أصبح بما لا يدع أي مجالا للشك أو التراجع حدوث تغييرات جوهرية صلب الملعب التونسي خلال هذه الفترة، فبعد موسم وصفه أغلب الأحباء بالكارثي، بات التغيير ضرورة ملحة كي لا يتواصل المشكل ويتأزم الوضع أكثر، الآن وبعد انتهاء المرحلة الثانية من البطولة بدأ الجميع يستعد لمرحلة ما بعد هيئة كمال السنوسي، فمثلما أشرنا إلى ذلك في عددنا الماضي، رمت الهئية الحالية المنديل، ومن المنتظر أن يتم اعلان هذه الخطوة خلال الاسبوع الحالي، حيث من المفترض أن يعقد السنوسي وبقية الأعضاء اجتماعا حاسما في غضون الساعات القليلة المقبلة، لاتخاذ جملة من القرارات المصيرية أهمها بطبيعة الحال الإعلان عن قرار الانسحاب من تسيير الملعب التونسي، ومن ثمة تحديد موعد عاجل لإجراء انتخابات مبكرة لاختيار هيئة جديدة. ولا بد من التأكيد أن هيئة كمال السنوسي وبقطع النظر عن الضغوطات التي مورست عليها قررت منذ فترة طويلة عدم انهاء المدة النيابية كاملة، خاصة في ظل التوترات الكبيرة التي عرفها النادي والصعوبات المالية الخانقة التي حالت دون تنفيذ البرامج والوعود التي تم الاعلان عنها لحظة تولي مهمة تسيير الملعب التونسي، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على النتائج التي كانت سلبية للغاية، بما أن الفريق دخل منذ فترة طويلة قائمة الأندية التي تتنافس على البقاء ولم يخرج منها بعد. بن ساسي: انتهت المهمة برحيل الهيئة المديرة التي أعلنت خلال الأسبوع الماضي أنها ستجدد ثقتها في المدرب خالد بن ساسي، وهي مناورة ربما لكسب بعض الوقت وتخفيف الضغط على الفريق قبل مباراته الأخيرة ضد النادي البنزرتي، لم يعد لوجود المدرب بن ساسي أي داع لا سيما وأن البطولة ستركن لراحة مطولة ستسمح بلا شك بتجديد الدماء وضخ حياة جديدة في جسم الفريق، بن ساسي حاول الاجتهاد لكنه فشل، ثم فقد ثقة الأحباء الذين هاجموه واعتدوا عليه قبل أن يشتموه خلال اللقاء الأخير، ومن الطبيعي والبديهي أن يكون الرحيل والانسحاب نهاية تجربة لم تكن موفقة. من الباب الكبير إذا لم تحصل مفاجأة آخر لحظة فإن رئيس الجامعة السابق أنور الحداد سيكون الرئيس المنتظر للملعب التونسي، حيث حصل الوفاق بين أغلب الأطراف المؤثرة والفاعلة للوقوف إلى جانبه، كما أنه يحظى بتأييد الغالبية العظمى من أحباء النادي لا سيما في ظل عدم وجود مرشحين أقوياء قادرين على تسيير الملعب التونسي في هذا الظرف الصعب ليبرز إذن في موقف المنقذ، والمعلومات المتوفرة حاليا تضير إلى أن الحداد بدأ فعلا في التحرك لإعداد فريق عمله ووضع تصور مستقبلي لقيادة الجمعية. الراحلون كثر والقادمون في علم الغيب لولا بروز بعض اللاعبين الشبان المتكونين صلب النادي على غرار محمد بن عمار وحشان الشواشي، لاعتقدنا أن الملعب التونسي يعاني فعلا من فقر شديد على مستوى الرصيد البشري خاصة وان اغلب المنتدبين كانوا دون مستوى الانتظارات، ولهذا السبب فإن الغربلة التي باتت أكثر من ضرورية ستشمل ما لا يقل عن ثمانية لاعبين بعضهم شارك أساسيا في المباراة الأخيرة، لكن السؤال الذي يطرحه أحباء النادي يتعلق بالانتدابات التي يمكن ان تحصل مع الهيئة الجديدة، وفي هذا الصدد يمكن التأكيد على أن هنالك اتصالات متقدمة مع عدد من اللاعبين المنتهية عقودهم، وسيتم الإعلان خلال الوقت المناسب على جملة هذه الانتدابات. أحمد عبد الستار السلامي إشترط رحيل الهيئة الحالية تفاجأ عدد من أحباء الملعب التونسي من غياب قائد فريقهم أسامة السلامي عن المباراة الأخيرة ضد النادي البنزرتي، وبعد أن كان الاعتقاد السائد هو ظهوره من جديد في التشكيلة الأساسية غير أنه لم يكن موجودا ضمن قائمة المدعوين، البعض فسر هذا الغياب بعد شفائه من الإصابة والبعض الآخر قال أنه تمارض، لكن يبدو أن السبب الرئيس يعود إلى توتر علاقة السلامي ببعض المسؤولين الحاليين، حيث عبر عن تذمره من السياسة المعتمدة من قبل هذه الهيئة، كما برزت خلافات بينه وبين بن ساسي، مما جعله يختار الانسحاب مؤقتا ويشترط رحيل الهيئة لمواصلة التجربة مع الملعب التونسي.