الملف النووي الايراني.. الوضع في الشرق الاوسط.. التهديدات الاسرائيلية لإيران.. الازمة السورية والعلاقات التونسية-الايرانية كانت أبرز محاور لقائنا مع علي اكبر صالحي وزير الخارجية الايراني الذي يؤدي زيارة الى بلادنا هي الاولى لمسؤول ايراني كبير منذ الثورة التونسية. زيارة شهدت عدة لقاءات مع كبار المسؤولين في رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس التأسيسي ووزارات الصناعة والسياحة وغيرها.. والأكيد أنها ستثمر انجازات عديدة في اطار العلاقات بين البلدين وخاصة في المجالات التجارية والثقافية والسياحية. مع علي أكبر صالحي كان لنا هذا اللقاء:
انتهت منذ ايام جولة جديدة من المفاوضات بينكم وبين مجموعة 5+1 (وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي: الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا اضافة الى المانيا) التي احتضنتها تركيا، فهل توصلتم الى حلول جذرية لإغلاق الملف النووي الايراني الذي بات كالشوكة التي تقف في حلق التقدم والتطور الايراني في مختلف المجالات في ظل عقوبات دولية تهديدات عسكرية غربية؟
مفاوضات اران مع مجموعة 5+1 متواصلة وهي تتطور ايجابيا من جولة الى أخرى. لقد كان لهذه المجموعة بعض نقاط الاستفهام في ما يتعلق بالملف النووي الايراني ونحن نحاول ازالة هذا الابهام من خلال تقدم الاجوبة المطلوبة. اجتماع اسطنبول افضى الى رضاء الطرفين في انتظار خطوات جديدة على الطرفين اتخاذها. حيث تمت الموافقة على وضع اطار للمفاوضات ولمراحل التفاوض وخطوات ايجاد حل للملف النووي الايراني وهو ملف مصطنع سياسيا بالأساس وليس تقنيا او قانونيا. ونحن نتمنى ايجاد الحل اللازم في اقرب وقت ونحاول ايجاد مخرج مشرف للطرف الآخر المتورط في القضية.
ألا تخشون من نقض مجموعة 5+1 لتعهداتها والاتفاقيات معكم مثلما حصل سابقا اثر نجاح مفاوضاتكم الثلاثية مع تركيا والبرازيل؟
نحن نحافظ على تفاؤلنا والاطراف التي نقضت تعهداتها سابقا تتحمل مسؤولياتها. فأمريكا والغرب نقضوا الاتفاقيات السابقة لانهم يتعاملون بمنطق القوة والغطرسة لذلك يسمحون لأنفسهم بنكث أي معاهدة والاستفادة من الاعلام المتحامل لتوتير الأجواء وتبرير مواقفهم وتأليب الراي العام العالمي... لكن لا ننسى ان الغرب يعاني بدوره من مشاكل واهمها اقتصادية والعقوبات التي يفرضها على ايران هو الخاسر الاول منها لذلك تعمل عديد الدول والشركات الكبرى على عدم تطبيق العقوبات وخرقها. لذلك يعمل الغرب اليوم على ايجاد حل للملف النووي الايراني.
وماذا عن لقاء بغداد الشهر المقبل وهل يمكن أن يكون الخطوة الاخيرة في طريق الغلق النهائي لملف ايران النووي؟
نحن متفائلون ازاء المفاوضات المرتقبة في 23 ماي في بغداد مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1. ومن المفروض ان تتخذ كل الاطراف خطوات الى الامام في اتجاه الحل الذي يرضي جميع الاطراف.
لكن هل ستسمح اسرائيل بإيجاد هذا الحل وهي التي تلوح في كل مرة بشن ضربة عسكرية ضد ايران؟ وهل تأخذون هذه التهديدات مأخذ الجد؟
تل ابب اعجز من ان تتحدث عن هجوم او ضرب ايران عسكريا لدرجة انها غير قادرة على الوقوف امام ايران وان أي اعتداء سيفضي الى زوال هذا الكيان بالتأكيد في ظرف ايام قليلة. واي اجراء عسكري محتمل من قبل الكيان الاسرائيلي ضد المنشآت النووية الايرانية سيواجه ردا ايرانيا مؤثرا وساحقا للغاية. فإسرائيل قبل حرب غزة كانت تعتقد وكان غيرها يعتقد في قوتها وعظمتها لكن ثبت فقدانها لتلك القدرات المزعومة. لكن في نفس الوقت نأخذ كل تهديد سواء كان اسرائيليا أو أمريكيا مأخذ الجد. والغرب يعرف جيدا قدرات ايران وماذا بإمكانها ان تفعل. وحرب العراق خير دليل على ذلك فرغم ان ايران خرجت وقتها من ثورة وقدراتها العسكرية والتكنولوجية منعدمة فإنها صمدت 8 سنوات أمام العراق. ولو قارنّا الوضع اليوم في ايران والوضع ايام حرب الخليج الاولى لاكتشفنا فرقا واسعا وتطورا مذهلا في القدرات الايرانية وان ايران اليوم في موقف قوة ولها اكتفاؤها الذاتي في مجال انتاج الاسلحة من الطائرات النفاثة الى الرادارات الى الصواريخ... ايران اليوم في احسن حالاتها العسكرية لكننا لا نرغب في أي مواجهة ولو فرضوا علينا هذه المواجهة سوف ندافع عن انفسنا احسن دفاع ونلقن المهاجمين درسا لن ينسوه.
موقفكم من النظام السوري ومما يجري اليوم في سوريا مختلف عن مواقف اغلب دول المنطقة.. فكيف تنظرون اليوم لما يحصل في سوريا وهل ان الثورة ضد نظام الاسد يمكن ادراجها ضمن مسار الربيع العربي أم ان الايادي الاجنبية الخبيثة هي التي تمسك بخيوط اللعبة؟
بالنسبة لسوريا أعلنا دائما دعوتنا الحكومة الى تلبية المطالب الشعبية المشروعة من ديمقراطية وحريات والقضاء على الفساد... وهو ما بادر اليه الرئيس بشار الاسد الذي لبّّى هذه الطلبات في زمن معقول سبقت حتى بعض الدول الاخرى التي انخرطت في «الربيع العربي». فالدستور السوري تم تغييره بشكل اعطى حريات اكبر وسمح بالتعددية الحزبية وقلّص من سطوة حزب «البعث» الحاكم عبر حذف المادة 8 من الدستور وعدلوا من عديد الفصول الاخرى بشكل اصبحت فيه الارضية مهيأة للديمقراطية والحريات في سوريا.. وما قامت به سوريا لم تقم به عديد الدول الاخرى فلماذا الضغط على الحكومة السورية اذا فمن الضروري اعطاء فرصة للنظام السوري وترك تسوية الازمة للسوريين أنفسهم دون تدخل أو ضغط أجنبي فاليوم نرى في سوريا محاولات أجنبية لتسليح المعارضة لا لشيء الا لتوسيع نطاق العنف والقتل وفرض عدم الاستقرار في سوريا ومنها في المنطقة. ولا ننسى أن سوريا دعمت المقاومة اللبنانية والفلسطينية ومن غير الممكن حسب اسرائيل وبعض القوى الاخرى أن يمر ذلك الدعم دون عقاب وثمن الدعم لا بد ان يكون اسقاط النظام. ومن جهتنا نطالب بإعطاء فرصة لسوريا للقيام بالإصلاحات اللازمة ووقف محاولات الزج بالبلاد في اتون الحروب الاهلية وتدمير البلاد مثلما حصل في دول أخرى. وأدعو دول الجوار والمجتمع الدولي إلى التعامل مع الملف السوري بحكمة «حتى لا تنفلت الأمور، ولأن الفراغ سيؤثر على المنطقة برمتها.
تتواجدون اليوم في تونس في زيارة أولى لأول مسؤول سام ايراني ما بعد الثورة، ففي أي اطار تتنزل هذه الزيارة؟ وماذا عن العلاقات التونسية-الايرانية الراهنة والمستقبلية؟
بالفعل زيارتي تعد الاولى لمسؤول من حكومتي الى تونس بعد انتصار ما أسميته ب«أم الثورات» تلك الثورة التي فجرت ثورات أخرى عربية وغير عربية. لقد دعمنا الشعب التونسي عندما قامت ثورتها الآن نرى أن تونس بخير وهي في طريق تحقيق الاهداف والنجاحات في كل المجالات. وعلى الجميع وخاصة الشعب التونسي أن يعلم أنه وبعد كل ثورة يحصل الفراغ وعلى الشعب ان يصبر حتى تلبي الحكومة انتظاراته. ونحن في ايران حكومة وشعبا أعلنا للمسؤولين التونسيين وللاخوة في تونس مدى جاهزيتنا لدعم تونس في عديد المجالات التجارية والعلمية والتقنية. في ايران خيرات كبيرة في شتى المجالات الصناعية والتكنولوجية ونحن على استعداد لمشاركة الشعب التونسي هذه الخيرات والانجازات. واجتماعاتي مع المسؤولين التونسيين كانت في هذا الاطار ونسعى اليوم لرفع حجم ومستوى التبادل التجاري بين البلدين وفي زمن قصير. وقد تم الاتفاق على تطوير كل هذه الامور في لجنة مشتركة ستعقد قريبا. كما نعتزم دعم تونس ووضع الخبرات الإيرانية في المجال الصناعي والزراعي والسياحي تحت تصرف الحكومة التونسية.