إذا كان هناك واحد من بين المرشحين العشر للانتخابات الرئاسية الفرنسية يمضي بخطى ثابتة نحو الإليزيه، فهو المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند. فحظوظ هذا الرجل في أن يصبح سابع رئيس للجمهورية الخامسة -وفق ما أشارت إليه جميع استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا- تتزايد يوما بعد يوم. كيف استطاع هولاند الذي لم يسبق له أن تولى حقيبة وزارية أن يصبح الأوفر حظاً في الصعود إلى الأليزيه؟ المعروف أنه رجل طموح.. مثابر وصبور.. يمتاز بهدوئه ورصانته.. سياسي يعرف كيف يأخذ وقته.. له قدرة كبيرة في الاقناع.. وتحليه بهذه الصفات لعلها من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت منه القبطان الأكثر حظوظا لقيادة السفينة الفرنسية، التي تتلاطمها أمواج أزمة اقتصادية خانقة، إلى مرفإ الأمان بأخف الأضرار الممكنة رغم افتقاره للخبرة في العمل السياسي. عاد إلى الواجهة السياسية بصفة مذهلة حين فاز في الانتخابات التمهيدية لحزبه على حساب مارتين أوبري، وقد كان لفضيحة الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، الفضل في تسريع وتيرة صعوده وأن يستأثر بترشيح الحزب الاشتراكي لرئاسيات 2012. كما أن البيئة العائلية التي ترعرع فيها هولاند منذ صغره كان لها دور كبير في شغفه بالعمل السياسي منذ سن مبكرة وتطلعه لأن يصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية في يوم ما، فهو ينحدر من عائلة بورجوازية ذات ميولات يمينية من منطقة نورماندي (شمال غربي فرنسا)، والده كان قريبا من اليمين المتطرف.. يساند فكرة الجزائر فرنسية. وقد عزز هولاند هذا الطموح السياسي بنجاحه في الحياة الدراسية وحصوله على العديد من الشهادات من كبرى المدارس الفرنسية في عدة مجالات، حيث تحصل على ديبلوم مدرسة التجارة EHEC ، وديبلوم معهد العلوم السياسية ، ثم تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة حيث كان ترتيبه السابع في الدفعة عام 1980. ومن هناك بدأ مشواره السياسي بعد التعرف على سيغولان روايال زوجته السابقة والتي أنجب منها أربعة أطفال. هولاند وإضافة إلى تحليه بصفات رجل السياسة الناجح، كان برنامجه الانتخابي الذي تقدم به لرئاسة فرنسا من بين الدوافع الرئيسية التي جعلته يحظى بتأييد غالبية الفرنسيين، فقد تطرق إلى القضايا الجوهرية والحساسة التي تمس المواطن الفرنسي البسيط...