هو حدث لا ينبغي أن نمر عليه مر الكرام باعتبار ما يحمله من عبر وما يتضمنه من أبعاد. فلأول مرة في تاريخ دورات امتحان الباكالوريا في تونس وربما البلدان العربية بأسرها تسند مسؤولية الإشراف على مركز امتحانات الباكالوريا لأستاذ كفيف منحت وزارة التربية الإشراف على إدارة مركز امتحانات الباكالوريا خلال هذه السنة للسيد المنجي الحميدي وهو أستاذ كفيف ليتولى هذا الأخير تسيير شؤون مركز الكفيف بسوسة، ويعتبر هذا شرف يمنح لأول مرة للمكفوفين، كما أن ذلك يعتبر شرفا لإدارة التونسية وتكريم لنصف مليون معوق و50 ألف كفيف بالبلاد. وتشير مصادر مطلعة الى أنه قد تقدم لامتحانات الباكالوريا منذ سنة 1972 حوالي 72 مترشحا كفيفا من 48 مترشحا ضمن المؤسسات التربوية العمومية و24 مترشحا حرا , وقد تم لهذه الغاية توفير 20 قاعة امتحان خاصة بهذا الصنف من الممتحنين وذلك بمعدل 3 تلاميذ في كل قاعة، وكذلك توفير 200 أستاذ مراقب و300 تلميذ كاتب. وعلى مستوى الإجراءات الإنسانية المصاحبة فقد تم توفير كاتبة لكل تلميذ حتي تقع إعادة المكتوب بطريقة «براي» مباشرة إلى المنظور, كما تم تمكين فاقدي البصر الذين يجتازون مادة الإعلامية من الظروف الملائمة حيث وقع توفير آليات خاصة والتعامل مع منظومة ناطقة إضافة إلى تمكين المترشحين من ثلث الوقت إضافة إلى الوقت العادي حسب كل مادة.