كان الأسبوع المنقضي ساخنا فبالإضافة لما عرفه من تجاذبات حول تسليم البغدادي المحمودي، تمت إقالة مدير القناة الوطنية الصادق بوعبان على خلفية ما حدث في برنامج حواري حضرته وجوه تجمعية سابقة وعرف مقاطعة عضو المجلس التأسيسي وليد البناني له، وحدث ما حدث على المباشر.. ردود أفعال من هنا وهناك على جملة الأحداث، لكن بغض النظر عن أحقية الإقالة من عدمها وعن أحقية رئيس الحكومة في تسليم البغدادي المحمودي من عدمها أيضا لنا أن نسأل، هل ستوجه إلى محمد عبو الوزير المكلف بالإصلاح الإداري بعد استقالته من الحكومة، تهمة محاولة زعزعة أركان «الترويكا» خاصة أن صفحات التواصل الاجتماعي المحسوبة على حركة النهضة قد انطلقت في مهاجته منذ أعلن عن استقالته وظروف وأسباب ذلك وخاصة منها فقدانه لأية صلاحية لفتح ملفات الفساد وإصلاح الإدارة... الصلاحيات التي طالب بها رفضها مستشارو رئيس الحكومة والذين هم طبعا من «النهضة».. الهجومات التي تعرض لها عبو من المحسوبين على صفحات «النهضة».. زد على ذلك فقد نطق سمير بالطيب بكلام جميل في التأسيسي خلال جلسة المساءلة حول ملف المحمودي يدل على الالتفاف على حركة «النهضة» في كل المواقع فالحكومة ثلاثية الأطراف لكن شقا واحدا متجند للدفاع عنها ولعل ما يؤكد ذلك عندما استغرب النائب سمير بالطيب كيف لنواب «النهضة» أن يردوا على تساؤلات باقي النواب في ظل وجود رئيس الحكومة وعدد من أعضائها.. الأسئلة موجهة والنواب يجيبون وهي الملاحظة التي لم تعجب حتى رئيس المجلس مصطفى بن جعفر... .. بالأمس شنوا حربا على ما أسموه إعلام العار و»قناة 7» واليوم نجد قناة «الزيتونة» التي ما تزال في مرحلة البث التجريبي تحصل على حوار حصري مع البغدادي المحمودي في ليبيا في معتقله... إنها لمفارقة عجيبة هذه أيضا فابن وزير التعليم العالي، أسامة بن سالم باعث القناة (عفوا لجماعة حنبعل على العبارة التي استعرناها منهم) من دون كل القنوات التلفزية العملاقة في العالم والمستقلة والمحايدة أمكن له الوصول إلى معتقل البغدادي المحمودي الذي قال كلاما غير مقنع عن ظروف اعتقاله والجناح الذي يتواجد به لأنه لا أحد يصدق أنه لم يتكلم تحت الضغط والتهديد حتى يظهر للعالم (من خلال نشر ذلك اللقاء على الشبكة العنكبوتية) أنه وقع توفير كل ظروف المحاكمة العادلة للبغدادي المحمودي... وأن رئاسة الحكومة كانت على حق وطبعا هذا الحق أكده أيضا الإعلام التابع «للنهضة» فشئنا أم أبينا باعث القناة ابن وزير نهضاوي... وبالتالي الكل مجند للدفاع عن «النهضة»... مهما يكن من أمر، تبقى «النهضة» الحزب الأكثر تنظيما مقارنة بباقي الأحزاب بما في ذلك حزب «الترويكا» لكن هذا لا يبرّر الحملات المضادة ضد كل من يدلي برأي مخالف أو مغاير أو يوجه نقدا دقيقا، ولا فائدة أيضا من ردود نواب «النهضة» وغيرهم من المحسوبين على الحركة لأن مواقفهم وردودهم ونقدهم ينطبق عليه المثل الشعبي القائل «ضرب الهجالة في بنتها» فاستقالة عبو مثال بليغ على أن «الترويكا» تقف على حزب واحد...