تم الإجماع خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول صحة المرأة ودورها في الأسرة والمجتمع بالعاصمة الإيرانية طهران الذي يلتئم من 9 الي 11 ماي الجاري بحضور عدد كبير من الجامعيين والأكاديميين والباحثين والدارسين من مختصين في مجالات علمية واجتماعية وتاريخية وفكرية مختلفة من عدد من البلدان الإسلامية والعربية وغيرها على ضرورة العمل على توفير الظروف الصحية والنفسية والتربوية للمرأة لتيسير مهمتها في صناعة الإنسان والواقع والتاريخ من خلال الدور الكبير الذي تضطلع به داخل الأسرة والمجتمع على حد السواء. وشددت الدكتورة بداغي التي تشغل خطة مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية مكلفة بالمرأة التي أشرفت على افتتاح المؤتمر على ضرورة أن تحظى المرأة بحقوق مادية ومعنوية وفق نصوص تشريعية تستجيب لدواعي العصر وتحافظ على ثوابت الانتماء الثقافية والحضارية الإسلامية مما يدعم دورها على مستوى دولي. واعتبرت أن هذا المؤتمر بادرة إيرانية أولى من نوعها لفائدة المرأة أين ما كانت نظرا لما يتيحه من الانفتاح على تجارب ورؤى من مجتمعات وبلدان مختلفة تتفق في كونها مبنية على أسس علمية كفيلة بالوصول إلى الأهداف المرسومة لحماية المرأة العنصر الهام في المجتمع الإسلامي خاصة وضمان الصحة النفسية والجسدية التي تضمن لها أداء دورها على أكمل وجه. وأكدت مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية على أن المسؤولية في هذا التحدي موكولة إلى المرأة والرجل على حد السواء واعتبرت أيضا أن الحكومة أو الدولة هي المسؤولة بدرجة أولى على منح المرأة كرامتها من خلال دعم حقوقها والدفاع عن مكانتها. كما عددت فوائد أن التجربة الإيرانية المتمثلة في مشروع قانون الأسرة . من جهة أخرى دعا أغلب المتدخلين في اليوم الأول للمؤتمر إلى ضرورة سن تشريعات قانونية تحمي المرأة من التهميش داخل المجتمع وتعزز مكانتها داخل الأسرة لتكون دعامة للتنمية لا سيما في ظل التجاذبات التي تعيشها المجتمعات داخل البلدان العربية أو الإسلامية تحديدا تفاعلا مع تداعيات الربيع العربي في مسار التأسيس لمنظومات اجتماعية وقانونية تمليها المرحلة. التجربة التونسية كانت التجربة التونسية في هذا المؤتمر حاضرة بشكل ملفت مقارنة بالبلدان المشاركة في المؤتمر. علل بعض الحاضرين هذا الاختيار اعترافا بالتجربة الرائدة للمرأة التونسية من خلال ما تحظى به من تشريعات تكفل حقوقها وتراعي مصلحة الأسرة وتجعل منها عنصرا فاعلا في المجتمع فضلا عن تزامن هذا المؤتمر مع ما تعيشه بلادنا من محاولات إصلاح وإعادة الهيكلة والتنظيم لكل ما يعنى بالمرأة في تونسالجديدة مثلما أكدت على ذلك إيمان الزهواني الهويمل التي تشغل خطة مديرة عامة للمرأة والأسرة بوزارة شؤون المرأة خلال هذه المناسبة. كما حظيت الدكتورة منيرة الهماني بتكريم من جامعة الزهراء الإيرانية على اثر التنويه الدولي ببحثها العلمي. وقدمت الباحثة مداخلة حول «الدراسة الجينية للأمراض الوراثية: تحديد الجينات المسؤولة عن الصمم الوراثي وتقلص حجم العين في عائلات تونسية». هذا إلى جانب مشاركة عدد من الأكاديميات التونسيات مختصات في مجالات علوم الاجتماع والتاريخ والفكر. وشهدت المداخلات تفاعلا كبيرا من الجنسين من الحاضرين في المؤتمر خاصة أن الأهداف المنشودة هي الخروج بتوصيات ولوائح عملية وعلمية وتشريعية تضمن للمرأة حقوقها وتجعلها دعامة أساسية في مسار التأسيس لأنظمة وفق ثوابت ثقافية وحضارية تؤصل هوية كل مجتمع تنتمي إليه المرأة بقطع النظر عن البلد الذي تنتمي إليه.