اتهم رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب أمس من وصفهم «بأزلام وأعوان» نظام العقيد الراحل معمر القذافي بالوقوف خلف إثارة الاضطرابات الأمنية والعسكرية في مختلف أنحاء ليبيا، فبعد نجاح الحكومة في وقف الاقتتال في سبها اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين أهالي مدن زواره والجميل ورقدالين مخلفة حوالي 14 قتيلا. وأضاف الكيب أن حكومته بصدد توجيه رسائل جديدة إلى الدول التي تأوي هؤلاء وضمنهم بقايا عائلة القذافي في الجزائر والنيجر لطلب تسليمهم إلى السلطات الليبية لمحاكمتهم ووقف نشاطاتهم المعادية لثورة الشعب الليبي. وتأتي تصريحات رئيس الحكومة الانتقالية، وسط مخاوف من احتمال أن يؤدي التدهور الأمني والعسكري الراهن فى ليبيا إلى تأجيل الانتخابات التشريعية التي ينتظر أن تشهدها ليبيا للمرة الأولى منذ سقوط نظام القذافي ومقتله في أكتوبر الماضي. ونفى رئيس الوزراء الليبي احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها فى ليبيا منتصف العام الحالي مؤكدا على قدرة الحكومة الانتقالية الليبية على إدارة هذه الانتخابات وتأمينها. في المقابل أكد أعضاء في المجلس الانتقالي الليبي إن هناك اتجاها لتأجيل هذه الانتخابات ولكن الكيب أكد أن حكومته ماضية فى عملها بشأن تنظيم الانتخابات التشريعية فى موعدها المحدد فى حزيران/ يونيو المقبل. 14 قتيلا يأتي ذلك فيما أدت الاشتباكات المسلحة الجارية بين أهالي مدن زواره والجميل ورقدالين أول أمس إلى مقتل 14 شخصا وإصابة 70 آخرين بجروح. وقال الناطق باسم المجلس الانتقالي الليبي محمد الحريزى في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس أن نائب رئيس المجلس وعدد من أعضائه توجهوا إلى المنطقة الغربية لتهدئة الأوضاع هناك، داعيا الحكومة إلى معالجة سريعة للوضع الأمني في البلاد. ولفت إلى أن رئاسة الأركان أرسلت من جهتها قوات للسيطرة على الوضع هناك، داعيا حكومة بلاده إلى الوقوف بكل قوة وحزم لمن يريد زعزعة أمن واستقرار ليبيا. يشار إلى أن الاشتباكات التي تشهدها مدن غرب ليبيا اندلعت عقب اتهام ثوار زواره لزملائهم الثوار في مدينتي راقدالين والجميل بالقبض على مجموعة منهم يتبعون وزارة الداخلية كانوا في مهمة على الحدود الليبية -التونسية. من جهته دعا المجلس الوطني الانتقالي الليبي أول أمس كافة الليبيين بكل مكوناتهم للحفاظ على اللحمة الوطنية وضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف التزاما بثوابت وأهداف ثورة «17 فبراير». وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الدكتور محمد الحريزي: «يؤكد المجلس الانتقالي على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي وعدم إثارة النعرات العرقية التي يدعو لها المتربصين بهذه الثورة». كما دعا الناطق الرسمي للمجلس الوطني الانتقالي وزارتي الدفاع والداخلية للعمل على معالجة سريعة لهذه الأزمات والمشاكل التي تكررت هذه الأيام والعمل بكل قوة وحزم لمتابعة المتسببين في هذه الأحداث التي يراد منها زعزعة أمن واستقرار البلاد. حل أجهزة اعلامية من أجل القطع بصورة نهائية مع حقبة القذافي، حلّت الحكومة الليبية أول أمس ثماني أجهزة إعلامية وثقافية من بينها أجهزة مرتبطة باسم العقيد الراحل معمر القذافي والتي سخرها النظام السابق لتلميع صورته وتمجيده على مدى سنوات طويلة. وشمل القرار الذي أصدرته الحكومة ، مؤسسة الثقافة وأكاديمية الفكر الجماهيري والمركز العالمي للكتاب الأخضر والهيئة العامة للإعلام الجماهيرية والهيئة العامة للإعلام الخارجي وجائزة الفاتح التقديرية في الآداب والفنون والمنظمة الوطنية للشباب وجائزة القذافي العالمية للآداب. ورغم أن القرار لم يشر إلى الأسباب التي أدت إلى حل هذه الأجهزة وضم جميع أصولها وممتلكاتها لوزارة الثقافة إلا أن مصادر مسؤولة أكدت أن هذا الأجراء جاء بناء على مطالب شعبية تطالب بمحو الذاكرة الليبية من كل ما له صلة بالنظام السابق.