الثلوج الكثيفة التي نزلت بمدينة حيدرة الحدودية وجميع القرى المحيطة بها لم تنقطع الا اول امس، ادت الى شلل كامل للحياة وفرضت على السكان ملازمة بيوتهم وحتى التلاميذ لم يشأ اولياؤهم ارسالهم الى مؤسساتهم الدراسية خوفا عليهم من البرد ليبقوا في عطلة استثنائية بلغت امس يومها العاشر ومع تواصل نزول درجات الحرارة ليلا نهارا الى ما دون 4 تحت الصفر كانت حاجة الاهالي ملحة الى وسائل التدفئة والمواد الغذائية لكن اغلبها لم يعد متوفرا في المحلات التجارية بحيدرة التي اغلق عدد كبير منها بعد نفاد مخزوناتها وتعذر تزويدها بالحليب وقوارير الغاز والسكر. في حين اختفت تماما « نصب» بيع المحروقات المهربة جراء تراكم الثلوج في المسالك الجبلية المؤدية الى الحدود الجزائرية واستحالة مرور شاحنات المهربين منها وفقدت مادة « القاز « المستعملة بدرجة اساسية في تشغيل وسائل التدفئة واجبر عديد المواطنين على التنقل الى تالة وتاجروين لجلب حاويات منها تمكنهم من مواجهة البرد وفي المقابل تسلح بقية الاهالي وخاصة في قرى « المريرة « و «السرى» و«بوعنز» بالفحم و الحطب. اما من حيث المساعدات التي وصلت الى المنطقة فانها محدودة جدا واقتصرت على الاعانات التي ارسلت في الاسبوع الماضي ولم يقع توزيعها عدة ايام لغياب المعتمد وعلمنا امس ان اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي بالقصرين ارسلت الى حيدرة كميات اضافية تتمثل في 100 غطاء من الصوف ونصف طن من المواد الغذائية وهي قليلة جدا ولا تفي بحاجة مئات العائلات الفقيرة والمعوزة وقد افادنا امس بعض متساكني المدينة انهم يريدون مساعدات لمقاومة البرد القارس بالدرجة الاولى مثل البترول الازرق والات تدفئة اي ما يعبر عنه ب «ريشوات « لان عائلات كثيرة اصبحت غير قادرة مواجهة البرودة الشديدة داخل منازلها المتواضعة واطفالها اضحوا مهددين بالموت بعد ان بللت الثلوج والامطار التي اقتحمت مساكنهم من شقوق الجدران والاسطح كل ما لديهم من « بطانيات « واغطية ..