بعد الهرسلة اليومية والسبّ والشتم الذي يتعرض له الصحفيون.. وبعد الاعتصامات أمام مقرّ التلفزة وتهديد الزملاء بالاعتداء والتشويه.. ها أن الإهانات و"الاعتداءات المعنوية" تلاحق الصحفي اليوم بعد أن كاد.. يفتقد هويته المهنية!.. فبعد مضي ثلاثة أشهر بالتمام والكمال على انتهاء صلوحية بطاقة صحفي محترف.. وبعد التمديد في صلوحية بطاقة سنة 2011 إلى غاية 31 مارس الماضي يجد الصحفيون التونسيون اليوم أنفسهم دون وثيقة عمل رسمية تثبت مهنتهم وانتماءهم للقطاع الصحفي مثل غيرهم في بقية القطاعات المهنية الذين تتوفر لديهم بطاقة تعريف مهنية يستظهرون بها عند الحاجة. الصحفي اليوم وبعد 31 مارس وجد نفسه خارج إطار القانون، ولا يحق له الاستظهار ببطاقة صحفي محترف منتهية الصلوحية بل أن عددا كبيرا من الزملاء ممن التحقوا بالمهنة سنة 2011 لا يملكون هذه البطاقة أصلا وكان من المفروض أن تمنح لهم بطاقة صحفي محترف منذ بداية 2012. هذا الوضع عرّض عددا من الزملاء إلى مواقف مخجلة ومقلقة خاصة في وسائل النقل العمومي في ظل وجود تعليمات للمراقبين بعدم القبول ببطاقات 2011 (للأسف هذه البطاقة لا تكون من الأهمية بمكان إلا في وسائل النقل العمومي) وكذلك لدى بعض الإدارات والمصالح باعتبار أن هذه البطاقة هي أولا وثيقة إثبات الصفة المهنية للصحفي وتسهل مهام الصحفيين والإعلاميين الحاملين لها... ويبدو أن هذا التأخير في تمكين الصحفيين من حقهم في بطاقتهم المهنية يندرج في إطار مزيد إحراج وهرسلة وتقزيم وإهانة الصحفي. الملف اليوم بيد الوزارة الأولى التي يعود إليها القطاع الإعلامي بالنظر، والمطلوب التمديد في صلوحية بطاقات 2011 كحل مبدئي، وتشكيل لجنة وفق ما نص عليه المرسوم عدد 115 لسنة 2011 المؤرخ في 2 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر يعهد إليها -في أقرب وقت ممكن- النظر في مطالب تجديد ومنح بطاقة الصحفي المحترف التي تسهل مهمة حاملها وتمنحه الضمانات اللازمة للقيام بعمله.. بل أكثر من ذلك فهذه البطاقة هي حق من حقوق الصحفي ومن غير المعقول تواصل حرمانه من هذا الحق لأكثر من ثلاثة أشهر..