علمت»الصباح» من مصادر أمنية مطلعة أن محققي إدارة الشرطة العدلية وتحديدا على مستوى الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس تمكنوا ليلة أمس الأول من القبض على سفيان بن علي ابن شقيق الرئيس المخلوع بعد أن تم إطلاق سراحه على وجه الخطأ إثر النظر في قضية المطار من قبل محكمة الاستئناف بتونس يوم السبت الفارط قبل أن يتم تقديمه صباح أمس الثلاثاء إلى محكمة تونس التي سلمته بدورها لإدارة السجون والإصلاح التي أودعته السجن المدني بالمرناقية. وحسب مصادرنا الرفيعة المستوى فإن خطأ حصل بين إدارة السجون والمحكمة على خلفية بطاقة الإفراج الصادرة في حق سفيان بن علي في قضية المطار رفقة كل من جليلة الطرابلسي وزوجها محمد محجوب ومنتصر المحرزي يتعلق باحتساب مدة الأحكام السالبة للحرية الصادرة ضد سفيان بن علي، وبناء على ذلك تولت السلط القضائية إصدار بطاقة جلب في شأنه نفذها بنجاح في وقت قياسي أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس الذين ألقوا القبض عليه ليلة أول أمس واقتادوه إلى مقر الإدارة حيث قضى الليلة بحالة إيقاف قبل أن يقدم أمس للمحكمة التي قررت إعادته السجن لقضاء العقوبة الصادرة ضده. صابر المكشر
بدل سكبه في الأودية : متى يتم تشغيل وحدة تجفيف الحليب لامتصاص وفرة الانتاج؟ بعد طول توقف دخلت وحدة تجفيف الحليب بقرمبالية طور التشغيل السنة الماضية لتستعمل في إنتاج المشتقات وقد ساعد تدخلها حينها على استيعاب فائض الإنتاج والحد من وطأة أزمة الحليب الناجمة عن وفرة الإنتاج والتقليص بالتالي من تعدد ظاهرة سكب الحليب في الاودية والشوارع لرفض قبوله من وحدات التصنيع لأسباب وظرفيات مختلفة. وقد شكلت هذه الآلية إلى جانب التصدير والتخزين عناصر محورية في التصرف في وفرة الإنتاج ومعالجة الصعوبات التي مر بها المنتجون في فترة الذروة. ولأنّ المواسم تتعاقب والسيناريوهات تتشابه والوضعيات والهواجس تكاد تكون متقاربة فقد انطلقت أصوات الفلاحين مبكرا هذا العام مطالبة بالشروع في تشغيل وحدة التجفيف لامتصاص جانب من المنتوج وتخفيف الضغط على طوابير الإنتظار أمام مراكزالتجميع والمركزيات مع ما يترتب عن ضغط العرض وظروف الترقب لتسليم المنتوج من تأثير سلبي على نوعية الحليب فيتم رفضه ويكون مآله الأودية والتراب.. هذه الصورة البغيضة التي وإن خفت حدتها هذا العام فإنها لم تحتجب تماما كما سبق أن أوردت لنا بعض المصادر الفلاحية حيثيات عمليات إتلاف في أكثر من منطقة إنتاج وهو ما يستوجب التسريع في تفعيل آليات التصرف في الوفرة ومن بينها تشغيل مصنع التجفيف، الذي لم تفتح أبوابه إلى هذا التاريخ. وبالاستيضاح حول آجال دخول الوحدة حيز الاستغلال وأسباب تأخر انطلاقتها علمنا أن ترقب المنتجين قد لا يزيد عن موفي هذا الشهر وفي أقصى الحالات مطلع جوان القادم. وقد أعزت مصادرنا التأخير الحاصل مقارنة بالسنة الماضية إلى استيفاء بعض الإجراءات الترتيبية التي يتعين إنجازها والمتصلة بقرار المصادقة على فتح الوحدة من قبل أربع وزارات هي الفلاحة والصناعة والتجارة والمالية لتنتهي بنشر نص القرار بالرائد الرسمي. على أنه استنادا إلى ما أورده لطفي الشماخي مدير عام المجمع المهني للحوم الحمراء والألبان لا يتوقع أن تكون الكميات القابلة للتجفيف هذا العام بالحجم الكبير المسجل السنة الماضية. مؤكدا أهمية تفعيل مختلف آليات التصرف في وفرة المنتوج من خزن وتصدير وتجفيف معلنا أن حجم التخزين بلغ 30مليون لتر إلى غاية الأسوع المنقضي من مجموع 50مليون لتر ينتظر إنجازها قبل رمضان.ولئن سارت عمليات التخزين بنسق بطيئ بداية الموسم فإن المجمع يأمل في تدارك ذلك لتأمين المخزون التعديلي المطلوب قبل حلول شهر الصيام.. وبخصوص الوضع بمركزيات التصنيع قال "إن عمليات القبول والتخزين تسير دون تسجيل صعوبات كبيرة إلى حد الآن باستثناء ما يسجل من حالات إنتظار وطوابير أمام مقراتها ترهق المنتجين.." وفي تقييمه لواقع منظومة الألبان أورد ذات المصدر أن ملف إصلاح المنظومة وهيكلتها قطع أشواطا كبيرة وهو الآن في مرحلة الترتيبات أو اللمسات الأخيرة وهي من أدق المراحل وأصعبها لما تتطلبه من قدرة على أن ينهض القطاع بنفسه ويعوّل على إمكانياته الذاتية ويجعل من المهنيين والهياكل المهنية في مختلف حلقات المنظومة الأداة الفاعلة الرئيسية .. منتهيا إلى الإقرار بأنه رغم ما أنجز تبقى التحديات والمشاغل قائمة صلب القطاع منها ما يتعلق بكلفة الإنتاج المرتفعة والتي تتجاوز السعر المتداول عند الإنتاج وهو ما يطالب المربين بمراجعته ويجري حاليا تباحث هذا المطلب مراعاة لما يتكبده المنتج من مصاريف باهظة جراء الغلاء المتواصل للأعلاف. وبالنظر لتعدد المشاغل ذات الصلة بتحين الإنتاجية وبكراس الشروط المنظم لعمليات التجميع و تلك الخاصة بحلقة التصنيع و بالحرص على ضمان جودة رفيعة للمنتوج في مختلف المحطات وضمان استقلالية أكبر للمنظومة تنعقد غدا ندوة وطنية حول تجميع وتحويل الحليب بتنظيم من الجامعة الوطنية للصناعات الغذائية والغرفة الوطنية لمراكز تجميع الحليب تضم الأطراف المهنية المعنية لتطارح ملف هذا القطاع الذي وإن بلغ على مستوى الإنتاج الإكتفاء الذاتي بل وتجاوزه إلى مرحلة التصدير فإنه يواصل معايشة اشكاليات نوعية لا شك أن لقاء الخميس سيأتي على أبرزها .