فارق في حدود الساعة الخامسة من صباح أمس كهل من مواليد 1966 أنفاسه الأخيرة بمركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس متأثرا بمضاعفات الحروق التي لحقت به جراء إقدامه على إضرام النار في نفسه قرب سوق المنصف باي بالعاصمة، وحسب مصدر أمني فإن أعوان الشرطة حاولوا إيقاف الهالك بموجب صدور منشور تفتيش في شأنه من طرف محكمة الاستئناف بالعاصمة إضافة إلى تفطنهم لتهريبه كمية من السجائر المجهولة المصدر ولكنه فر تاركا سيارته، ليعود بعد فترة رفقة قريبه يحمل كل منهما وعاء بنزين قام الأب بسكبه على نفسه وإضرام النار في جسده، فيما قام مرافقه بسكبه على دراجة أمنية وإضرام النار فيها ورشه على أحد الأعوان، قبل أن يتم نقل الهالك إلى المستشفى فيما تجمع عدد من الأشخاص بالمكان ورشقوا أعوان الأمن بالحجارة مما تسبب في إصابة سبعة منهم بجروح متفاوتة قبل أن تتم السيطرة على الوضع. وفي ذات السياق وبحثا عن المزيد من التفاصيل تحولت الصباح إلى سوق المنصف باي حيث التقت بأحد أبناء الهالك ويدعى سيف فقال:في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة كنت رفقة والدي بصدد وضع بعض علب السجائر في الصندوق الخلفي للسيارة عندما قدم عونا أمن وحاولا حجز العربة ثم طلبا رشوة قدرها ألف دينار مقابل عدم حجز البضاعة والسيارة غير أن والدي رفض وحاول تسليمها مائة دينار فقط. وأضاف الابن: حينها سلم أحد الأشخاص وعاء بنزين لوالدي وسكب محتواه على جسمه حتى يخيف العونين لكن أحدهما سلم ولاعة لوالدي وتحداه أن يضرم النار في نفسه، وأمام حالة الغضب التي كان عليها والدي أحرق نفسه. شاهد عيان قال ل"الصباح": لقد أعلمني أحمد أن الأعوان حجزوا سيارته ثم سرعان ما سمعت صياحا فهرعت نحو المكان لأعثر عليه ملفوفا في حالة احتضار قبل أن تقله الحماية. شاهد عيان آخر أكد أنه لمح قدوم عوني أمن بالقرب من سيارة أحمد قبل أن يشاهد الأخير يهرع نحو محطة محروقات ثم يعود ومعه وعاء بنزين فالتحقنا به في محاولة لثنيه عن الانتحار غير أنه فر منا وسكب البنزين على جسمه وأضرم النار قبل أن يقوم الأعوان بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، إلى ذلك طالب عدد من تجار سوق المنصف باي - الذين أغلقوا أمس محلاتهم التجارية - في وقفة احتجاجية سلمية بتنظيم السوق وتعهد بنيته الأساسية ورفع القمامة بشكل يومي وتمكين بعضهم من رخص ومزيد تأطير أعوان الأمن من المتخرجين حديثا وتتبع المتسببين في الحادث، والتحقيق في موضوع الرشوة. وقد علمنا أن السلط الامنية والقضائية فتحت تحقيقا في الغرض لكشف ملابسات الواقعة وتحديد المسؤولين عليها. أبو محمد