في ظلّ صمت تامّ ومتواصل من الحكومة، يواصل جريحا الثورة خالد بن نجمة ومحمد مزاح إضراب الجوع الذي دخلاه منذ 5 أيام احتجاجا على إهمال الجهات المعنية لهم. ويشكو الجريح خالد بن نجمة من وضع صحيّ متدهور جدا أدى إلى دخوله في غيبوبة لم يستفق منها إلا بعد تدخل سريع للإطار الطبي بالمستشفى الخاص الذي يقيم به بولاية بنزرت، وهو مهدّد حاليا بالموت لكونه مصرّا على عدم إيقاف الإضراب. وفي اتصال ل»الأسبوعي»، أعرب الجريح خالد عن أسفه الشديد ونقمته على الحكومة قائلا: «سأواصل إضراب الجوع ليس طمعا في علاجي ولكن أملا في أن أموت، فلولا أمي لانتحرت منذ فترة». معاناة حقيقيّة يعيشها خالد ومحمد، وغيرهما من الجرحى كثيرون، فالجريحان مسلم قصد الله وطارق الدزيري ينويان بدورهما الدخول في إضراب الجوع، حلّ يتبعه عادة فاقد الأمل الذي سئم الانتظار ووضع نفسه مضطرّا أمام خيارين إما الاستجابة لطلبه أو الموت. وهو ما أكده لنا الجريح خالد الذي خير الموت البطيء لأنّ أمله في الشفاء -حتى لا نقول في الحياة- بات محدودا جدا. وفي الوقت الذي ينام فيه أعضاء الحكومة وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي وكذلك الحقوقيّون بهدوء تامّ أثناء الليل، لا يقدر بعض جرحى الثورة على إغماض جفونهم بسبب الأوجاع الأليمة. وفي الوقت الذي تتكفل فيه جمعيات تونسية بمصاريف زيارات شيوخ أجانب وتنظّم لهم ملتقيات كبرى، لم نجد أيّا منها بادرت بالتكفل بمصاريف علاج جريح واحد ناسين أو متناسين أنّه لولا هؤلاء الجرحى لما تمكّنوا من إنشاء جمعياتهم ودعوة «قدواتهم». وردا على سؤالنا حول زيارة أحد أعضاء الحكومة أو التأسيسي، نفى الجريح خالد نجمة ذلك قائلا: «هل هناك من ابن حلال يتبناني فأنا لم أعد ابن تونس». ويشار إلى أنّ عددا من أعضاء المجلس التأسيسي دخلوا بداية من الساعة السابعة مساء يوم الجمعة في إضراب جوع مساندة لأسرى غزة الذين دخلوا بدورهم في إضراب جوع منذ 3 أسابيع تقريبا. وكللت هذه المساندة باحتفال في شارع الحبيب بورقيبة حضره المستشار السياسي لرئيس الحكومة لطفي زيتون الذي ألقى كلمة أعرب فيها عن مساندة لشعب فلسطين عامة وللأسرى خاصّة. لكن لم نجد أيا من أعضاء التأسيسي أو الحكومة ذهب لزيارة الجريحين خالد ومحمد المضربان عن الطعام منذ 5 أيام؟ لماذا لم يساندوهما حتى معنويا؟ هل نسي أعضاء الحكومة أنّ الجرحى هم من أعادوهم من منفاهم وأوصلوهم إلى السلطة التي بيدها وحدها الحسم في مسألة علاج الجرحى؟ أم أنّه وجب على خالد ومحمد وعلى غيرهما من الجرحى أن يكونوا من «أسرى غزة» حتى تقع مساندتهم؟ فسجّل يا تاريخ!!