ظلت الرضيعة مرام نصري ومنذ سقوطها من أحضان أمها أثناء أحداث تالة والقصرين يوم 9 جانفي 2011 واستنشاقها لكمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع رهينة فراش المرض بالمستشفى ورغم تلقيها للعلاج ظلت حالتها الصحية متدهورة وغير مستقرة نظرا لخطورة إصابتها على مستوى العمود الفقري وصعوبة التنفس مرام ظلت بمستشفى الأطفال بباب سعدون إلى حين تكفّل رئيس الدولة المؤقت المنصف المرزوقي بعلاجها بمصحة بن سيناء بالمنار وذلك منذ 45 يوما إلى أن تكثفت مساعي عديد الأطراف لتجد مبادرة قنصل تونس بجنوة زياد بوزويتة آذانا صاغية لدى المسؤولين بإيطاليا من خلال التكفل بها في مستشفى gaslini بجنوة وهو أول مستشفى أطفال مختص في أوروبا. إدارة المستشفى وافقت على إيواء مرام ووالدتها زينة ومتابعة حالة أصغر جريح ثورة بتونس وصول مرام وزينة إلى روما ومنها إلى جنوة سيكون اليوم الاثنين. «الأسبوعي» اتصلت بزينة نصري وابنتها مرام بالمصحة قبل مغادرتها أرض الوطن في اتجاه روما وقد أشارت الوالدة إلى أنها لم تكن تتصور أن تتحسن حالة ابنتها بعد أن عانت كثيرا من إهمال الإطار الطبي بمستشفى باب سعدون وما وجدته من اللامبالاة من طرف وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية حيث وصلت حالة ابنتها إلى مرحلة خطرة للغاية وقد ظلت على امتداد أكثر من شهر بقسم الإنعاش ثم بعدها جاءت التقارير الطبية التي تشير إلى ضرورة قبول الأمر الواقع أي أنه لا فائدة ترجى من علاجها وأنها قد أصيبت بجلطة... تدخل رئيس الدولة المنصف المرزوقي في مرحلة أولى والتكفل بعلاجها بمصحة خاصة أعاد الأمل لمرام لتصبح اليوم في وضع مستقر بعد أن نزع عنها الأكسيجين لكن مخلفات الإصابة على مستوى الظهر والضرر الحاصل ب3 فقرات، منعها اليوم من المشي وكذلك من النطق بالإضافة لضيق التنفس جراء من استنشقته من غاز مسيل للدموع... كل ذلك ساهم في تكبدي لمصاريف فاقت كل التصورات رغم المنحة التي تحصلت عليها 6 آلاف دينار.