتاب بالمناسبة بيانا جاء فيه انه بعد تدارس الراهن والرهانات والمتغيرات الثقافية إقليميا وعربيا وعالميا ، وسبل التفاعل مع مستجدّاتها ومتطلباتها وانه انطلاقا من الرغبة الأكيدة والمشتركة في تفعيل التواصل وإرساء جسور التعاون والتكامل الثقافي والعمل المشترك بما يخدم التطلعات المشتركة للاتحادين ولكتّاب البلدين الشقيقين ومبدعيهم ، وإيمانا بتاريخهما ومصيرهما المشتركين. فإن: قيادتي اتّحاد الكتاب الجزائريين واتّحاد الكتاب التونسيين المجتمعتين بتونس العاصمة بتاريخ 22 فيفري 2012 تؤكدان على انتصارهما لمبادئ حرية الإبداع والتفكير والاختلاف وكرامة الإنسان وأنّ الإضافة إلى المكنون الثقافي الإنساني هي من صميم اهتماماتهما المنطلقة من انتمائهما الحضاري المشترك ورصيدهما المتفتح على الآخر دون التماهي فيه أو التبعية له، وأنّ الثقافة حقّ أساسي من حقوق الإنسان وأنّ الحوارركيزة لرقي الشعوب وصنع الحضارة. - أنّ اتفاقية التعاون الثقافي المبرمة اليوم بينهما تأتي تعبيرا عن الانشغالات والتطلعات المشتركة ولبنة أولى لإرساء تعاون أشمل وبناء صرح اتحاد كتّاب المغرب العربي.- تلتزمان بتنسيق المواقف والحضور المتعاضد في المشهدين الثقافيين العربي الدولي".
استرجاع المستقيلين من الاتحادين.. متى؟
تأتي هذه الاتفاقية في وقت قطع فيه حبل التواصل بين اتحاد الكتاب التونسيين وعدد كبير من الأدباء في تونس ويعاني فيه اتحاد الكتاب الجزائريين كذلك من أزمة وقطيعة مع أعضائه بسبب الصراعات التي تكاد تشلّ مساره والمصالح الضيقة واختلاف الرؤى حول طريقة تسييره والأفق الذي يجب أن يصل إليه. فاتحاد الكتاب الجزائريين وحسب ما جاء في مقال كتبه الجزائري عبد الرزاق بوكبة يعيش وضعا :" لم يعشه منذ تأسّس على يد رجال الشرف الأدبي والفكري الأوائل، مثل: مالك بن نبي ومحمد العيد آل خليفة، ومولود معمري ومالك حداد وجون سيناك، مواكبا الحراك الثقافي الوطني، على مدار عمر الاستقلال، ما أعطاه بعدا رمزيا، يميّزه عن باقي الواجهات الثقافية الأخرى، حتى وإن كانت أكثر منه مالا ونشاطا وانتشارا". واتحاد الكتاب الجزائريين كاتحاد الكتاب التونسيين يعمل بمعزل عن كبار الأدباء والباحثين الذين سبق ان لفظوه كمنظمة وقاطعوه وأصبحوا يعملون باستقلالية تامة عنه رغم ان الاتحادين هما بالأساس ارث ثقافي وطني جماعي، ليس لأحد الحق في أن يعبث به، أو يدعي أنه ليس معنيا بالدفاع عنه. لذا وليتعرف الجزائريون علينا وعلى أدبائنا وعلى إنتاجنا الأدبي ونتعرف عليهم فانه على الاتحادين واليوم أكثر من أي وقت مضى ومع عقد الاتفاقيات- التي نرجو ان تجسد على ارض الواقع وان لا تبقى حبرا على ورق أو مجرد سطور تملأ بها التقارير أثناء الحملات الانتخابية - السعي إلى خلق حوار بناء ومفتوح بين الإخوة الفرقاء والمستقيلين منهما في البلدين لتنقية الأجواء وإرجاع الدرر إلى معدنها فكما ان وجود أدباء مثل الحبيب السائح وواسيني الأعرج أمين الزاوي و رشيد بوجدرة وأبي القاسم سعد الله وعبد الله الركيبي و الطاهر بن عيشة و محمد سعيدي و أبي القاسم خمار وأزراج عمر وعاشور فني و حكيم ميلود يضيف المزيد من الأهمية على أية اتفاقية تعاون بين البلدين فان وجود أسماء كبار الأدباء التونسيين في اتحاد الكتاب واسترجاع المستقلين منه يزيد أيضا من قيمة الاتفاقية.