عاد منذ مساء يوم أمس الأول الهدوء إلى مدينة مدنين بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها مصالح الأمن الوطني بالتنسيق مع عدد كبير من الأهالي ممن تطوعوا للدفاع عن المؤسسات العمومية من"الهجمة" الهمجية للمشاغبين والمنحرفين، وقد تلقت"الصباح" يوم أمس عددا كبيرا من مواطني مدنين يؤكدون فيها التفافهم حول السلط الامنية والوقوف إلى جانبها لحماية المدينة من الاعتداءات غير المبررة للمنحرفين والمشاغبين، والتصدي أيضا رفقة أعوان الشرطة لمن حاولوا اقتحام مبيت الفتيات بطريق بني خداش وبحومة الدغاغرة والتصدي رفقة أعوان الديوانة والشرطة لمن حاولوا اقتحام مقر إدارة الديوانة، والتصدي لقطاع الطرق الذين أرهبوا أصحاب السيارات الليبية بالطريق الحزامية وهو ما كان له الانعكاس الإيجابي على الحياة منذ مساء يوم أمس الاول وكامل نهار أمس، إذ اختفت مظاهر حرق الإطارات المطاطية ومظاهر الشغب والتخريب، وعادت المياه إلى مجاريها، واستعادت المدينة إشراقتها. إلى ذلك ومتابعة لآخر المستجدات على مستوى الأبحاث علمنا من مصادر مطلعة أن مصالح الشرطة ألقت القبض على 16 شخصا وأصدرت 50 منشور تفتيش في شأن أشخاص يشتبه في مسؤوليتهم عن أحداث الشغب والتخريب والحرق التي جدت خلال الليلتين الأخيرتين أو مشاركتهم في ذلك، كما تم نشر مناشير تفتيش في شأن خمس سيارات(واحدة من الحامة والثانية من قابس وثلاث من مدنين) للاشتباه في قيام من كانوا على متنها بتوزيع مبالغ مالية ومواد مخدرة ومسكرات على أفراد لحثهم على إحداث الشغب والتخريب. وفي سياق آخر بلغ عدد الأعوان المصابين 13 إضافة إلى مدنيين اثنين أحدهما أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع في الوجه فضلا عن الخسائر المادية الفادحة التي طالت واجهات المحلات التجارية وبعض المؤسسات والسيارات المدنية وأيضا الأمنية، وأكيد أن ما حصل لا علاقة له بالمطالب الشرعية لأبناء هذه الربوع التي رفعوها كالحق في التشغيل والحق في التنمية.. بل استغلتها أطراف أخرى ستكشفها الأبحاث المتواصلة لإحداث الفوضى والتخريب.