فيما يحذّر المنتجون من بوادر أزمة في قطاع الألبان تمثل المؤشرات الراهنة وقودا لها على المدى المتوسط بل وحتى القريب, لم ينف المجمع المهني للحوم الحمراء والألبان الصعوبات القائمة لكنه قلّل من تداعياتها ومن تراكمها إلى أزمة شريطة اعتماد الآليات الثلاث المحورية لتجاوزها . وتستند مخاوف منتجي الحليب إلى جملة من الإشكاليات المطروحة على القطاع راهنا منها الإرباك الحاصل في مستوى التجميع على خلفية تعذر على عدد من المنتجين تسليم الحليب إلى مراكز التجميع بتعلّة النقص الطارئ في قبول المنتوج على نطاق عدد من المركزيات التي لا تعمل بكامل طاقتها , حسب بعض الإفادات التي بلغتنا من المهنة هذا الأسبوع. وتفيد الأخباربحصول نقص ب25بالمائة بمركز التجميع ببنزرت الأيام الماضية. وتقدر الكميات اليومية التي تعد محل إشكال في التصريف بين 300و400ألف لتر وفق تقديرات من المهنة علما أنّ طاقة التجميع اليومية المتوفرة تناهز المليوني لتر. وتضيف مصادرنا إلى إشكال التجميع معطى آخريتعلق بتوقف التصدير لا سيما من الياغرط إلى السوق الليبية جراء الأحداث التي تعيشها وعرف استهلاك بقية المشتقات نقصا في الفترات الأخيرة بالسوق الداخلية جراء توقف عدد من المساحات التجارية عن العمل لما لحقها من تخريب.وإلى جانب هذه العوامل يعتبر تواصل ارتفاع الأعلاف في السوق العالمية عاملا يزيد في حدة الوضع وفي ثقل العبء المالي المحمول على المنتجين .ومع اقتراب موسم ذروة الإنتاج تزداد مخاوف الفلاحين من تراكم صعوبات تصريف منتوجهم . مثل هذه الصعوبات لم ينفها مجمع الألبان واصفا إياها بالضغوطات القائمة إلا أنه أعرب عن القدرة على تخطيها باعتماد آليات تدخل متكاملة تعتمد التخزين التعديلي والتصدير والتجفيف متوقعا أن تعود عجلة التصدير نحو ليبيا حالما تستقر الأوضاع بها كما يراهن المجمع على امتصاص وحدة التجفيف بالمرناقية لكميات هامة من الإنتاج حال دخولها حيز الاستغلال المقرر في النصف الثاني من مارس القادم وتضاف لهذه الآليات المحورية الإجراء الأخير الذي انطلق حيزالتطبيق والمتمثل في تكليف الجيش بترويج 5مليون لتر بما يخفض الضغط على المركزيات التي تتدخل حاليا بطاقة تتجاوز مليوني لتر بين حليب ومشتقات . ويأمل المجمع في مزيد تنظيم حلقات المنظومة خاصة على مستوى تنظيم العلاقة بين المنتجين والمجمعين الناقلين في إطار عقود عمل إلى جانب ضرورة دعم صغار الفلاحين الذين يمثلون 80بالمائة من الناشطين في القطاع داعيا إلى مراجعة هيكلية لقطاع تربية الأبقار.