قابس: تجدّد التحركات المطالبة بتفكيك الوحدات الصناعية الملوّثة للمجمع الكيميائي    محافظ البنك المركزي: تونس حافظت على استقرار اقتصادها الوطني رغم التحديات    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي من الدفعتين الأولى والثانية لمباريات الجولة العاشرة ذهابا    شوفوا آخر حصيلة عمليات ''زرع الأعضاء'' في تونس هذه السنة    عاجل في مشروع قانون المالية: مساهمة إجبارية ب 4% من أرباح الشركات لصالح الصناديق الاجتماعية    عاجل في مشروع قانون المالية: الدولة تدعم زيت الزيتون المعلّب    عاجل : يهم التوانسة... تمديد غلق موسم صيد الأخطبوط    عاجل: مشروع قانون المالية 2026...75٪ من موارد الدولة تأتي من الضرائب    عاجل: ترتيب جديد لأقوى جوازات السفر عاليما...سنغافورة هي الأولى    شنيا حكاية الضريبة الجديدة على الثروات في مشروع قانون المالية: التفاصيل الكل موجودة!    عاجل: مباراة ودية تاريخية بين تونس والبرازيل في فرنسا..هذا موعدها    شوف الأندية التونسية على الميدان: دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف الويكاند!    محرز الغنوشي: ''امطار متفرقة متوقعة...والحرارة في انخفاض''    طقس الويكاند هكا باش يكون    الممثّل علي الفارسي في ذمّة الله    حساسية الخريف: حاجات طبيعية تخليك تودع ''العطسة ''و ''احتقان الخشم ''    بعثة تونس الدائمة في الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية    الترجي الرياضي: غيابات بالجملة في رحلة بوركينا فاسو    جيش الإحتلال يكشف صورة جديدة ليحيى السنوار لحظة مقتله    عاجل/ انفجار بعبوة ناسفة يستهدف حافلة شرقي سوريا..وهذه حصيلة الضحايا..    جريمة مروعة: تسلل الى منزلها بهدف السرقة فأنهى حياتها..    بن عروس: برمجة رش 550 هكتارا من الزياتين بمادة المرجين    المنستير: تظاهرة ذاكرة حيّة: التراث غير المادي بالمكنين "يوم غد الجمعة بالمتحف الاثنوغرافي بالمكنين    انطلاق حملة النظافة بموقع أوذنة في اطار برنامج صيانة التراث المادي والمعالم التاريخية    عاجل/ الموت يفجع اتحاد الشغل..    قابس: عودة الحياة الى نسقها العادي بمدينة قابس    مونديال تحت 20 عاما (الدور نصف النهائي) : المغرب يزيح فرنسا بركلات الترجيح ويلاقي الارجنتين في النهائي    الملف | الزراعة الذكية في تونس: ابتكار وطني يزدهر في توغو    الملف | الموسم الحبوبي 2025 : إنتاج وفير وآمال متجددة في تحقيق الاكتفاء الذاتي    إيطاليا تؤكد التزامها بالمساهمة في إعادة إعمار غزة..    زلزال بقوة 6.6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    تصفيات مونديال 2026: مباريات الملحق الافريقي من 13 الى 16 نوفمبر المقبل    السباحة الأسترالية تيتموس تعتزل بشكل مفاجئ    مدينة تستور تحتضن الدورة التاسعة لمهرجان الرمان من 29 اكتوبر الى 2 نوفمبر 2025    سابقة في أمريكا اللاتينية.. أوروغواي تقر قانون القتل الرحيم    نحو إعداد برنامج عمل متكامل لمزيد حوكمة الشركات الأهلية    أحمد شلبي من رابطة حقوق الإنسان: المسيرة في قابس كانت سلمية.. لكن التدخل الأمني فجّر المواجهات    طقس اليوم: أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 20 و32 درجة    أزمة جثث الرهائن.. إسرائيل تقرر تأجيل فتح معبر رفح    مصر.. الحرب في غ.زة انتهت وترامب هو الضمانة الأولى لتنفيذ الاتفاق    بلغت 58 مليمترا.. امطار غزيرة بولايتي القيروان وسوسة    ليالي المدينة الهائمة    تراوحت بين 12 و31 سنة.. صدور أحكام سجنية ضد عناصر شبكة دولية لتهريب الكوكايين    في «أكتوبر الموسيقي» بالمنستير ... عروض في اتجاه واحد    محمد بوحوش يكتب:صورة الأرامل في الأدب والمجتمع    وزارة الفلاحة تعلن عن التمديد في غلق موسم صيد الأخطبوط    طقس كثيف السحب مع امطار مؤقتا رعدية فاحيانا غزيرة ليل الاربعاء    المهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" يفتتح دورته الثالثة من ولاية توزر    مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس: إنقاذ طفل ال 12 سنة بعد تعرّضه لتوقف قلبي مفاجئ    باحث تونسي يتصدر قراءات العالم الأكاديمية ويحصد جائزة «Cairn / الفكر 2025»    عاجل/ نشرة متابعة للوضع الجوي لبقية اليوم..أمطار رعدية بهذه المناطق..    مستشفى الرابطة: يوم مفتوح لتقصي هشاشة العظام في هذا الموعد    رياض دغفوس: تسجيل حالات كوفيد-19 محدودة ولا تهدد النظام الصحي    بداية من اليوم..انطلاق حملة التلقيح ضد "القريب"..    أولا وأخيرا .. البحث عن مزرعة للحياة    الزواج بلاش ولي أمر.. باطل أو صحيح؟ فتوى من الأزهر تكشف السّر    وقت سورة الكهف المثالي يوم الجمعة.. تعرف عليه وتضاعف الأجر!    يوم الجمعة وبركة الدعاء: أفضل الأوقات للاستجابة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إضراب عام مفتوح للأساتذة المتعاقدين.. وتهديد بالمقاطعة
على خلفية مقاومة الفساد في وزارة التعليم العالي
نشر في الصباح يوم 27 - 04 - 2012

دخل مطلع الاسبوع أكثر من حوالي 4000 أستاذ جامعي متعاقد مباشرين بأجزاء جامعية مختلفة تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بينهم 300 من مسرحيين في إضراب حضوري مفتوح قد يشمل المقاطعة الإدارية التي تهدد إمكانية إجراء امتحانات أخر السنة على خلفية تسوية الوضعية المهنية لهؤلاء...
وإعادة النظر في ظروف البحث العلمي فضلا عن دعاوى فتح تحقيقات محايدة وشفافة في تجاوزات الوزارة ومحاربة الفساد في أروقتها حسب تصريحات المضربين و لسيما أعمال لجان الانتداب المعلن عنها لمناظرات انتداب وترقية مختلف أسلاك الجامعيين.
"الصباح" واكبت جوانب من هذا الإضراب واتصلت بالأطراف النقابية المشرفة عليه ضمانا لكشف الحقائق خاصة بعد أن ألغت نقابة أساتذة التعليم العالي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل إضرابها المقرر ليوم 26 افريل على خلفية تفاوضية أفضت إلى الاتفاق على تشكيل لجان لمراجعة القوانين الأساسية للأسلاك الجامعية وغيرها من المطالب.

48 % من ساعات التدريس بالجامعة

تؤكد الإحصائيات الرسمية لوزارة التعليم العالي وحسب تصريحات مختلفة للوزير الدكتور منصف بن سالم أن 48 % من عدد ساعات التدريس في الجامعة التونسية يشرف عليها أساتذة متعاقدون دون وجود أي ضمانات قانونية للإدماج أو حتى مجرد تأمين البقاء بسلك مدرسي الجامعة بسبب هشاشة آلية التعاقد المعتمدة في انتقاء وتعيين هؤلاء الأساتذة وفق مزاج رأى فيه المضربون أنه امتداد لما اسموه زمفاسد الوزارة زمن المخلوعس والتي تتواصل ممارساتها وللأسف حتى بعد الثورة في ظل غلق أبواب المفاوضات أو وجود مفاوضات غير جادة ودون تحديد زمني وفي غياب الالتزام بمشروع دقيق يضع حد لحالة عدم الاستقرار المهني والعلمي لسلك جملة ممثليه من الباحثين الجامعين في حلقة الدكتوراه أي ما يعني ازدواجية الانتماء للسلك البيداغوجي وسلك الباحث وهو وضع سعت المنظومة القديمة إلى تأبيده والحفاظ على هشاشته في إطار المزايدات السياسية والأغراض الانتخابية والمساعي إلى تدجين الجامعة التونسية وإفراغها من رسالتها العلمية وقواعدها النضالية.

بيروقراطية وتعاقد هش

الأستاذ الباحث زوجيه دومةس ممثل النقابات الأساسية للمساعدين المتعاقدين للتعليم العالي المنتمين للجامعة التونسية للشغل صرح للصباح أن الإضراب العام المفتوح جاء على خلفية ما اسماه بتعنت الوزارة وتجاهلها المتكرر لحقوقهم المشروعة مبينا أن الأساتذة المضربين إنما اضطروا إلى قبول صيغة التعاقد بعد أكثر من ستة سنوات من الدراسة بالتعليم العالي على أمل الالتحاق بمهنة التدريس رغم الظروف الصعبة لهذه الصيغة التي تلزم المتعاقد بالجمع بين مقتضيات التدريس والإعداد المهني والبيداغوجي للدرس ومستلزمات البحث العلمي بصفتهم باحثين في حلقة الدكتوراه وفي آجال زمنية محددة رغم ما يقال عن ظروف التأطير والإجراءات الإدارية البيروقراطية المعيقة المثيرة لصعوبات والتي تذهب بنزاهة البحث العلمي وموضوعيته، مما جعل عدد كبير من الباحثين يضطرون إلى الانقطاع عن أشغال البحث.

منظومة قانونية فاسدة

الناطق باسم الأساتذة المتعاقدين الأستاذ زوجيه دومةس يحمل على ما اسماه بتهالك النص القانوني لوزير المخلوع لزهر بوعوني وهو المنشور عدد 41/05 لسنة 2004/2005 الصادر عن الإدارة العامة للتعليم العالي والمتعلق بانتداب المدرسين المتعاقدين التونسيين مستعرضا عديد المآخذ على هذا المنشور المتهالك في نظره بسبب التناقض الصارخ في مضامينه.

مفاسد مالية

المآخذ القانونية على المنشور سابق الذكر نجم عنها فساد مالي كبير في نظر الناطق الرسمي باسم الاساتذة المتعاقدين المضربين حسب ما صرح به للصباح من ذلك ما سبق ذكره من تغيير من الصبغة التعاقدية إلى الوضعية العرضية التي تعطي الجامعة المتعاقد معها حرية مطلقة في قيمة الراتب المسدى للمدرس والتي تتفاوت من جامعة إلى أخرى وهو ما يفتح أبواب الشك وإمكانية التحيل في هذه الانتقالية الارتجالية ، مدخل اخر للفساد المالي يكمن في ما يعرف بمنحة الإنتاج المصروفة للمتعاقدين فمقارنة بسيطة بين جامعتين تنتميان الى نفس الوزارة يجعلنا نتساءل عن المقاييس والمعايير والضوابط المنتهجة في التقييم لإنتاجية المدرس ففي حين تتراوح هذه المنحة في جامعة منوبة بين صفر و1580 دينارا تعتمد جامعة سوسة معيارا من صفر الى 1100 دينار لا يتحصل الأستاذ المتعاقد منها سوى على 900 دينار فقط وهو ما يؤكد الصبغة الاعتباطية والعبثية والفساد..
مأخذ على لجان الانتداب
رغم إعلان وزارة التعليم العالي عن فتح 2359 خطة انتداب جديدة بعنوان سنة 2012 موزعة بين 1101 أستاذا مساعدا و1258 مساعدا للتعليم العالي وبعد أن تم الإعلان عن نتائج انتخاب بعض لجان الانتداب فإن الأساتذة المتعاقدين المضربين لا يخفون صراحة أن تتكرر التجاوزات المعهودة والمتكررة من أعضاء هذه اللجان التي تقوم في غالبها على المزاج والمجاملات وتبادل المنافع بين الأساتذة الجامعيين على قاعدة اخوذ وهاتب حسب تصريح احد الأساتذة الذي طلب عدم ذكر اسمه للصباح لما قد يطرأ من استهداف في حقه خاصة وهو يعاني من الفشل في الانتداب منذ ثلاث دورات حيث لاحظ أن الملف العلمي لا يقع فتحه أو استكشاف مضامينه ومن ثم فإن عملية التناظر كانت في الغالب تدور حول عموميات لا علاقة لها بأصول البحث العلمي والأكاديمي ولا بمستويات التقدم في أشغال الأطروحة وغيرها من الممارسات التي تناولتها الصباح في مقال سابق تحت عنوان ايحدث بعد الثورة في مناظرات وزارة التعليم العالي ... محسوبية... تجاوزات وإخلالات ا المؤرخ في 9/10/2011 والذي ضربنا فيه نماذج من تجاوزات إحدى لجان الانتداب بجامعة سوسة. ولا يخفي أساتذة آخرون تحدثت اليهم االصباحب من إمكانية عدم إدماجهم لا بفعل المفاسد المذكورة فقط ولكن بفعل ضعف عدد الخطط المقترحة في اختصاصاتهم على غرار اختصاص علم الاجتماع الذي تراجعت الخطط المقترحة للمساعدين الجامعيين من 6 خلال السنة الفارطة إلى 3 فقط خلال هذه السنة وهو وضع أكثر تعقيدا إذا ما علمنا أن هذا الاختصاص لا ينضوي كليا تحت قانون أساسي وذلك موضوع آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.