بالاشتراك مع وزارتي الثقافة والتربية وفي إطار احتفاء تونس بيوم اللغة العربية الذي أعلنته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الموافق ليوم 1مارس من كل سنة نُظمت ورشة بدار ابن خلدون بالعاصمة أمنها كل من مصطفى الكيلاني (مكون خط عربي في المركز الوطني لفنون الخط بالحلفاوين) وطارق عبيد (جامعي يدرس بالمعهد العالي للفنون الجميلة مختص في فن الخط العربي) مساء أول أمس لتعليم فنون الخط وتلقين أساليبها لتلاميذ وطلبة من مختلف المستويات. اقتراح جاء بمثابة عملية تحسيس بأهمية الخط العربي ومدى علاقته باللغة العربية. وزير التربية الاستاذ عبد اللطيف عبيد كان من بين الحاضرين وقد وجه أسئلة للقائمين على الورشة أراد من خلالها معرفة الاساليب والمناهج التي تعتمدها مراكز فنون الخط وتأثيرها في صقل المواهب.
خطوط عربية متنوعة
أما عن فن الخط فقد أشار مكونا الخط العربي بالمركز الوطني لفنون الخط بالحلفاوين مصطفى الكيلاني وطارق عبيد أن الخط العربي يعتمد من حيث البعد الجمالي قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة وتستخدم في أدائه فنيا العناصر نفسها التي تعتمدها الفنون التشكيلية الاخرى كالخط والكتلة ليس بالمعنى المادي المتحرك فحسب وإنما من الناحية الجمالية كذلك ليصبح الخط آنذاك مستقلا عن مضامينه ومرتبطا معها في آن واحد. وأضاف الاستاذ مصطفى الكيلاني ان الخطوط العربية أخذت مناهج عدة في التسمية فهي إما تنسب إلى أسماء المدن كالنبطي والكوفي والحجازي والفارسي أو إلى أسماء مبدعيها إضافة الى انها سميت نسبة لمقادير الخط كخط الثلث والنصف والثلثين..
تمارين في الخط النسخي والمغربي
من جهة اخرى تعمد المكونان في فن الخط العربي خلال تأمين الورشة تخصيص حيز للجانب التطبيقي عن طريق تمارين في الخط النسخي الذي يعتبر أول خط يتعلمه النشء في العالم العربي والاسلامي ويعد أسهل الخطوط قراءة وكتابة ثم تمارين في الخط المغربي وهو نوع من خطوط الابجدية العربية الذي تأثر بالخط الكوفي وانتشر استخدامه في بلاد المغرب العربي..وبالرغم من أن البعض من الطلبة أبدوا استعدادا كبيرا لتعلم الاساليب والتقنيات رغم حضور الموهبة بيّن الاستاذان أن الموهبة لا تكفي للابداع في الخط العربي ذلك أن الحرف يتطلب طرقا دقيقة في رسمه حتى يضمن الخطاط في مراحله الاولى كسب الاليات التي تمكنه من التألق وبالتالي المحافظة على مكانة اللغة العربية في خاصية من خصائصها.