رئاسته للهيئة المديرة للنادي البنزرتي تزامنت مع فترة زاهية ونتائج باهرة وانتدابات من الحجم الثقيل ومقعد احتياط ثري (إنهاء الموسم في المرتبة الثانية في موسم 99/98 (فضلا عن مشاركة قارية كانت ستحلق بالفريق إلى بعيد لو لا الحظ وأشياء أخرى . من ناحيته وباستثناء الدور النهائي لكأس تونس الذي خسره ضد الترجي التونسي لم يحقق النادي البنزرتي نتائج تحيلنا إلى عراقة الفريق وطموحات أحبائه بل إن العكس هو الذي حصل حيث تجرّع دلفين الشمال زوابع الخيبة وتوابع الانكسارات على مدى الموسمين الأخيرين قبل أن ينجح هذا الموسم في رفع رأسه حيث حقق قفزة نوعية، ومواكبة من " الشعب " لمسيرة النادي البنزرتي برئاسة الأستاذ سعيد لسود وتحت إشراف المدرب العربي الزواوي كانت لنا الدردشة التالية مع خالد على ضفاف الكرنيش وعن آفاق العمل الذي تقوم به الهيئة المديرة الحالية إلى جانب بعض المواضيع الأخرى . كيف تحكم على النتائج الحالية للنادي البنزرتي؟ الحصيلة إلى حد الآن طيبة كما أن الهيئة المديرة نجحت إلى حد كبير في تجاوز الخلل الهيكلي الذي ميز نشاط الفريق في الموسمين الأخيرين والمهم حسب رأيي أن النادي البنزرتي كفريق ينتمي إلى دائرة الفرق الكبرى قد عاد إلى مداره الصحيح والى حجمه الطبيعي من حيث جدية الهيئة المديرة وأيضا من ناحية الإقبال الجماهيري وانعكاسات ذلك على المداخيل الذي أصبحت بمعدل يفوق 30 ألف دينارا في كل مباراة تقام بملعب 15 أكتوبر . كمسير سابق هل كنت تتوقع صراحة أن ترتقي النتائج إلى هذا المستوى ؟ الترتيب الحالي فاجأ الجميع بما في ذلك سعيد لسود رئيس الهيئة المديرة لكن هذا لا يعني أن الأمور كانت اعتباطية أو كانت تسير بشكل رعواني أو بمساعدة الحظ بل إن عديد العوامل ساعدت على تحقيق هذا التحول النوعي من أبرزها تجربة سعيد لسود الناجحة في التسيير الرياضي وخبرة الإطار الفني في كيفية استثمار وحسن توظيف الرصيد البشري وخاصة المراوحة بين حسن إدماج العناصر الشابة والنجاعة في تأطير اللاعبين من ذوي الخبرة . * برأيك ما الذي صنع الفارق في عمل الهيئة المديرة الحالية ؟ - العلامة الوضاءة أن اسم النادي البنزرتي كان دائمافوق جميع الاعتبارات الفضفاضة وأعلى من كل الحسابات الضيقة ،كما أن الهيئة المديرة الحالية حسنت فعلت عندما حصرت جميع الإشكاليات والاختلافات ولا أقول خلافات داخل الإطار الضيق للهيئة المديرة، وما يحسب لها صراحة أنها لم تكترث لأقاويل المقاهي وأحاديث "التراكن " بعد التعادل مع مستقبل القصرين ثم ضد النادي الصفاقسي ، بل أن سعيد لسود ومساعديه سارعوا بتثبيت العربي الزاوي في خطته قبل المباراة الهامة ضد النادي الإفريقي والنتيجة كانت حلوة المذاق حيث تدرج الفريق في الترتيب العام كما أن الرؤيا اتضحت كما ينبغي بخصوص المستقبل القريب للمجموعة الحالية رغم البلبلة التي حاول البعض زرعها في المدارج ومن خارج أسوار الملعب. * في اعتقادك ما هو المطلوب في الوقت الراهن حتى تثبت الرؤيا التي تحدثت عنها والتي يتمناها كل محب غيور للنادي البنزرتي؟ - الأكيد أن الهيئة المديرة قد رسمت أهدافا وحددت اختيارات واضحة لعملها وطبعا هذه التوجهات لا ولن تخرج عن دائرة الاعتماد على الشبان وهو توجه سليم أباركه وأشد على أيادي الإطار الفني وخاصة اللاعبين على شرط أن لا يفسحوا المجال للأحلام الوردية . * لكن التفريط بطريقة ساذجة في الفوز أمام مستقبل القصرين ثم أمام النادي الصفاقسي أضاع عن النادي البنزرتي فرصة تأكيد الزعامة ولو بصفة وقتية؟ النادي البنزرتي لم يخسر البطولة ولم ينهزم في الدور النهائي لكأس تونس حتى نقرأ الأمور من هذه الزاوية ، بمعنى أن العثرة ممكنة والتعادلات متوقعة تماما كالانتصارات التي حصلت أو ستحصل ضد فرق بارزة لاسيما خارج القواعد. * البعض يرى بأن صغر سن اللاعبين مدعاة للحيرة والتساؤلات حول إمكانية تعرضهم للتأثيرات الخارجية؟ - هذا وارد لكن دور الهيئة المديرة مطلوب لمزيد الإحاطة بأبنائها خلال التمارين وخلال التربصات وهو ما يسمى بالتمارين غير المرئية les entrainements invisibles وكلها مسألة عقلية وسلوك يكتسبه اللاعب بصفة تدريجية مع ضرورة أن تهتم الهيئة المديرة بالتحضير النفساني للمقابلات لا سيما قبل إجراء اللقاءات التي تبدو سهلة على الورق. * وكيف تحكم على التصرف في الموارد المالية للنادي البنزرتي في هذا الموسم ؟ - خبرة سعيد لسود سمحت له ولزملائه في الهيئة المديرة بربط علاقات جدية ومثمرة مع أصحاب القرار الإداري وأعني بذلك السلط الجهوية والسيد رئيس البلدية المنصف بن غربية وهو رئيس سابق للفريق وعضو ناشط بالكتب الجامعي وصاحب تجربة في مجال كرة القدم كل هذه العوامل ساعدت على تجاوز كل العراقيل والإشكاليات هذا دون اعتبار وعندما يواكب جمهور غفير بملعب 15 أكتوبر لا يقل عدده عن 30 ألف متفرجا فإن ذلك سيكون حافزا إضافيا للمعنويات ودافعا للإيفاء بالتعهدات تجاه اللاعبين والمدربين بشكل مريح ومرن للغاية. * في كلامك تلميح لفترة الرئيس السابق احمد القروي أليس كذلك؟ - لا احد يمكن أن يشكك في غيرة أحمد القروي من أجل الارتقاء بنتائج الفريق لكن الإشكال أنه اعتمد على ماله الخاص وهو ما جعل العديد يعتقد بأن القروي لم يكن في حاجة للمساعدة وقد يكون أحمد القروي أساء اختيار الوقت المناسب للانسحاب من رئاسة الهيئة المديرة. * هل تعتقد بأن الرزنامة قد ساعدت كثيرا النادي البنزرتي في بداية هذا الموسم؟ . - الحديث عن الحظ والصدفة والاحتياط من الرزنامة لا يكون منذ بداية الموسم ولا تهم الفرق التي تلعب من أجل المراتب الأولى بل الجمعيات المهددة بالنزول ، والنادي البنزرتي كفريق صاحب مكانة مطالب بالتعامل مع جميع المقابلات بروح انتصارية وبنفس هجومي بقطع النظر عن اسم المنافس ومكان اللقاء ورقم الجولة . * لو كنت مكان سعيد لسود فكيف ستكون تدخلاتك في هذه الفترة من الموسم؟ - لا أرى أحسن من تطعيم الفريق بعنصر أو عنصرين تعزيزا لمقعد الاحتياط وضمانا لصنع الفارق في الأوقات الحرجة وأفضّل دائما أن تشمل الانتدابات الخط الأمامي ووسط الميدان. * كيف يتفاعل خالد السعدي مع نتائج فريقه؟ - لا أتابع باستمرار المقابلات في الملعب لكنني على بينة من كل المستجدات وأنا على اتصال دائم بسعيد لسود وبأغلب أعضاء الهيئة المديرة مهما كانت نتيجة المباراة واعتبر ذلك واجبا لأنني أحد أفراد هيئة الحكماء التي تضم الرؤساء السابقين للنادي البنزرتي ونسعى جاهدين لتوفير المناخ السليم للفريق شأننا شان الهيئة المديرة الحالية وكذلك الأطراف المعنية بالشأن الرياضي بمدينة بنزرت * ما هو تعليقك بعد التصريحات الأخيرة للمدرب يوسف الزواوي للصحافة المكتوبة وفي البرامج التلفزية؟ - يوسف الزواوي مدرب كفء وصاحب الرقم القياسي في التتويجات والألقاب مع أغلب النوادي التي دربها فضلا عن تجربة لا يرقى إليها الشك مع عديد الفرق الخليجية ، وكل ما أتمناه شخصيا هو أن يكون سي يوسف دائما في مستوى السمعة الطيبة التي يحملها عنه الجمهور الرياضي في ولاية بنزرت وداخل وخارج حدود الوطن كما أن عدم تدريب يوسف الزواوي للنادي الصفاقسي كما تحدثت عن ذلك وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة لا يقلل من قيمة هذا المدرب الذي يبقى من خيرة المدربين بل المربين * كلمة أخيرة للاعبي ولأحباء النادي البنزرتي ؟ - للأحباء أقول بأن النادي البنزرتي تعثر وسوف يتعثر وتلك هي أحكام الكرة والمطلوب الالتفاف حول الفريق في كل الحالات ، وللاعبين أهتف بأعلى صوتي واصلوا التركيز لضمان التألق ولكم الوقت الكافي لمزيد إثبات الذات في النادي البنزرتي وضمان مقعد مريح ودائم في المنتخب الوطني.