مَنْ مِنَ الفنانين التونسيين وصل الى ما وصلت اليه! مهرجان قرطاج يحتاج الى علاقات في وزارة الثقافة هو فنان تونسي استطاع برغم مشواره الفني القصير أن ينضج فنيا ويحقق لنفسه اشعاعا محترما محليا وعربيا ..طالته عديد الاشاعات لكنه واصل مشواره الفني بثبات أنه الفنان غازي العيادي الذي كان لنا معه هذا اللقاء. * لابد أنك واجهت عديد الصعوبات في ميدانك لتبلغ ما أنت عليه اليوم؟ - الصعوبات دائما موجودة ودائما هي نفسها لأن الفنان في تونس مازال الى يومنا هذا يمثل شيئا ثانويا هذا إضافة الى عدم توفر شركات انتاج تتبناه وتنتج له، فهو مطالب بالانتاج الذاتي وبامكانياته الفردية التي تكون في غالب الاحيان اما محدودة أو معدومة..في تونس انعدمت شركات الانتاج وحلّت محلها شركات القرصنة وهذا ما يقلل من قيمة الفنان التونسي ويحد من نجاحاته. * ألا ترى أن الفن التونسي الى جانب حاجته الى شركات انتاج فهو في حاجة أيضا الى الكلمة الجيدة والى طاقات مبدعة؟ - الكلمة متوفرة والكفاءة موجودة ولكن العقلية التونسية دائما «تضوي على البراني». * انطلاقتك كانت منذ سنة 91 أي لديك تقريبا 17 سنة تجربة في الميدان ولكن انتاجاتك قليلة مقارنة بغيرك من الفنانين؟ - من هم الفنانون التونسيون الذين وصلوا الى ما وصلت اليه! مع احترامي للجميع..في رصيدي تقريبا 50 أغنية هذا الى جانب أني الوحيد الذي صوّر تسع أغان على طريقة الفيديو كليب . * هل يمكن القول أن غازي وصل الى مرحلة من النضج تفرض عليه ضرورة التروي والحذر في اختياراته الغنائية؟ - امكانياتنا المحدودة في تونس تفرض عليّ التروّي والحذر في كل شيء و«نعملو حسابو» ولكن ما يسرني أكثر كفنان أني بدأت الانتقال من مرحلة الى أخرى وأقصد الانتقال من الغناء الى التلحين والدليل أن عمالقة الفن منحوني ثقتهم وغنوا ألحاني، فأنا من لحن لهاني شاكر أغنية «أحلى الليالي» كما أن لدي العديد من مشاريع التلحين لكل من المطرب وائل جسار والفنانة اللبنانية سارة الهاني ومن تونس أنيس لطيف وانصاف بن غالية ونجاة عطية. * ماذا أضافت الهجرة الى الفنان غازي العيادي؟ - الهجرة اعطتني فكرة كبيرة عن الفن في العالم العربي بصفة عامة واكتسبت منها خبرة كبيرة في الميدان الفني كما أن تجربتي مع روتانا علمتني الكثير.. لا ينقصني الآن الا أغنية الحظ مثل أغنية «حبيت زماني» التي كانت ناجحة على جميع الأصعدة ووفق جميع المقاييس. * هل يعني هذا أن غازي لم ينجح الا عندما هاجر؟ - الحمد لله نجحت في تونس وكل أغاني في بداياتي كانت أغاني حظ. * أمام الموجات الغنائية المتعددة والمختلفة هل أن ما تغنيه قادر على الصمود؟ - تعدّد الموجات الغنائية تطور وأنا لست ضد هذا التطور.. من الصعب جدا أن يضمن أي فنان في الوقت الراهن استمرار أغانيه وأنا من وجهة نظري أرى أن الاعلام هو وحده القادر على انجاح الاغنية والمسألة لا علاقة لها بقوة الاغنية فهناك عديد الاغاني الهابطة نجحها الاعلام.. كل فنان مدعم من قنوات تنجح أغانيه. * لماذا انخرطت في موجة الاغاني الخفيفة وبقيت فيها؟ - هذا يفرضه العصر ولابد من مجاراته وهو ليس بتخلف بل تطور. * غازي العيادي لم تتح له أي فرصة للغناء في المهرجانات الصيفية لماذا؟ - لم أغن الا مرة واحدة في مهرجان بوقرنين ولم أحظ بالصعود على ركح مهرجان قرطاج لأنه ليست لي علاقات داخل وزارة الثقافة. * هل أن كل من غنى في مهرجان قرطاج له علاقات داخل وزارة الثقافة؟ - الفنانون التونسيون الذين غنوا في قرطاج لا يستحقونه عن جدارة، أما لديهم علاقات أو أن الوزارة ضاقت ذرعا من توسلاتهم والحاحاتهم.. الفنان التونسي الذي يستحق قرطاج لا يناله الا بعد عشر سنوات. * هل سبق وقدمت مشروعا متكاملا لادارة المهرجان ورفض؟ - قدمت السنة القادمة ولم أقبل إن شاء الله هذه السنة. * ونحن على أبواب مهرجان الموسيقى ما رأيك في هذه التظاهرة؟ - أنا ضد مهرجان الموسيقى لأن وضع الفنان التونسي سيء جدا وهو ليس في حاجة الى المهرجان بقدر ما هو في حاجة الى جهود متكاتفة من أجل مزيد النهوض بوضعيته حتى يأخذ المكانة الحقيقية التي يستحقها ويتجاوز مختلف العقبات التي تكبل طموحه وتحد من طاقاته الابداعية.. «ما ناقص المشنوق كان ماكلت الحلوى».. الفنانون التونسيون كلهم «مشنوقون» . * غازي في بداياتك شاركت في مهرجان الموسيقى والآن لا لماذا؟ - مهرجان الموسيقى هو مهرجان للهواة. * لكن هناك العديد من الاسماء الهامة والمرجعية في الغناء التونسي تشارك في المهرجان ؟ - المهرجان هو عبارة عن عرس للموسيقى.. لماذا هذا العرس والموسيقى التونسية في أزمة.. كم من مطرب تونسي أخذ الجائزة الاولى في المهرجان ولكن أين هو الآن بعد المهرجان.. هذه علامة استفهام حول هذا المهرجان.. المهرجان غير قادر على الارتقاء لا بالاغنية ولا بالفنان التونسي لأن الفن التونسي في أزمة ويحتضر. * غازي طالتك عديد الاشاعات فهل أثرت على حياتك الفنية؟ - كثيرا وكل ما أستطيع قوله «الله يهدي من كان السبب» هناك العديد من الناس الذين يغارون مني ودفعهم الحسد الى الكيد لي عديد المكائد ولكني تغلبت على مكائدهم بإيماني الكبير بالله وبصلاتي ودعواتي. * هل هم من الوسط الفني؟ - طبعا من الوسط الفني..من أين إذن؟ * لماذا يبقى الزواج مشروعا مؤجلا في حياة غازي؟ - الى أن يأتي ما يخالف ذلك.. إن شاء الله في القريب العاجل. * هل هي من الوسط الفني؟ - لا بعيدة كل البعد عن الميدان الفني. * وماذا عن جديدك الفني؟ - عدة أغان ملحنة لعديد المطربين العرب كما سأصدر ألبوما غنائيا يحتوي على 8 أغاني وعنوانه «موش طبيعي». حاورته: حمدي ي