تحتضن ولاية القصرين مخزونا هاما من الآثار و المناظر الطبيعية الخلابة التي يمكن أن تمثل مصدر جذب سياحي لآلاف السياح التونسيين والأجانب لو يتم استغلالها و توظيفها على أكمل وجه و هي قادرة على تحويل الجهة الى قطب للسياحة الثقافية والجبلية كما تؤكد ذلك كل الدراسات التي أجريت في الغرض فالمناطق الأ ثرية الشاسعة بكل من حيدرة و سبيطلةوالقصرين و تلابت و المعالم الأخرى الموزعة بين تالة و فريانة و وحاسي الفريد قادرة على أن تتحول الى محطات هامة لسياحة الآثار ..و غابات و مرتفعات الشعانبي و الأجرد و عين السلسلة والسلوم من شأ نها أن تؤسس لسياحة بيئية غير متوفرة في بقية الجهات. و في ظل الأ جواء الجديدة التي أتاحتها الثورة و الرغبة في تحقيق التوازن الجهوي جاءت المبادرة من شباب « جمعية اليقين للتنمية الشاملة بالقصرين « الذين بذلوا خلال الأ سابيع الأخيرة مجهودات كبيرة لوضع حجر الأ ساس لنواة سياحة جبلية من خلال تنظيمهم لعدة رحلات « سافاري « في مرتفعات جبل الشعانبي سواء خلال فترة نزول الثلوج أو قبلها شارك فيها المئات من السياح التونسيين الذين قدموا من عديد الجهات و انبهروا بما شاهدوه .. وقيامها مؤخرا بتحسيس مختلف السلط الجهوية المعنية بتثمين المنشآت الموجودة في الشعانبي و حسن توظيفها و التحول في الأسبوع الماضي صحبة والي الجهة و عدد من المسؤولين عن قطاعات النقل و الثقافة و التجهيز و الفلاحة و الكهرباء و الغاز وممثل عن أصحاب وكالات الأ سفار و الشباب و الرياضة وبعض رجال الأعمال على عين المكان لمعاينة البناءات و التجهيزات الموجودة في الجبل مثل مركز التربصات و التخييم الذي يمتد على مساحة 6 هكتارات و المتحف البيئي و مركز الاستقبال الممتد على مساحة 4 هكتارات و يحتوي على مطعم و محلات تجارية لعرض المنتوجات الجبلية و الغابية و قاعة فسيحة وحديقة ألعاب خاصة بالأ طفال و هو يحتاج الى استكمال لبقية مكوناته اضافة الى المحمية الوطنية بالجبل التي تضم أعدادا كبيرة من الحيوانات و النباتات .. و ذلك من أجل معاينة حالة هذه الفضاءات و التحسيس بأهمية الاسراع بترميم و صيانة ما خرّب منها أثناء الثورة و انهاء الأ شغال المتبقية فيها حتى تكون في خدمة السياح الوافدين على الجبل. قرارات هامة لاحياء المنطقة و كان لهذه المبادرة نتائج باهرة حيث جمعت السلط الجهوية هذا الأسبوع مختلف الأ طراف ذات الصلة في جلسة تم خلالها النظر في الخطوات الواجب اتخاذها لتهيئة الفضاءات المذكورة و تيسير الوصول اليها و استغلالها لخلق حركية سياحية بالشعانبي تقرراثرها اتخاذ الاجراءات التالية والمتمثلة في تعهد الشركة الجهوية للنقل بالقصرين باحداث خط نحو الحديقة الوطنية بالشعانبي سيشتغل مبدئيا أيام الأحد والعطل لتأمين تنقل العائلات والوافدين والسياح ومتساكني المدينة الراغبين في زيارة الجبل لان من أكبر الصعوبات التي تعرقل النشاط السياحي فيه فقدان وسيلة نقل عمومية تنقل الوافدين الى المكان في انتظار بعث خط قار في صورة تزايد الاقبال. كما تقرر قيام شركة الكهرباء و الغاز في القريب العاجل بتقوية التيار الكهربائي الذي يزود الفضاءات الموجودة بالطاقة بما يتماشى مع الاستهلاك المنتظر فيها وتدخل شركة اتصالات تونس لتأمين و تعزيز التغطية الهاتفية اللازمة و شبكة الانترنات ذات التدفق العالي اضافة الى التزام ادارة الغابات المشرفة على المحمية بتيسير دخول الوافدين اليها بدون تعقيدات ادارية مثلما هو الشأ ن الآن و ذلك بالتنسيق مع « جمعية اليقين «. و الاسراع باستكمال اشغال الصيانة في مركز التربصات والتخييم و وضعه في القريب العاجل على ذمة الراغبين في الاقامة و والتخييم فيه بأ سعار مناسبة كما سيتم رصد الاعتمادات المتبقية لانهاء أشغال و تهيئة مركز الاستقبال و استغلال المطعم والمشرب الموجود فيه من طرف أحد أبناء المنطقة لتقديم خدماته لزائري الجبل و اعادة تهيئة المتحف البيئي و فتحه أمام الزوار. اضافة الى اعداد دراسة لحفر بئر عميقة لتزويد الفضاءات الموجودة بكميات كافية من المياه و تذليل صعوبات التزود بالماء التي تشهدها من حين الى آخر. و حسب ما أكده والي القصرين في الجلسة التي جمعته بمراسلي الجهة يوم الخميس فان كل هذه الاجراءات سيتم تنفيذها في ظرف الأسابيع القليلة القادمة وأغلبها ستدخل حيز التطبيق قبل موفى شهر مارس الجاري لتكون الفضاءات المذكورة جاهزة لاستقبال زائريها بداية من غرة أفريل القادم . و بذلك فان مجهودات شباب « جمعية اليقين « الذين هم من أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل قد أثمرت توفير الأسس الأ ولى لسياحة جبلية قادرة على توفير العديد من مواطن الشغل المباشرة و غير المباشرة .