"إننا بهذه السلسلة البسيطة لا نسعى إلى تقديم جواب نهائي لأننا نؤمن أن لكل شخص جوابه وأن لكل مقام مقاله. ونحن بذلك نُخالف الكتيّبات التي تدعي تقديم حقيقة والتي يتموضع كاتبها موضع العالم مطلقا وقارئها موضع المتقبّل المطلق." هذا ما أشارت إليه المفكرة والباحثة التونسية ألفة يوسف في مقدمة كتيب «في تعدد الزوجات» الذي يندرج ضمن سلسلة «والله أعلم» وهي سلسلة تُصدر لأول مرة لتتطرق إلى العديد من المسائل الدينية التي أثارت جدلا كبيرا لأنها محل تأويل ونقاشات مردها تفاسير مختلفة للنص القرآني على غرار مسألة «الحجاب» و«زواج المسلمة بالكتابيّ» و«حدّ السرقة» و«الخمر» و«الإعدام».. كما أنّ هذه السلسلة تعتمد حوارا خلافيّا في المواضيع السالف ذكرها بين صديقين، وهي طريقة بينت ألفة يوسف في الصفحات الأولى من كتيب «في تعدد الزوجات» أنها طريقة تتجنب المقالات المطولة حرصا منها على تشجيع الشباب-على وجه الخصوص- على المطالعة، وطريقة تعكس رأي صاحبتها التي تؤمن بالحيوية والجدل واختلاف وجهات النظر في الموضوع الواحد. وقد بينت الكاتبة في شكل تنبيه أن أقوال الشخصيتين لا تعكس آراءها بالضرورة وإن ثمة تشابه في الأفكار فهو من محض الصدفة. وإن أخذنا «في تعدد الزوجات» كمثال نلاحظ أن ألفة يوسف توظف العديد من الآيات من سورة النساء وهي آيات يختلف في تأويلها المتحاوران في الكتيب ولكن بأسلوب بعيد عن التعصب والتمسك بالرأي الأحادي ليرد أحد المتحاورين على مناظره في إحدى النقاط»يا سيدي أنا لا أشكّك في شيء أدعوك إلى أن ننظر معا في الآية الثالثة من سورة النساء..إضافة الى الحديث خلال الحوار حول مسائل تتعلق بالزواج كالكبت الجنسي والنموذج المجتمعي القائم على تعدد الزوجات.. تجدر الإشارة إلى أن المصادر التي استندت اليها الفة يوسف في هذه السلسلة عديدة ك «جامع البيان في تأويل القرآن» لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري و«أحكام القرآن» لابن عربي و»الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور» لجلال الدين السيوطي و»إحياء علوم الدين» لأبي حامد الغزالي و«الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل» للزمخشري..