علمت «الصباح الأسبوعي» أن أكبر الناجحين في الدورة الرئيسية لمناظرة الباكاوريا يبلغ من العمر 61 عاما بالمعهد الخاص المنهل بسوسة.. الحبيب الزيدي من مواليد 14 جانفي 1951 اجتاز الباكالوريا شعبة آداب وحصل على معدل 10.42 من 20 وهو واحد ممن لم يستبد بهم اليأس ورفعوا التحدي للحصول على شهادة الباكالوريا التي تبقى لها قيمة خاصة جدا لدى كل تونسي.. تحدّ و إصرار وقد مثل المترشحون بصفة فردية لمناظرة الباكالوريا الاستثناء في الدورة الرئيسية إذ حقق الناجحون معدلات طيبة خاصة على مستوى بعض الشعب ومن ذلك معهد الرشاد الخاص الذي بلغت فيه نسبة الناجحين في شعبة الآداب 80 بالمائة من جملة المترشحين ومن بينهم الصادق المشرقي المولود في 14 جوان 1961 وهو يعمل ممرض صحة عمومية وحصل على معدل 11.71 من 20 بعد أن كابد واجتهد وحاول التوفيق بين التزاماته المهنية والعائلية والدراسة وقد استبدّ به حب التحدي للحصول على الشهادة التي حرم منها لأسباب مختلفة عند صغره ليتمكن وهو في الواحدة والخمسين من العمر كما حققت وفاء بولعابي (تشتغل سكرتيرة بمؤسسة خاصة) في نفس الشعبة ومن نفس المعهد المذكور معدل 10.24 من 20 في شعبة الآداب فضلا عن أنها من مواليد 27 مارس 1983 (عمرها 29 عاما) دائما وفي نفس المعهد حقق محي الدين اليزيدي حلمه بالحصول على شهادة الباكالوريا تقنية بمعدل 11.36 من 20 وهو من مواليد 30 نوفمبر 1971 ويعمل بديوان الطيران المدني.. محي الدين رغم أنه أدرك سن 41 عاما ومن شأن هذا النجاح أن يفتح الآفاق المهنية أمامه. فشلوا في العمومي وتألقوا في الخاص والقاسم المشترك بين من تحدثنا عنهم بالإضافة الى زميلتهم كاملة العرفاوي (سكرتيرة بشركة خاصة) والحاصلة على باكالوريا شعبة تصرف بمعدل 10.69 من 20 والبالغة من العمر 33 سنة (مولودة في 13 أفريل 1979 ) هو الاصرار على مواصلة الدراسة الجامعية.. ومزيد تسلق سلم العلم والمعرفة غير مكترثين للسن ولا أيضا لظروف الحياة والعمل. والملفت للانتباه أن عددا آخر من التلاميذ هم في سن من سيتخرجون هذه السنة من الجامعات لكنهم لم يرموا المنديل وحققوا ما عجزوا عنه في التعليم العمومي مثل قيس الخريجي البالغ من العمر 24 عاما ومتحصل على شهادة الباكالوريا شعبة اعلامية بمعدل 13.40 من 20 بالاضافة الى نادر القدري المتحصل على باكالوريا تقنية بمعدل 14.15 من 20 وكذلك آمنة الخياري الحاصلة على باكالوريا تصرف بمعدل 13.18 من 20 فضلا عن أكرم قويعة المتحصل على باكالوريا تقنية بمعدل 13.10 من 20 هؤلاء أيضا يستحقون التشجيع لأنهم تميزوا في التعليم الخاص رغم أن الحظ لم يسعفهم في التعليم العمومي.. عبد الوهاب. ح.ع من بوعرادة إلى المهدية : زوجة سجين سياسي سابق تقبض على «الباك» بعد 25 سنة من الانقطاع على إثر النتائج المعلنة في اختبارات الباكالوريا ضمن الدّورة الرّئيسيّة، حققت ولاية المهديّة كعادتها التفوّق ككلّ سنة ونجحت السيّدة «فضيلة « زوجة السيّد محسن لحمر السّجين السّياسيّ السّابق والمحكوم بستّ سنوات سجنا على خلفيّة انتمائه الإسلامي في التسعينات.. وكان خبر نجاح «فضيلة» قد أثار الكثير خاصّة وهي المنقطعة عن التعليم منذ 1987 أيّام «الحرب» القائمة على الخمار. «الصباح الأسبوعي» تنقلت إلى منطقة زالبة» التابعة ترابيّا لمعتمديّة سيدي علوان من ولاية المهديّة والتي تبعد عن مركز الولاية قرابة الخمسين كيلومترا لنلتقي مع *»فضيلة» صحبة ابنتها «غفران».. «فضيلة « وعائلتها، في رحلة، هي نبش للمواجع وسفر في الجرح الغائر، في ترجمة عن مدى إصرار الناجحة على النجاح.. لتنجح... تبدأ محدّثتنا بسرد وقائع ما مرّ بها، حيث أكّدت أنّ إصرارها على تخطي عقبة الفشل هو سرّ النّجاح.. «..بين شهري ماي وجوان 1987 تمّ إيقافي في مدينة «بوعرادة» مسقط رأسي بتهمة كيديّة على خلفيّة ارتدائي للحجاب، وتمّ طردي من كل معاهد الجمهوريّة ليقع منعي من مواصلة دراستي حتى في المعاهد الخاصّة، لأرضى بما قسم لي، إلا أنّ الزّجّ بزوجي في السّجن في التسعينات بعد الحكم عليه بستّ سنوات جعل أموري تتعكّر جدّا بين العناية بأبنائي وزيارة زوجي عبر مختلف السّجون التونسيّة ورحلاتي بين مقرّ السّكنى بزالبة والتردّد على أهلي ببوعرادة.. كان جحيما لا يطاق، اجتزت امتحان الباكالوريا وعمري الآن 47 سنة ولي من الأبناء: «ريّان» طالب بالجامعة، و»برهان» بالسّنة الثامنة أساسيّ و»لقمان» بالسّنة التاسعة و»غفران» في الرّوضة، ولأقتلع ورقة النجاح في شعبة الآداب بمعدّل 11.5 من 20.. كان أمل والدي وكل أفراد عائلتي هذا الذي قد تحقق بعد 25 سنة من الظلم والاستبداد والحيف والقهر، لأبرهن للجميع وللشباب خاصّة أن لا شيء يحبط العزائم غير اليأس والقنوط».