عقدت جمعية المسار من أجل ثقافة بديلة أوّل أمس ندوة صحفية أعلنت خلالها عن برنامج التظاهرة الثقافية التي تنظمها يوم 24 ماي الجاري بفضاء «مسار» بحي بلدوف بالعمران بالعاصمة في انتظار ان تشمل في المستقبل الجبل الأحمر وحومة السواحل وباب سعدون وعلى أمل ان تتوسع التظاهرة لتشمل بعد ذلك مناطق الجمهورية عبر قافلة فنية متجولة تضم مختلف التعبيرات الفنية وشتى أشكال الفرجة. في هذه الندوة تحدث الفنان المسرحي وصاحب فضاء «مسار» صالح حمودة عن التظاهرة فقال كان لفناني تونس الدور الكبير في مقارعة نظام بن علي حين عبروا عن حياة الشعب والأمة في أعمالهم وكانت لهم تحركات شعبية هدفت إلى الانعتاق السياسي والاجتماعي ولم يتخلفوا عن أي موعد او تحرك على الصعيد الوطني او العربي أو العالمي بالمسرحية والقصيد واللوحة الفنية والفيلم. الفن في خدمة التشغيل ومواصلة للنضال من اجل غد أفضل لتونس والتونسيين بعد الثورة فكرت جمعية «المسار من اجل ثقافة بديلة» في إيجاد «خطوط إفلات» من الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي يدفع ضريبته المعطلون عن العمل والشريحة الاجتماعية الأكثر فقرا بالمساهمة في عملية التشغيل ولو على نطاق ضيق او بسيط بتنظيم تظاهرة فنية كبرى ترصد ارباحها للمعطلين عن العمل ببعث مشاريع صغرى لمن عانوا من سنوات البطالة البشعة ولمزيد التوضيح قال صالح بن حمودة: «يأتي هذا المشروع الفني ذو الغايات الإنسانية الرفيعة في إطار يكون فيه الفن صوت المقهورين والمعدمين. والهدف منه إيجاد مواطن شغل تساهم في تحقيق الكرامة، والمبادرة مفتوحة لكل فنان يريد مساعدة مواطنيه وتحقيق أهداف انتفاضة الشغل والكرامة». أما برنامج التظاهرة فسيتضمن حفلا فنيا تحييه «مجموعة مسار الموسيقية» الملتزمة للأخوين أيمن (ملحن) وأمين مقني (أستاذ موسيقى) ورانيا الجديدي ومقتطفات من مسرحية «التونسي. كوم» لجعفر القاسمي الذي أصر -حسبما ذكره صالح حمودة في الندوة الصحفية- رغم ضيق وقته والتزامه على ان يساهم بقرابة النصف ساعة من عرضه في هذه التظاهرة التي سيذهب ريعها إلى بطالين من أصحاب الشهائد في الطبخ من أبناء حيه واللذين يسعيان إلى بعث مشروع صغير يوفر مورد رزق قار لعائلتيهما على أمل ان تتكرر مثل هذه التظاهرات وتشمل بطالين آخرين. فرصة لمن لم يشارك في الثورة وبهذه المساهمة يكون جعفر القاسمي الذي صرح قبل أحد عروضه سنة 2011 انه يأسف لأنه لم يشارك في الثورة -رغم ما كنا نراه ونلمسه من نقد في عروضه- قد ثار بحق ولكن على البطالة وهي حاليا الوحش الكاسر الذي يذل التونسيين داخل الوطن وخارجه. تمت كذلك برمجة مداخلات شعرية للشاعر محمد الصغير أولاد احمد ولمجموعة من الفنانين الذين لبوا نداء المبادرة وعبروا عن استعدادهم للمشاركة في هذه التظاهرة التي يساهم فيها كذلك اتحاد الناشرين التونسيين. وأكد صالح حمودة بالمناسبة ان القائمة مازالت مفتوحة أمام الفنانين الذين يريدون المساهمة في هذا العمل الخيري الفني وتمكين مواطنيهم من مواطن شغل. ويذكر ان جمعية «مسار من اجل ثقافة بديلة» الكائن مقرها بعدد 3 نهج ابن الهاني العمران قرب معهد الفنون الجميلة بباب سعدون تنظم تظاهرات مؤثثها الأساسي مجموعة مسار للموسيقى والمسرح والسينما والأدب والرقص كما تنظم منتديات فنية وفكرية وتربصات تكوينية لتكوين جيل جديد من الفنانين الشبان كما تسعى عبر مجموعاتها المختصة في كل أشكال الفنون إلى تقريب الفن من متساكني العمران والأحياء المجاورة للفضاء وحتى تكون لكل بيت تونسي لوحة رسام فن تشكيلي.