والد المأسوف عليها: «الطبيب اعترف لي بأنه أخطأ في العملية الأولى فحاول إصلاح الخطأ بعملية ثانية قادت ابنتي الى الموت» الأسبوعي القسم القضائي: بعد معاناة تواصلت عدة أسابيع مع مرض غامض أصابها في أمعائها فارقت الملاك مُرام صلوحي في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من إحدى الليالي القليلة الماضية الحياة في ظروف غامضة حسب ما أكّده والدها بقسم الأطفال بمستشفى بالعاصمة. فما هي ملابسات هذه الحادثة؟ ما هو المرض الذي أصاب مرام منذ ولادتها؟ وهل تمثل وفاتها خطأ طبيا في ظل الغموض الذي تحدث عنه والدها في التعامل مع مرضها؟ بمسقط رأس عائلة المأسوف على فراقها ألتقينا بوالدها حامد الذي حدثنا عن أطوار المأساة التي حلّت به: مرض غامض منذ الولادة يقول محدثنا: «لقد داهم المخاض زوجتي فأصطحبتها الى مستشفى بالجهة حيث وضعت يوم 19 سبتمبر الفارط مولودا من جنس الإناث أطلقت عليها اسم مرام. ومنذ ولادتها تبين الأطباء ان الرضيعة تشكو من مرض ما ورغم الفحوصات التي أجروها لها فإن الغموض ظل سيّد الموقف لذلك وجهت ابنتي بعد يومين من ولادتها الى مستشفى بتونس العاصمة لمزيد الفحوصات». عمليتان جراحيتان وأ ضاف الوالد الذي كان متألما الى أبعد الحدود: «بعد إجراء الفحوصات اللازمة لأبنتي أعلمني الطبيب المباشر لصحّتها أنه يتعين اجراء عملية جراحية لمرام بعد ان ثبت له ان علّتها بين الأمعاء الرقيقة والامعاء الغليضة وفعلا تم إجراء هذه العملية وظلّت ابنتي اسبوعا كاملا داخل المستشفى قبل ان تغادره. وباصطحابها الى البيت تدهورت حالتها الصحية نحو الاسوأ وأصبحت تتقيأ الحليب الذي تتناوله وتعاني من الإسهال المستمر فأصطحبتها الى عدة أطباء بالجهة ولكنهم لم ينجحوا في تحديد علّتها لذلك أعدتها الى طبيبها المباشر بالمستشفى المذكور والذي بفحصها أدرك أن حالتها الصحية تدهورت وأن صدرها منفوخا وأكد لي والحديث للأب أنه (الطبيب المباشر) أخطأ في إجراء العملية الأولى ولذلك يتعين إجراء عملية جراحية ثانية بعد أن طمأنني بأن فلذة كبدي ستعود الى حالتها الطبيعية». عملية ثانية وتدهور صحي وعن هذه العملية الجراحية قال السيد حامد صلوحي: «ابنتي كان عمرها حينها ثلاثة أشهر وتزن أربعة كيلوغرامات فقط ونحن نعلم أنه لا يمكن إجراء عملية جراحية ثانية لرضيع يزن أقل من ثمانية كيلوغرامات ولكن هذا الطبيب اجرى العملية فساءت حالة ابنتي وأصبحت صحتها تتدهور باستمرار وأنتفخ جسمها بدرجة تدعو الى الدهشة فأتصلت بالطبيب لاستفسر عن حالتها ولكنه كان دائما يتهرّب من الإجابة ثم تم منعي من زيارة فلذة كبدي التي ظلّت مقيمة بقسم العناية المركزة طوال تسعة أيام الى ان فارقت الحياة». وفاة طبيعية؟ وأضاف محدثنا: «عندما أردت اخراج جثمان طفلتي سلّمني المستشفى وثيقة تشير الى ان وفاتها طبيعية(!!) فحاولت الأتصال مجددا بطبيبها لمعرفة سرّ وفاة ابنتي ولكنه رفض الرد على مكالماتي الهاتفية» الى هنا ينتهي حديث الأب الملتاع بفراق ابنته على أمل ان يتلقى في يوم ما إيضاحات من وزارة الصحة العمومية حول أسباب وفاة طفلته مرام صلوحي.