يعيش متساكنو بنقردان على أمل أن يأتي يوم ويتحقق حلمهم بأن تصبح مدينتهم منطقة من أهم المناطق الصناعية نظرا لما يتواجد بها من ثروات طبيعية على غرار سبخة لعذيبات منجم الذهب الأبيض بالجنوب التونسي التي من شأنها أن تجعل المنطقة من أثرى المناطق التونسية وهذا حسب شهادة الخبراء في الميدان الاقتصادي والصناعي. وفي صفقة سرية سنة 2009 طوي ملف انتهاء استغلالها من طرف شركة فرنسية بعد أن نهبت ما يمكن نهبه دون أن يستفيد منها أي طرف ثم وقع التفريط فيها من جديد بطريقة سرية وملتوية مع أحد أزلام المخلوع وصهره صخر الماطري صحبة مجموعة من الأجانب. تبعد سبخة لعذيبات 16كلم عن مدينة بنقر دان وهي ثرية جدا بالكنوز والثروات إلا أنه ومن خلال صفقة مشبوهة بتواطؤ مع بعض المسؤولين بالوكالة الوطنية لحماية وتهيئة الشريط الساحلي والوزارة الأولى جعلت بلادنا وخاصة مدينة بنقردان حسب ما ذكره محمد السويد مهندس عام متقاعد من الوكالة الوطنية لحماية وتهيئة الشريط الساحلي محرومة من خيراتها وموادها الأولية التي تتحول لتصنع بالخارج ثم تعود إلينا بأضعاف الثمن. كنوز دفينة توصل خبراء من مكتب دراسات أمريكي خلال الثمانينات الى إعداد دراسة لهذه السبخة واكتشفوا كنوزها إذ تمتد هذه السبخة على 12ألف و500 هكتار وتنتج 250مترا مكعبا من الأملاح ذات الملوحة العالية بمعدل 300غرام في اللتر و50مليون طن من (كلورير السود يوم) الذي يستخدم في عديد أصناف الأدوية وهو ما يغطي 500سنة من الاستهلاك الوطني الي جانب احتوائها على 8.5مليون طن من مادة ( صلفات دي سوديوم والما نيزيوم ) بما يغطي حاجيات الاستهلاك الوطني لمدة400سنة هذا إلى جانب توفير الاحتياجات الاستهلاكية للشعب التونسي من الملح (بوتاسيوم) لحوالي 200سنة بمعدل مليوني طن كما كشفت الدراسات التي أنجزها هؤلاء الخبراء لفائدة الديوان الوطني للمناجم عن توفر مادة (اليتيوم ) في هذه السبخة وهي مادة تستخدم في صناعة أدوية الاضطرابات النفسية وكذلك في بطاريات شحن الحاسوب والهاتف الجوال وغيرها وكذلك مادة ( البور ) التي تستخرج منها أسمدة تغذية التربة الفلاحية الفقيرة ومواد طبية مطهرة للجراح والعماليات وكذلك المواد المضادة للحشرات وهي مادة غير ملوثة للبيئة وقدتم تقديم هذه الدراسات إلى وزارتي البيئة والفلاحة. اجتماع سري وقال محمد السويد بأن السبخة تستغلها شركة فرنسية منذ عهد الاستعمار الفرنسي في إطار لزمة لتسعين سنة وقد انتهت فترة استغلالها في 2005 لكن مجموعة من المسؤولين وهم أربعة اثنان منهما من وكالة حماية الشريط الساحلي وثالثهما المدير العام للمناجم سابقا والرابع إطار بالوزارة الأولى وفي إطار اجتماع سري سنة 2009 تم الاتفاق على مواصلة استغلال ثروات سبخة العذيبات ببنقردان من الملح والمواد الأولية الأخرى من طرف ثالث وهو صهر الرئيس المخلوع صخر الماطري. وبذلك ظلت هذه الشركة بمفردها تصول وتجول وتستغل ملاحات عديدة وتشحن كميات عملاقة من الذهب الأبيض باستمرار لتكريره في الخارج وضخ تلك الخيرات بأسعار مرتفعة للعالم ولبلادنا المنتجة أيضا. ثروات مهدورة وذكرالسويد أنه عند اتصاله ببلدية باريس اكتشف من مسؤوليها أن البلدية تشتري سنويا ما قيمته 200 مليون آورو من ملح سبخة العذيبات ببنقردان أي ما يعادل 400 مليار تونسي لرشها في الطرقات وأضاف في هذا المجال بأنه زار لفترة طويلة السويد أيضا وكان يشاهد كميات من الملح التونسي التي كانت ترش في الشوارع عند سقوط الثلوج. كنوز منهوبة وفي ما يشبه الحسرة بين مصدرنا بأن كل هذه الثروات مائة بالمائة تنهب وتتحول إلى خارج البلاد وتشغل مصانع الأجانب وكفاءاتهم وعمالهم ثم تعود إلينا مستوردة بضعف الثمن وبالعملة الصعبة واستدرك مصدرنا في هذا المجال قائلا عندما سقطت الثلوج بكثافة على مناطق الشمال والمرتفعات خلال هذا العام استوردت الحكومة الملح من الخارج لرشه على الطرقات وهذا ماانجر عليه إهدار كبير من العملة الصعبة. ليبقى الاستغراب عن إهمال هذا الملف الهام وعدم السعي لفك القبضة الحديدية عن كنوز بنقردان بما في ذلك المدخرات المذكورة وإن كانت سابقا النوايا واضحة لردم الحقيقة بناء على «طبخة» على أعلى مستوى جعلت هذه الكنوز في يد الغير لكن اليوم أصبح من الضروري وخاصة بعد الثورة التاريخية للشعب التونسي تحرير هذه الكنوز حتى ولو كانت مقيدة باتفاقيات مع أجانب يمكن بأي إشكال من الأشكال ان نفرض على هؤلاء وحدة لتكرير ومعالجة وتصنيع كل المواد الأولية وهي من المواد الثمينة ببلادنا وطبعا مثل هذه الخطوة تقلب الهرم الحالي وتصبح بلادنا منتجة وليست موردة كما تفتح أفاق التشغيل أمام العاطلين. حقيقة مخفية وفي فرنسا أيضا اكتشف السويد حقيقة أخرى ظلت مقبورة لأسباب أصبحت واضحة ومعلومة والمتمثلة في موافقة البنك العالمي بعد دراسة معمقة أجراها ببن قردان على تمويل مشروع قطب تكنولوجي ضخم يستثمر ثروات هذه السبخة ويعود بالفائدة على كل متساكني الجنوب وخاصة شبابه المنسي فهل يتحقق هذا الحلم اليوم ويتجسد على أرض الواقع؟.