لا يختلف عاقلان ان قوات الامن بمختلف اختصاصاته هي الضمانة الوحيدة لحماية الممتلكات الخاصة والعامة والافراد، فضلا عن انها العمود الفقري للبلاد والضامن الأساسي في الانتقال الديمقراطي. لذلك أصبحت الحملات الأمنية الوقائية والخاصة احد اهم برامج وزارة الداخلية لتحسين الاوضاع الامنية واعادة الاستقرار الى العديد من المناطق التي تفاقمت فيها الجريمة واضطرب فيها الأمن العام. رافقت "الأسبوعي" أول أمس حملة أمنية وواكبت كل مراحلها للوقوف على حقيقة الوضع الامني في منطقة "العمران" ولمواكبة رجل الأمن أثناء أدائه لمهامه فكان هذا الريبورتاج: نقطة التجمع والبرمجة تعتبر ثكنة 20 مارس لإدارة إقليم الأمن الوطني بتونس هي نقطة التجمع الرئيسة لقوات الأمن المشاركين في الحملات ولمزيد من التفاصيل حول برنامج حملة السبت الماضي تحدثنا الى المقدم رضا الرزقي الذي قال: "تعد هذه الحملة الأكبر من حيث عدد الأعوان والعتاد فهي واسعة النطاق حيث تشمل خمسة مناطق بإقليمتونس. إن الهدف الرئيسي من وراء هذه الحملات حماية الأفراد والممتلكات وهذا دور وقائي بالأساس. كما أنها ستشمل بعض الاهداف الخاصة مثل القبض عن المفتش عنهم والمطلوبين للعدالة او مروعي المواطنين، لذلك تضم هذه الحملات إمكانيات استثنائية حيث يشارك فيها حوالي 300 رجل امن من كل الاختصاصات (امن عمومي- مكافحة الإرهاب- فرقة الأنياب ? التدخل السريع..) بمساعدة سيارة تابعة للجيش الوطني." "إيعاز" وأضاف محدثنا أن هذه الحملات اصبحت علما يدرس ويستند الى ضوابط واضحة وبرامج مسبقة وقراءة لمرجع النظر لتكون المهمة ناجحة. وبعد أن قام المقدم رضا الرزقي بالإيعاز (إلقاء كلمة تعطى فيها إشارة انطلاق الحملة الأمنية) لشحن همم الأعوان وتحسيسهم بمسؤولياتهم والثناء على مجهوداتهم وتضحياتهم والقيام بواجبهم الوطني على أكمل وجه. بعد الكلمة تم توزيع الوحدات الأمنية على 5 مناطق وهي سيدي البشير والسيجومي والعمران والمنزه وسيدي حسين. ..العنصر النسائي خلال التجمع لاحظنا غياب العنصر النسائي عن تعزيز الصفوف وتوجهنا بالسؤال عن اسباب ذلك الى المقدم رضا الرزقي الذي أكد ل"الأسبوعي" أن عناصر الأمن من الإناث موجود بمراكز الشرطة (مراكز الاستمرار) والمناطق وذلك للتدخل في الحالات المتعلقة بتفتيش النساء. منطقة العمران تعتبر منطقة العمران من اكبر المناطق على مستوى المساحة وعدد السكان اضافة الى ان نسبة الجريمة مرتفعة فيها نسبيا وهو ما أكده رئيس مركز ابن خلدون ل"الأسبوعي"، فهي تشمل "الجبل الأحمر" و"الرمانة" و"حي ابن خلدون" و"الانطلاقة" و"العمران الأعلى" وغيرها...."الأسبوعي" رافقت حملة "منطقة العمران" وكانت البداية مع مركز حي ابن خلدون حيث تجمعت 8سيارات وحوالي 50 عونا باختصاصاتهم المختلفة لتحديد الوجهات والأهداف التي سيتم التعامل معها وبالتنسيق مباشرة مع قاعة العمليات المركزية. الوجهات والاهداف تتغير في بعض الاحيان وحسب ما تشير اليه آخر الأحداث، كما حصل معنا حيث تغير البرنامج قبل انطلاق الحملة بلحظات وذلك لكثرة البلاغات والشكايات في بعض المناطق مما يجعلها ذات اولوية مطلقة. حملة "منطقة العمران" كانت حملة وقائية لل"تنظيف" والتقليص من العمليات الإجرامية والمشاكل والحد من مظاهر التشويش واثارة البلبلة في الطريق العام بالقبض على المخمورين والتدخل لحماية المواطن، الا ان ذلك لم يمنع رجال الامن من التحول الى بعض المفتش عنهم في عديد من المناطق مثل» الجبل الأحمر» و"الانطلاقة" حيث داهم أعوان الأمن منزل فار من العدالة متهم بجريمة قتل لكن وبعد دخول المنزل وتفتيشه تبين عدم وجوده. وتمّ كذلك تمشيط منطقة" الجبل الأحمر" و"حي الرمانة" و"حي ابن خلدون" و"حي الانطلاقة" وغيرها من المناطق إلى حدود الساعة الواحدة ليلا وقت انتهاء الحملة. يسلم نفسه بعد القيام بعميلة تمشيط والعودة إلى مركز الأمن مرجع النظر اعترضنا شاب في حالة سكر بصدد البحث عن أخيه الذي تم إيقافه وبعد التحري عن هويته تبين انه من المفتش عنه. فكان له ان يتوجه الى التحفظ عن طوعية ودون وعي بما هو بصدد القيام به. حصيلة بعد 6 ساعات من المطاردة والتفتيش والمداهمات، أسفرت هذه الحملة عن درس ل137 حالة و إيقاف 4 أشخاص بتهمة حيازة واستهلاك المخدرات و 6 آخرين بتهمة بيع وشرب الخمر و4 انفار بتهمة سرقة الدراجات النارية و6 مفتش عنهم. نقص ان المخاطر التي يواجهها عون الأمن في هذه الحملات والمداهمات كثيرة وخطيرة تستوجب تجهيزه بكل وسائل الوقاية وحتى السيارات لتسهيل مهمته ولكن ما شاهدناه في الواقع كان عكس ذلك اذ يفتقر رجل الأمن من نقص كبير في المعدات حتى في ابسطها على غرار الصدرية الواقية أو السيارات إلا انه في النهاية يبقى أمام حتمية القيام بواجبه وهو ما يتطلب جهدا إضافيا وشجاعة أكبر. أولياء تشتكون طالب البعض من أولياء الموقوفين في الحملة والذين توجهوا إلى مراكز الإيقاف بإطلاق سراح أبنائهم رغم أن من بينهم من ثبتت حيازته للمادة المخدرة أو الأقراص الممنوعة. وأكد المسؤولون عن الحملة أن مثل هذه التصرفات من الآباء والأمهات من شانها أن تعيق عملهم في بعض الأحيان.