طمأن حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة حجاج الغريبة اليهود مؤكدا أن جربة ستستقبلهم كالعادة هذه السنة خلافا للسنة الماضية التي شهدت إلغاء موسم الحج إلى الغريبة نظرا للأوضاع الأمنية حينها. وقال إن الثورة قامت من أجل أن تكون تونس أكثر انفتاحا وديمقراطية وجربة ستظل رمز هذا الانفتاح. حاول أيضا رئيس الحكومة المؤقتة خلال الندوة الصحفية التي عقدها على هامش إشرافه على افتتاح الدورة السادسة للملتقى الدولي حول مستقبل السياحة في المتوسط بحضور عدد من الصحفيين الأجانب التقليص من مخاوف السياح الأجانب من الأوضاع الأمنية في تونس مشيرا إلى أن مرحلة ما بعد الثورة تشهد دائما مخاضا للبحث عن استقرار جديد وهذا المخاض يمرّ اليوم بسلام وهدوء انسجاما مع طبيعة الشعب التونسي وقال أيضا أن هناك أحداثا أمنية ناتجة عن هذه المرحلة وستتمكن الدولة بجهازها الأمني المدني والديمقراطي من تطويقها.
التوظيف السيّئ للدين
وفي رده على تساؤل بشأن تنامي بعض الظواهر المرتبطة بالجانب الديني مباشرة بعد الثورة والتي تخيف السياح الأجانب من القدوم إلى تونس, قال الجبالي إنه لا يرى هيمنة للظواهر الدينية على الواقع التونسي ودعا إلى عدم الخوف من اللحى ومن نوعية معينة من اللباس ومن ارتياد المساجد لكن لكم الحق في الخوف كما نخاف نحن من الاستعمال السيّئ للدين عندما يفرض على الناس بالعنف والقوة. و في المقابل بيّن الجبالي أن رفض فرض أي توجه بالقوة ينطبق أيضا على أقصى اليسار وأشار إلى أن الشعب متمسك بحريته تحت أيّة شعارات دينية أو غيرها. وقال حمادي الجبالي متوجها إلى من رأى أنهم يريدون تصوير تونس كغابة وحوش ويعمدون إلى التخويف من الحكومة والنهضة نحن نقول لهؤلاء لقد ولّى عصر الشعارات التي لا تستند إلى الواقع واليوم فإن تعبير هؤلاء عن رأيهم بكل حرية خير دليل أن لا خوف على تونس من الاستبداد والشعب هو الضامن وليست الحكومة.
أحداث شارع الحبيب بورقيبة
وحول أحداث العنف الأخيرة التي شهدها شارع الحبيب بورقيبة اعتبر حمادي الجبالي أنه لا يجب النظر اليها وكأنها مصادرة للحرية ولا يجب الخلط بين الحرية والفوضى لان الشعب التونسي لا يقبل بالفوضى وأشار إلى أن الثورة جاءت لتكريس الديمقراطية التي يدعمها القانون ونحن عازمون على تطبيق القانون ومن يخالف القانون فبالقانون سنجيبه. وتعهد الجبالي باحترام إجراء الانتخابات في الفترة المتراوحة بين شهري مارس وجوان من السنة القادمة واكد انه سيتم إحداث هيئة مستقلة للانتخابات واخرى للاتصال السمعي البصري وذلك بالرجوع الى المجلس التأسيسي الكافل الوحيد لشرعية اي هيكل على حد تعبيره. كما تعهد الجبالي بإجراء جملة من الإصلاحات الهيكلية في القطاع السياحي ستشمل الاستثمار وإيجاد حل لمشكلة المديونية وتنويع المنتوج وخلق آفاق أخرى لدعم السياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات والعمل كذلك على توظيف الثورة التونسية سياحيا كالسعي لإحداث مسلك سياحي للثورة ينطلق من المناطق التي شهدت أحداث الثورة وصولا الى شارع الحبيب بورقيبة.