قيمة الفنّان تقلصت بسبب المستجدات وكسل البعض لست مستعدا للوقوف على مسرح قرطاج الشاذلي الحاجي فنان تونسي برغم حضوره المتقطع على الساحة الغنائية التونسية الا أن اسمه ظل راسخا في الأذهان وذلك لبصمته الفنية الخاصة ولونه الغنائي المميز الذي يمثل بالفعل إضافة حقيقية لرصيد الأغنية التونسية وهو الآن بصدد الاستعداد للمشاركة في مهرجان الأغنية التونسية في دورته القادمة. وللتعرف أكثر على جديد هذا الفنان وعن مشاريعه الفنية المستقبلية كان لنا معه هذا اللقاء: * شاذلي الحاجي يظهر فجأة ثم يغيب مطولا عن الساحة الفنية لماذا؟ - زر غبّا تزدد حبّا.. هذا نتيجة لوتيرة الحركة الموسيقية التونسية البطيئة.. النقص في الحركة يعود الى عدة عوامل ربما أعرف البعض منها وأجهل البعض الآخر، ولست أيضا من المولعين بالحضور المجاني. * حسب رأيك ما هي أهم العوامل التي ساهمت في بطء الحركة الموسيقية التونسية؟ - المستجدات المعلوماتية والتكنولوجية والانترنات وعدة عوامل أخرى تجعل الفنان يفكر ويفكر ويعيد التفكير في معاودة الظهور وفي كيفية الظهور أيضا. * رغم امتلاكك لصوت مميز انتاجاتك قليلة بالمقارنة بغيرك من الزملاء لماذا؟ - ربما لأني لا أجد اللون الذي يتماشى مع صوتي كلمة ولحنا.. النص الذي يستفزني يتطلب عملية بحث مطولة هذا الى جانب ان التكلفة لانتاج ألبوم أو حتى أغنية مكلفة جدا والفنان التونسي بصفة عامة يفتقر الى الدعم المادي الذي يخول له الانتاج المسترسل لذلك مردوديته تراجعت وتقلصت كثيرا أمام كثرة أنماط الاغنية العصرية الجديدة التي تحمل عدة قراءات مصورة ومقروءة بأساليب وتقنيات جدّ متطورة ومختلفة . * ألا ترى أن غيابك عن الساحة بامكانه أن يفقدك شعبيتك؟ - نعم الغياب عن الساحة قد يؤثر على الشعبية وقد أكون فقدتها ولكنه لا يؤثر على الاسم وأنا والحمد لله «منّعت اسمي».. نسق الانتاج موجود لكن الظهور هو الذي غير موجود. * أمام التشويش الذي تحدثه الفضائيات في الذوق العام هل ترى أن اللون الذي تغنيه قادر على الصمود؟ - انا فنان ودائما.. إن شاء الله أبقى فنانا في الحياة وحتى فيما بعد الحياة.. التميز هو الذي يقنعني أنا بالاساس وهذا قد يقنع فئة دون أخرى.. هناك فئة لا يهمها الظهور بقدر ما تهمها الجمل الاستفزازية وهذه الفئة ليست كبيرة وأتمنى أن تكبر.. الحمد لله أنا أمتلك هذا التميز وهذا بشهادة المختصين وهناك كثيرون مثلي. * هل يمكن الحديث عن الطرب في العصر الراهن؟ - الطرب لا يموت.. رقعة الطرب قد تكبر أو تصغر لكن الطرب يبقى دائما موجودا. * عديد الفنانين التونسيين انخرطوا في موجة الاغاني الخفيفة ذات الايقاعات السريعة فما رأيك في هذا التوجه؟ - أنا لست ضد هذا التوجه أو من المعترضين على الاغاني الخفيفة والقصيرة المهم هو الجدوى وأقصد بالجدوى توفر المواصفات الحقيقية للاغنية أي وجود حد أدنى من المستوى في الكلمة واللحن والأداء.. لا يجب أن تكون الاغنية المؤداة مثل النكتة التي اذا اعيدت صارت مملة وتافهة.. الاغنية الناجحة هي التي تستمر.. * وكيف تقيم وضعية الفن التونسي في الوقت الراهن؟ - ان تكون فنانا يجب أن تكون أولا وقبل اي شيء مسؤولا وهذه المسؤولية قد تقلصت لدى عديد الفنانين الجدد.. ثمة نقص واضح في ميزان قيمة الفن وهذا مرتبط بالمستجدات ونتيجة لكسل بعض الفنانين الذين هم من جيلي وحتى من الجيل الذي سبقني. * ونحن قريبون من مهرجان الموسيقى ما رأيك في هذه التظاهرة وكيف تقيّمها؟ - هي تظاهرة للموسيقى بصفة عامة ولابد من وجودها لعلها تساهم في تطوير الاغنية التونسية وتوجيه الفنانين وخاصة الجدد منهم وهي أيضا مناسبة هامة لإلتقاء الفنانين من مختلف الاجيال لتبادل الآراء وتلاقح الافكار والاستفادة المزدوجة لجميع الاطراف.. أتمنى أن يتطور المهرجان اكثر مما هو عليه ويصبح أكثر انفتاحا على العالم العربي ويأخذ حجمه الحقيقي مثل بقية المهرجانات العربية التي جاءت بعده وأصبحت أفضل منه.. لم لا يكون مهرجانا للاغنية العربية في تونس كما هو الشأن في مصر والجزائر . * هل لديك أي تحفظ ضد إدارة المهرجان؟ - لا بالعكس فالإدارة تبذل مجهودا هاما وتحاول دائما تقديم الاضافات خاصة على المستوى التنظيمي ولكننا كفنانين نطمح دائما الى ما هو أفضل. * بعض الاخبار تقول أنك ستكون من أعضاء لجنة التحكيم فهل هذا صحيح؟ - لا أعرف.. ربما * اذا لم تكن من أعضاء التحكيم فهل ستكون من المشاركين؟ - نعم وقد قدمت لادارة المهرجان أغنية من كلمات فخري بن دبّة وتلحين عماد البرادعي وطبعا من أدائي. * سبق وكنت عضوا في لجنة الفرز في احدى الدورات السابقة فهل هناك شفافية في قرارات اللجنة وهل أن الجوائز تسند لمستحقيها؟ - كل لجنة وواقعها والمنطق الذي يحكمها ولكن عموما هناك قدر كاف من الشفافية. * هل يحظى الفنان التونسي بالنصيب الذي يستحق من المهرجانات الصيفية؟ - رغم مجهودات وزارة الثقافة وعملها على اعطاء الاولوية للفنان التونسي في مثل هذه التظاهرات فإن بعض المشرفين عليها يشتغلون وفق اهوائهم وتبعا لمنطلقاتهم الخاصة.. في السنة الفارطة اسعفتني وزارة الثقافة بعرضين مدعمين وإلا ما كنت اشتغلت أبدا. * هل سبق وغنيت في مهرجان قرطاج؟ - غنيت في السنة قبل الفارطة في قصر العبدلية وحضر جمهور لا بأس به وغنيت سنة 2001 على ركح مسرح قرطاج مع حسن الدهماني وحسين العفريت وشكري عمر الحناشي وكان عدد الحضور جيد جدا. * هل ترى أن كل من غنى في مهرجان قرطاج يستحق ذلك عن جدارة خاصة الفنانين التونسيين؟ - لا ليس جميعهم يستحق قرطاج.. اذا عرض على هذه السنة الغناء على ركح مسرح قرطاج لن أقبل لأن ركح قرطاج يتطلب من الفنان أن يكون حاضرا ومتميزا وعلى جميع المستويات.. لابد من عرض ضخم وتحضيرات مكثفة ودراسة هامة للمسألة ودعاية اعلامية مسبقة ومكثفة وأنا في الوقت الحاضر لست مستعدا لذلك؟ - انطلاقا من مسيرتك الفنية التي تجاوزت الثلاثين سنة ومن نوعية الاغاني التي تقدمها هل يمكن اعتبارك من ضمن المؤسسين للاغنية التونسية؟ - لا لست من المؤسسين ولكني أحد تلامذة المؤسسين ومهمتي مواصلة اثراء خزينة الاغنية التونسية. * هل أنت راض عما قدمته الى حد الآن؟ - نعم راض ولكني مطالب بمزيد التكملة. * ألبومك الجديد متى يكون جاهزا ومن هم الشعراء والملحنين الذين تعاملت معهم؟ - الألبوم إن شاء الله يكون جاهزا في الربيع المقبل أما عن الاغاني فلدي ثلاث أغان جاهزة وهي من كلمات عبد الصمد كورشيد وحمادي الدريدي ومحسن الزيدي والتلحين للشاذلي الحاجي ولزهر شعير والبقية تأتي...