احتجاجا على ما وصفوه بالعمل الإرهابي المدبر والاعتداء الصارخ على دور العبادة والمقدسات نظّم يوم الجمعة الفارط عدد من المحسوبين على التيار السلفي مظاهرة سلمية جابت الشارع الرئيسي المؤدي إلى ساحة الثورة بمدينة سيدي بوزيد استهدف مؤخرا مسجد الرحمة واعتماد الشريعة كمصدر أساسي للتشريع إضافة إلى بعض المسائل ذات العلاقة بمناهضة الفكر العلماني والتصدي بكل حزم لمختلف أشكال الانحراف والتفسخ الأخلاقي ومواصلة حملتهم الموسعة على باعة الخمر خلسة بعد أن تمّ غلق الحانات والنقاط الخاصة ببيع المشروبات الكحولية. كما ردّد المشاركون في المسيرة العديد من الشعارات على غرار» الشعب يريد تطبيق الشريعة» و» الخمر أذهب الأمن والآمان ودمّر الإنسان» و» يا خمّار يا جبان بيوت الله لا تهان «و أوباما أوباما كلّنا أسامة « وغيرها من الشعارات المستنكرة لتصريحات وزير العدل نور الدين البحيري والتي أكدّ فيها أن الفسحة التي منحتها الدولة للسلفيين انتهت وسلبية الأجهزة الأمنية في التعامل مع مروجي المخدرات بالجهة رغم ما تخلفه هذه الآفة من أضرار اجتماعية واقتصادية وصحية لا تنسجم مع مبادئ الشريعة الإسلامية. تخوف وعلى خلفية حالة التوتر والإحتقان التي تشهدها مدينة سيدي بوزيد منذ 19 ماي الجاري اثر قيام مجموعة من السلفيين المسلحين بالهروات والأسلحة البيضاء بمهاجمة حانات مرخص لها وحرق مخزن خمور وأربع شاحنات على ملك إحدى الشركات الخاصة ببيع وتوزيع المشروبات الكحولية عبّر المواطنون ومكونات المجتمع المدني بالجهة عن تخوفهم الكبير من اتساع نطاق هذه الحملة لتشمل المطاعم والمقاهي وقاعات الأفراح والشواطئ داعين الجميع إلى تغليب العقل وقيم التسامح والتآخي والمواطنة ونبذ دعوات الفتنة لأنها أشدّ من القتل وخيانة لدماء شهداء الثورة والركون إلى الحوار خيارا وحيدا لحلّ الخلافات القائمة بعيدا عن سياسة فرض الرأي بالقوة والإكراه بما يضمن الأمن والسلم الإجتماعيين من جانبه أصدر المكتب المحلي لحركة الشعب بسيدي بوزيد بيانا أدان فيه الإعتداء على المقدسات ودور العبادة ورفضه المطلق للتدخل في شؤون الدولة تحت أيّ غطاء أو ذريعة مهما كان مأتها. كما دعت الحركة إلى محاسبة كلّ من تورط في عمليات الإعتداء على جامع الرحمة أو الممتلكات الخاصة وتأكيدها على عدم الإنجرار وراء أحداث مفتعلة تنسي أبناء الجهة مطالبهم المشروعة في التنمية والتشغيل.