لئن كان اللقاء بين النادي الرياضي البنزرتي و ضيفه ترجي جرجيس يبدو سهلا على الورق ، فانه لم يكن كذلك في الواقع ، و ما يحسب للكنزاري انه فاجأ الجميع بتشكيلة بدت دفاعية بما أنه اكتفى بمهاجم واحد وهو حسان الحرباوي، وأبقى الصالحي والزوي على دكة البدلاء ،وحتى التعويضات التي قام بها لم تكن سوى دفاعية بإقحام أمير الدريدي وفخر الدين الجزيري عوضا عن البراطلي والحاج مبروك ، ولم يشرك الصالحي إلا في الدقائق الخمس الأخيرة وذلك عندما فكر في إراحة نور حضرية بعدما اطمأن على النتيجة . كان الكنزاري يدرك أن قوة ترجي الجنوب تكمن في الاندفاع البدني ، وفي المرتدات السريعة، لذلك حرص على تعبئة وسط الميدان ب5 لاعبين وهم البراطلي وحران وسلامة وحضرية ويوسوفا ،إضافة الى 4 مدافعين ،وهم السديري والحاج مبروك وبن عمر والعربي جابر . كانت خطته واضحة وهي حرمان المنافس من المساحات الشاغرة ، ومن امكانية توظيف سرعة مهاجميه مثل علاء عباس وابراهيم سيلا وماهر عامر للوصول الى شباك بن مصطفى . ورغم ذلك فقد أتيحت فرصتان ذهبيتان واحدة في كل شوط لترجي الجنوب ، كانت الأولى في الدقيقة الأولى عن طريق سيلا ، وكانت الثانية عن طريق ماهر عامر ، ولكنهما فشلا في تجسيمهما رغم انفرادهما التام بالحارس ،وهو ما تحسر عليه كثيرا غازي الغرايري الذي أكد أن إضاعة هاتين الفرصتين شكلت منعرجا سلبيا في اللقاء لفريقه . التحسر على اضاعة الفرص رافقه تحسر آخر من الغرايري على الأخطاء الدفاعية وخاصة الخطأ الذي حمل الهدف الأول لأبناء الكنزاري لأنه كان نتيجة كرة خلف ظهر المدافعين اثر اضاعتها بعد مسكها أكثر من اللزوم والحال أن الدفاع لم يكن متمركزا على النحو المطلوب، لذلك يؤكد الغرايري أن العمل الذي ينتظره هو تحسين النجاعة الهجومية حتى يعود الفريق الى جني النقاط ، ولأن الفريق الذي يضيع الفرص يدفع الثمن ، وهذا ما حدث لفريقه أمام البنزرتي .أما ماهر الكنزاري فقد أكد أن المباراة كانت فخا للتباين الواضح بين حقيقتها فعليا وعلى الورق ، والدليل على ذلك أنها كانت مقابلة تكتيكية بامتياز قدم خلالها أبناؤه مردودا محترما ، فعرفوا كيف ينتصرون دون أن يخلقوا فرصا كثيرة ، وهذا ما يؤكد نضجهم الكروي الذي أحدث الفارق. انتصار صعب ولكنه ثمين حققه البنزرتي على فريق صلب ومتماسك مكن أبناء الكنزاري من المحافظة على موقعهم بالصدارة ، وجدد فرحة الأحباء الذين بدأت طموحاتهم تتضخم كثيرا كثيرا ...